الذكرى الـ 77 لإنزال النورماندي.. تعرف أكبر هجوم برمائي في التاريخ

تحل، الأحد، الذكرى الـ 77 لإنزال النورماندي الحاسم، الذي أدى إلى تحرير فرنسا وأوروبا الغربية من سيطرة النازيين، بفضل تضحيات جنود أميركيين وبريطانيين وكنديين.

ففي السادس من يونيو 1944 الذي يُرمز إليه بأنه "أطول يوم"، قام 156 ألف جندي بإنزال على الشواطئ التي تم اختيارها لإطلاق هجوم تاريخي على القوات النازية.

ولا تزال العملية المعروفة بـ"إنزال النورماندي" أكبر هجوم برمائي من نوعه في التاريخ، من حيث عدد السفن والقوات المشاركة.

وأودت العملية بحياة نحو 4,400 جندي في اليوم الأول وحده.

وبنهاية الإنزال، وصل 156 ألف عسكري و20 ألف عربة للحلفاء إلى شمال فرنسا المحتل من النازيين، رغم مواجهتهم وابلا من الرصاص وقصف المدفعية.

تفاصيل العملية:

بحلول فجر يوم 6 يونيو، كان الآلاف من المظليين وقوات الطائرات الشراعية على الأرض خلف خطوط العدو، وقاموا بتأمين الجسور وطرق الخروج. وبدأت الغزوات البرمائية في الساعة 6:30 صباحًا.

ففي ذلك اليوم، هبط أكثر من 150 ألف جندي من قوات الحلفاء على تلك الشواطئ الشاسعة وواجهو وابلا من القذائف التي أصابت الكثيرين منهم، بين من لقي حتفه، ومن أصيب بعاهات دائمة.

وتغلب البريطانيون والكنديون على مقاومة خفيفة للاستيلاء على الشواطئ التي تحمل الأسماء الرمزية "غولد" و"جونو" و"سوورد"، كما فعل قبلهم الأميركيون في شاطئ يوتا. 

وواجهت القوات الأميركية مقاومة شديدة في شاطئ أوماها، حيث سقط أكثر من 2000 مقاتل، ومع ذلك، بحلول نهاية اليوم، نجح ما يقرب من 156000 جندي من قوات الحلفاء في اقتحام شواطئ نورماندي.

وفقًا لبعض التقديرات، فقد أكثر من 4000 جندي من قوات الحلفاء أرواحهم، مع آلاف الجرحى أو المفقودين.

وبعد أقل من أسبوع، في 11 يونيو، تم تأمين الشواطئ بالكامل وهبط أكثر من 326000 جندي وأكثر من 50.000 مركبة وحوالي 100000 طن من المعدات في نورماندي.

من جانبهم، عانى الألمان من ارتباك في الرتب وغياب القائد الشهير روميل الذي كان بعيدًا في إجازة. 

في البداية  اعتقد هتلر أن الغزو كان خدعة تهدف إلى تشتيت انتباه الألمان عن هجوم قادم من شمال نهر السين، ورفض انقسام جيشه، وكان لا بد من استدعاء التعزيزات من مناطق أبعد، مما تسبب في حدوث تأخيرات. 

كما تردد في دعوة فرق مدرعة للمساعدة في الدفاع، بينما تم إعاقة الألمان بسبب الدعم الجوي الفعال للحلفاء، الذي اقتلع العديد من الجسور الرئيسية وأجبر الألمان على اتخاذ مسارات التفافية طويلة، بالإضافة إلى الدعم البحري الفعال للحلفاء، مما ساعد على حماية القوات المتقدمة.

وفي الأسابيع التالية، شق الحلفاء طريقهم عبر ريف نورماندي في مواجهة مقاومة ألمانية حازمة، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الكثيفة من المستنقعات والأسيجة. 

بحلول نهاية يونيو، استولى الحلفاء على ميناء شيربورغ الحيوي، ونزل ما يقرب من 850 ألف رجل و 150 ألف مركبة في نورماندي، وكانوا على استعداد لمواصلة مسيرتهم عبر فرنسا.

وبحلول نهاية أغسطس 1944، وصل الحلفاء إلى نهر السين، وتحررت باريس وتم إبعاد الألمان من شمال غرب فرنسا، واختتموا فعليًا معركة نورماندي.