تقرير عن هروب مسرب حوار ظريف إلى الولايات المتحدة

في الوقت الذي زعمت فيه وكالة تسنيم للأنباء، المقربة من الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الإيرانية، أنها تلقت "معلومات جديدة" حول تسريب الملف الصوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تظهر لجوء أحد الضالعين في تسريب التسجيل الصوتي لظريف إلى الولايات المتحدة، علق وزير الخارجية الإيراني على حواره مؤكدا أنه لم يراوغ المرشد الأعلى للنظام.

وكانت الوكالة قد وصفت تصريحات ظريف بأنها "تحريفات تاريخية وتحليلات خاطئة للغاية للعلاقة بين الميدان (العسكري) والساحة الدبلوماسية".

وقالت الوكالة في تقرير لها مساء الثلاثاء: "حصل مراسلو تسنيم على معلومات جديدة عن الموضوع، وكما ذكرنا، فقد أجريت هذه المقابلة في إطار مشروع التاريخ الشفوي لحكومة روحاني وتحت مسؤولية حسام الدين آشنا (مستشار حسن روحاني)".

وواصلت: "لكن حسب الأخبار التي حصلنا عليها، كان هناك أيضا شخص ضمن المشاركين في هذا المشروع، وقدم مؤخرا طلب لجوء في الولايات المتحدة".

وبالرغم من ذلك لم تكشف الوكالة عن هوية الشخص المزعوم ولا عن تاريخ أو طريقة وصوله إلى الولايات المتحدة.

وأضافت تسنيم محذرة حكومة حسن روحاني: "كما حذرت الأجهزة الأمنية، الحكومة بشأن هذا المشروع والمتورطين فيه، وكذلك المخاطر التي قد تترتب على تسريب هذا الحوار، وقد تم تذكير السيد [محمود] واعظي، رئيس مكتب الرئيس، على وجه التحديد".

واستطردت الوكالة: "ومع ذلك، اكتفى واعظي فقط برفض إجراء مقابلة شخصية حول هذا الحوار (لظريف) وفقا لهذا المشروع، لكن الحكومة لم تمنع استمرار هذا المشروع من قبل حسام الدين آشنا، ولم تصلحه".

وأضافت تسنيم أن الملف الصوتي "تم تداوله فيما بعد بين بعض السياسيين الإصلاحيين الحزبيين، وأيضا تم نقله إلى تاقي كروبي ثم حسين كروبي، من أبناء الشخصيات الضالعة في فتنة 2009".

معلوم أن وسائل الإعلام المتشددة تصف احتجاجات عام 2009 ضد "تزوير الانتخابات الرئاسية" والمعروفة باسم "الحركة الخضراء"، بـ"الفتنة"، وكان الشيخ مهدي كروبي الرئيس السابق للبرلمان الإيراني، يعد أحد قادة الحركة ويخضع حاليا للإقامة الجبرية.

تعليق ظريف على التسريب الصوتي

وكتب محمد جواد ظريف صباح اليوم الأربعاء في بيان على صفحته على إنستغرام أنه "خلال الخدمة كنت دائما خاضعا للسياسات التي أقرتها الدولة ودافعت عنها بقوة"، لكنه أضاف أنه يعتبر "الانبطاحية والمهادنة والرقابة الذاتية" خيانة، على حد وصفه، ثم اقتبس بشكل تلويحي مقولة للإمام علي بن أبي طالب فقال إنه لم "يغش" فيما يتعلق بالمرشد الأعلى، و"القادة الآخرين"، وينقل من الإمام علي وفقا لمصادر الشيعة قوله "إنَّ أعظَمَ الخِیانَةِ خِیانَةُ الاُمَّةِ، وأفظَعَ الغِشِّ غِشُّ الأئمَّةِ".

وكتب ظريف في جزء آخر من هذا الإعلان: "تأسفت بشدة، كيف تحول نقاش نظري سري حول ضرورة تآزر الدبلوماسية والميدان (العسكري) حتى يتمكن رجال الدولة المقبلة من استخدام الخبرة القيمة للسنوات الثماني الماضية، إلى صراع داخلي، ويتم إظهار معالجة الأمور بشكل صادق ومن منطلق الحرص على أنه نقد شخصي".

الهند.. أكثر من 200 ألف وفاة بكوفيد-19الحدثإيران تنتظر عودة ظريف من جولة إقليمية

يوم الأحد 25 أبريل / نيسان، عشية الجولة الثالثة من المحادثات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، تم تسريب تسجيل صوتي مدته 190 دقيقة لحوار أجراه الصحافي الإيراني سعيد ليلاز مع وزير الخارجية الإيراني ظريف، وملخص ما قاله ظريف هو هيمنة احتياجات ومتطلبات ساحات الحرب، أي الحرس الثوري، على الدبلوماسية والمصالح الوطنية، وأثار الكشف عن التسجيل ردود فعل كثيرة داخل إيران والولايات المتحدة.

وأجرى سعيد ليلاز الحوار مع ظريف في إطار حوارات مع وزراء آخرين في حكومة حسن روحاني تحت إشراف محمود واعظي، رئيس المكتب الرئاسي، وحسام الدين أشنا، المستشار الإعلامي لحسن روحاني.

ورفع مكتب المدعي العام والثوري في طهران، الثلاثاء، دعوى قضائية بهذا الخصوص، وفي الوقت نفسه استدعت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني ظريف إلى البرلمان، وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن الحكومة تنتظر عودة ظريف من رحلته و"تقديم التفسيرات اللازمة بشأن الانتهاكات"، حيث وصل وزير الخارجية الإيراني سلطنة عمان قادما من العراق.