بريطانيا تعتزم "تغليظ" القوانين لمواجهة تزايد أعداد المتشددين البريطانيين

أعلنت بريطانيا - السبت - أنها بصدد "تغليظ" القوانين للتعامل مع "متشددين" بريطانيين.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن بث مقاتلو "داعش" شريطاً مصوراً يظهر فيه أحد البريطانيين وهو يقوم بـ"ذبح" وقطع رأس الصحفي الأمريكي "جيمس فولي".

وعبر مسلمون وساسة بريطانيون عن فزعهم مما ورد في "حادث القتل" – بحسب "رويترز" - الأمر الذي ضاعف المخاوف بشأن عدد المتشددين من بريطانيا ممن ينضمون للصراعات في الخارج ثم يعودون إلى بلادهم وهم أكثر تشددا.

وقالت "تيريزا ماي" - وزيرة الداخلية البريطانية - : إنها تعكف على "سن قوانين جديدة" للتعامل مع المتشددين "داخل" بريطانيا، ومنعهم من السفر إلى الخارج للقتال.

وأضافت أن أمام بلادها شوطاً طويلاً لمكافحة "العقيدة المتطرفة القاتلة".

وقالت "ماي" - في صحيفة "ديلي تلجراف": سنخوض هذا الكفاح خلال سنوات، وربما عقود عديدة، يتعين أن نمنح أنفسنا جميع الصلاحيات القانونية التي نريد لها أن تسود".

وأوضحت وزيرة الخارجية البريطانية أن الصلاحيات الجديدة ستسن بغرض "تقييد سلوك المتشددين وحظر الانضمام لجماعات تروج للعنف"، ومطالبة السجون ومحطات البث الإذاعي والتلفزيوني والمدارس والجامعات بـ"لعب دور أكبر في كبح النزعات المتشددة لدى بعض المتطرفين من المسلمين".

وقالت "ماي": إن (500) مواطن بريطاني - على الأقل - سافروا للقتال في "سوريا" و"العراق" حيث تسيطر "داعش" على مساحات كبيرة من الأراضي، وأشارت إلى أن بعض المقاتلين يبلغون من العمر (16) عاماً.

ويمثل تزايد عدد المتشددين في بريطانيا مصدر قلق متزايد منذ أن أقدم (4) بريطانيون - منهم (2) تلقيا تدريباً في معسكرات تنظيم "القاعدة" في باكستان - على قتل (52) شخصاً في هجمات انتحارية بقنابل في لندن في يوليو 2005م – بحسب "رويترز" .

وشددت الحكومة البريطانية بالفعل من اللوائح التي تجيز لها مصادرة جوازات سفر أشخاص يسافرون للخارج للانضمام إلى صراعات، وبموجب هذه اللوائح تم سحب جوازات (23) شخصاً – حتى الآن.

وذكرت "ماي" إن السلطات البريطانية اعتقلت (69) شخصاً بسبب مخالفات في "بريطانيا" تتعلق بالإرهاب في "سوريا"، ووجه القضاء البريطاني اتهامات لـ(12) شخصاً منهم، ومثل (4) أمام العدالة، فيما رفضت "السلطات" دخول أكثر من (150) شخصاً إلى البلاد لاعتبار سلوكهم "غير مقبول".

وقالت: "نعتزم تغليظ القانون لجعل السفر إلى الخارج للتدريب على الإرهاب والإعداد له مخالفة جنائية".

تأتي هذه الإجراءات "الجديدة" المرتقبة في أعقاب نداءات بالتحرك واتخاذ إجراءات أشد لمجابهة مسألة تجنيد المسلمين في بريطانيا للسفر إلى الخارج للقتال في صفوف جماعات متشددة.