مفاعل ديمونا الإسرائيلي يخضع لإنشاءات جديدة.. وتوقعات لإنتاج "التريتيوم"

تخضع منشأة نووية إسرائيلية سرية، تعد مركزا لبرنامج أسلحة نووية غير معلن، لأكبر مشروع إنشائي منذ عقود، بحسب تقرير لوكالة أسوشييتد برس.

وكشفت صور الأقمار الصناعية بحسب الوكالة عن حفر بحجم ملعب كرة قدم، وربما عدة طوابق في عمقها، على بعد أمتار من المفاعل النووي القديم بالقرب من مدينة ديمونا.

وكانت المنشأة بالفعل موطنا لمعامل تحت الأرض تعود لعقود، تعيد معالجة قضبان المفاعل النووي للحصول على البلوتونيوم من أجل صنع الأسلحة النووية.

وأضاف التقرير أن الهدف من الإنشاء يظل غير معروف، فيما لم ترد الحكومة الإسرائيلية على أسئلة "أسوشيتد برس" بخصوص أعمال الإنشاءات، حسب قول الوكالة.

وتأتي التعديلات الإنشائية في وقت ينتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، برنامج إيران النووي، الذي يظل تحت مراقبة مفتشي الأمم المتحدة، على عكس المنشآت النووية الإسرائيلية.

وعلق المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة بواشنطن، داريل جي كيمبل، "يجب على الحكومة الإسرائيلية، الكشف عما تفعله في موقع مفاعل الأسلحة النووية السري".

A secretive Israeli nuclear facility at the center of the nation's undeclared atomic weapons program is undergoing what appears to be its biggest construction project in decades. That's according to satellite photos analyzed by @AP. https://t.co/T9se72HuDO

— The Associated Press (@AP) February 25, 2021

وأوضح تقرير "أسوشيتد برس"، أن تصميم منشأة ديمونا ظل لعقود من الزمان كما هو، إلا أنه في الأسبوع الماضي، أشار الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية في جامعة "برينستون" إلى أنه شهد "إنشاءات جديدة مهمة".

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، أنه على بعد كيلومترين غربي المفاعل، هناك صندوقان مكدسان مفتوحان، يبدو أنهما يمتلكان قواعد خرسانية، غالبا ما تستخدم كمنصات خرسانية لدفن النفايات النووية.

من جانبه، علق أستاذ دراسات منع انتشار الأسلحة النووية، في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، أفنير كوهين، بالقول "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالحفاظ على القدرات النووية الحالية للدولة والحفاظ عليها".

وأضاف كوهين الذي بحث في ملف ديمونا طويلا "إذا كان مفاعل ديمونا يقترب بالفعل من التوقف عن العمل، كما أعتقد، فيتوقع أن تتأكد إسرائيل من استبدال وظائف معينة للمفاعل بالكامل والتي لا غنى عنها".

أما كيمبال، فيرى أن إسرائيل ربما تود إنتاج المزيد من التريتيوم، وهو منتج ثانوي مشع سريع التحلل نسبيا، يستخدم لتعزيز القدرة التفجيرية لبعض الرؤوس النووية.

يذكر أنه مع تولي الرئيس الفرنسي شارل ديغول الحكم في 1958، كانت فرنسا أكبر مزود لاسرائيل بالسلاح وشاركت في بناء مفاعل ديمونا النووي، لكن ديغول أوقف التعاون العسكري بين البلدين.

وبعد الحرب الإسرائيلية العربية في يونيو 1967، فرضت فرنسا حظرا على بيع السلاح لإسرائيل.

وفي عام 2016، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية  دراسة حديثة كشفت وجود 1537 عيبا في أسس الألمنيوم في مفاعل ديمونا النووي.

وأفاد التقرير أن العيوب التي عثر عليها في المفاعل، لا تعتبر خطيرة، وأن خطر حدوث تسريب نووي محدود للغاية.

ومع ذلك، تزايدت الدعوات إلى الحصول على ضمانات جديدة وحتى إقامة مركز بحثي جديد، ما قد يضع إسرائيل أمام منعطف لاتخاذ قرار إن كانت ستعترف للمرة الأولى بحيازتها أسلحة نووية.

وقدر معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولايات المتحدة في عام 2015 أن إسرائيل تملك 115 رأسا نوويا.