"جيمس تاون" الإستخباراتية الأمريكية: مليشيا الحوثي لجأت لتجنيد أفارقة وأطفال لتغطية العجز بصفوف مقاتليها

كشف تقرير استخباري أمريكي، أن المليشيات الحوثية لجأت لتجنيد الأفارقة لتعويض النقص الحاد في صفوفها بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في جبهات مارب والتي أسهمت تضاريسها المسطحة في جعل الحوثيين وعناصرهم هدفاً سهلاً.
 
وذكرت مؤسسة جيمس تاون الاستخباراتية الأمريكية، أن الحوثيين لجأوا لتعويض النقص في المجندين، إلى تجنيد المزيد من الأجانب -بالقوة في كثير من الأحيان- بما في ذلك الفارون من الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية.
 
وبحسب التقرير فإن أحدث المجندين هم من صغار السن ولا يتلقون التدريبات الكافية ولا يتلقون مرتبات، مما يجعلهم يميلون أكثر إلى الفرار من المعركة حال سنحت لهم الفرصة.
 
وتعتقد القيادة الحوثية أنه إذا استولت قواتهم على مدينة مأرب ومعظم المحافظة، فإن موقعهم كقوة سياسية وعسكرية بارزة في اليمن سيكون ذا قيمة كبيرة قبل المفاوضات المتوقعة. ومع ذلك، تصاحب الهجوم الحوثي في مأرب مخاطر وخسائر كبيرة. حيث تلقى الحوثيون ضربات جوية مدمرة، بالإضافة إلى الهجمات المضادة الشرسة والمخطط لها بشكل جيد من قبل القوات الحكومية ورجال القبائل المتحالفة والتي أثرت سلبا على الحوثيين بشكل كبير جدا.
 
وتشير دقة الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية، إلى وجود تنسيق أكبر بين القوات البرية اليمنية والقوات الجوية السعودية، كما يتطلب الاستيلاء على مدينة مأرب أيضا من الحوثيين حشد الرجال والأسلحة بطريقة تجعلهم أكثر عرضة للخطر مما كانوا عليه في الحملات السابقة. حيث تزداد الخسائر في الأرواح من جميع الجهات، وخاصة بالنسبة للحوثيين، بشكل متزايد.
 
ويواجه الحوثيون عقبتين رئيسيتين، كلاهما تفاقم بسبب القتال في مأرب: أولاً: عدم قدرتهم استبدال ونشر المقاتلين بالسرعة الكافية. وثانياً: النقص المالي الحاد. حيث إن النقص الحاد في المقاتلين الحوثيين، وخاصة المدربين بشكل جيد، قد ازداد بشكل أكبر خلال الأشهر الستة الماضية.
 
كما أن من الصعب أيضاً معالجة مشاكل الحوثيين المالية. على الرغم من تحصيلهم التعسفي للضرائب من الشركات اليمنية ورجال الأعمال والنخب القبلية، فإن تكاليف الحرب تفوق بكثير الإيرادات.
 
وبدلاً من دفع رواتب موظفي الحكومة وتقديم الخدمات الأساسية، تذهب الغالبية العظمى من الضرائب التي يجنيها الحوثيون لتمويل حربهم. ولذا فإن التجنيد الإجباري وتحصيل الضرائب بشكل تعسفي يغذي في كثير من الأحيان الاستياء المتزايد من الحوثيين وحكومتهم.
 
ولذا ستجعل معركة مأرب الطويلة حاجة الحوثيين إلى المال والرجال أكثر إلحاحاً، مما يؤدي إلى تفاقم الاستياء المتزايد ضدهم.
 
معركة مصيرية للحكومة اليمنية
 
نظراً لكون مأرب تمثل العاصمة الفعلية للحكومة اليمنية، فإن خسارتها ستكون بمثابة ضربة قاتلة لحكومة الرئيس هادي. إن فقدان مأرب يمكن أن يعجل بتحولات كاسحة في الولاءات. سوف يدرك اليمنيون من جميع أطراف الصراع أن بندول السلطة قد تأرجح بشكل حاسم لصالح الحوثيين. قد يؤدي ذلك إلى إعادة تقويم الولاءات عندما تعمل النخب اليمنية لحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية على المدى الطويل. هذه الحسابات البراغماتية هي ما تعول عليه قيادة الحوثيين.
 
لكن إذا زاد التنسيق بين القوات اليمنية المناهضة للحوثيين، فقد تحتفظ القوات الحكومية وحلفاؤها القبليون على مدينة مأرب.
 
وفي حين أن الحوثيين لا يزالون قوة قتالية كبيرة في اليمن، إلا أنهم معرضون لخطر التمدد العسكري المفرط. وعلى الرغم من جهودهم لتجنيد أكبر عدد ممكن من المقاتلين، فإن معركة مأرب تلحق خسائر فادحة بقواتهم، لا سيما مع هروب المجندين من مواقعهم بشكل روتيني، وامتداد خطوط إمداد الحوثيين واستهدافها بشكل متكرر من قبل القوات الجوية.
 
وإذا استطاعت القوات الحكومية حشد الدعم من القوات المناهضة للحوثيين، أو فتح جبهات أخرى، فمن المرجح أن يتحول الزخم في معركة مأرب لصالح قوات الحكومة الشرعية.