تحليل يتحدث عن "حرب أهلية صامتة" في العراق

قالت صحيفة "هآرتس" إنه أمام محاولة العراق الإفلات من "القفص الإيراني" تكثف طهران جهودها للتأثير على النخب السياسية قبل الانتخابات العامة لتعزيز نفوذها في البلاد.

ويشير تحليل للصحيفة الإسرائيلية إلى أن طهران غير راضية عن جهود رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، للاقتراب من العالم العربي والولايات المتحدة.

وأضيف الناشط البارز في الحراك العراقي، إيهاب الوزني، إلى قائمة بأكثر من 32 شخصا قتلوا من قبل "مجهولين" منذ 2019، والقاسم المشترك بين هؤلاء القتلى هو أنهم لعبوا أدوارا كبيرة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية.

ويستدرك التحليل أن القتلة ليسوا مجهولين حقا، إذ أنهم ينتمون لمليشيات شيعية موالية لإيران أو للمليشيات الخاصة بالأحزاب العراقية الكبرى.

ويقول التحليل إن "حربا أهلية صامتة" تدور في البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات في 2019، وتتخللها اختفاءات واغتيالات وعروض عسكرية تنظمها المليشيات في الشوارع، وزاد منسوب التوتر منذ وصول المتشدد إبراهيم رئيسي إلى رئاسة إيران.

وخفضت إيران مؤخرا إمداداتها من الكهرباء والمياه للعراق وخاصة إلى مدينة البصرة والمحافظات الجنوبية، بسبب مديونية العراق لإيران بأكثر من 4 مليارات دولار للكهرباء والمياه.

واستخدمت طهران هذا الدين للضغط من أجل تعزيز نفوذها الدبلوماسي، والرسالة واضحة: إذا حاول العراق الإفلات من القفص الإيراني ودخول حضن العالمين العربي والغربي، وخاصة أميركا، فلن يتمكن من البقاء على قيد الحياة، بحسب تعبير تحليل الصحيفة.

ولم يستطع العراق دفع ديونه لإيران بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران وبسبب وضعه الاقتصادي الناتج من تراجع معدلات تصدير النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، بسبب تداعيات انتشار كوفيد-19.

ويعيش العراقيون صيفا لاهبا كل عام، لكن هذا المرة ساء الوضع مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 52 وغرق البلاد في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة التكييف والمراوح وبرادات المياه.