ساوثغيت يعيد المنتخب الإنجليزي إلى الخارطة العالمية

قاد المدرب الإنجليزي غاريث ساوثغيت منتخب بلاده إلى تحقيق فوز مبهر على المنتخب الأوكراني في ختام دور الثمانية من بطولة كأس الأمم الأوروبية. وبات ساوثغيت ثاني مدرب يقود إنجلترا إلى نصف النهائي في كأس العالم وكأس أوروبا، بعدما سبقه إلى ذلك ألف رامسي في كأسي العالم 1966 وأوروبا 1968.

يرى غاريث ساوثغيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا أن فريقه أعاد نفسه إلى خارطة كرة القدم ونجح في توحيد صفوف الشعب مع بلوغ الأسود الثلاثة المربع الذهبي لكأس الأمم الأوروبية.

وسجل هاري كين هدفين وأضاف هاري ماغواير وجوردان هندرسون الهدفين الآخرين ليكتسح المنتخب الإنجليزي نظيره الأوكراني بأربعة أهداف دون رد في دور الثمانية في روما. ويلتقي المنتخب الإنجليزي في المربع الذهبي مع نظيره الدنماركي على ملعب ويمبلي مساء الأربعاء، ويلتقي الفائز منهما مع الفائز في المباراة الأخرى في الدور قبل النهائي بين إيطاليا وإسبانيا.

وبات ساوثغيت ثاني مدرب يصعد بإنجلترا إلى المربع الذهبي في كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية بعد سير ألف رامسي الفائز بلقب كأس العالم في 1966.

ونقلت وسائل إعلام عن ساوثغيت قوله “عندما أنظر إلى الأشخاص الذين تواجدوا في قائمة مدربي إنجلترا، سير بوبي روبسون وسير ألف رامسي والعديد من المدربين السابقين، شرف كبير التواجد في هذه المكانة”.

وأضاف “أدرك مدى تقديري لهم ومن الرائع التمكن من تحقيق النتائج التي تضع بلادنا مجددا على خارطة كرة القدم”. وأشار “الفرق عليها خوض الرحلة وعليها أن تمر ببعض الألم في بعض الوقت من أجل التقدم”.

وأكد “عشنا بعض الليالي الرائعة في آخر أربعة أعوام لكننا عشنا أيضا بعض الليالي المؤلمة وقد تعلمنا من جميع هذه التجارب وهذا بالطبع ساعدنا في الاستعداد لبطولة أخرى والاستعداد للمباريات”.

وتابع “لم نرغب في التراجع، أردنا حقا اقتناص الفرصة وعدم الاكتفاء بالتمني، وأعتقد أن الأولاد كانوا حاسمين وأقوياء طوال المباراة”.

ووفقا لما ذكرته شبكة إحصائيات “أوبتا” تمكنت إنجلترا من تسجيل 4 أهداف في مباراة واحدة بإحدى البطولات الكبرى (كأس العالم وكأس أوروبا) للمرة الثانية فقط في تاريخها، حيث كانت المرة الأولى في نهائي كأس العالم 1966 أمام ألمانيا (4 – 2). وأضافت الشبكة أن إنجلترا حافظت على نظافة شباكها في 7 مباريات متتالية للمرة الأولى في تاريخها، علما بأن شباك المنتخب الإنجليزي لم تهتز في آخر 662 دقيقة.

حماس كبير

قال القائد هاري كين إن بوسع منتخب بلاده إنجلترا قطع خطوة جديدة نحو تحقيق هدفه المتمثل في الفوز ببطولة كبرى عندما يواجه نظيره الدنماركي في الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا 2020 لكرة القدم في ملعب ويمبلي اللندني الشهير في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وأحرز كين هدفين في فوز إنجلترا 4 – صفر على أوكرانيا في دور الثمانية في العاصمة الإيطالية روما ليتأهل المنتخب الإنجليزي إلى دور الأربعة في البطولة الأوروبية للمرة الأولى خلال 25 عاما.

وسيعود فريق المدرب غاريث ساوثغيت إلى الملعب الوطني لبلاده لخوض مواجهة في المرحلة قبل الأخيرة من البطولة الأربعاء المقبل بينما وصف كين المواجهة بأنها مناسبة “هائلة”. وقال كين “نعرف أنها ستكون مباراة صعبة. لكننا نعرف أيضا أن أمامنا فرصة كبيرة للوصول إلى المباراة النهائية إذا فعلنا الصواب وقدمنا الأداء الذي نعرف أن بوسعنا تقديمه”.

وأضاف لاعب توتنهام هوتسبير قوله “كثير من المشاركين منا حاليا لن تتاح لهم فرصة خوض مواجهة كبيرة كهذه في ويمبلي في بطولة كبرى مرة أخرى”. هذه فرصة بالنسبة إلينا وعلينا الحرص على عدم التفريط فيها. علينا الاستمتاع بتواجدنا في هذه البيئة”.

وكانت إنجلترا فازت على أرضها وأمام جمهورها 2 – 0 على ألمانيا في دور الـ16، وحث كين زملاءه على استغلال هذه الأجواء من جديد والفوز على الدنمارك. والتقى المنتخبان الدنماركي والإنجليزي في دوري الأمم الأوروبية العام الماضي وتعادلا بدون أهداف في سبتمبر قبل أن تفوز الدنمرك 1 – 0 في ويمبلي في الشهر التالي.
مسيرة غير متوقعة

في المقابل حالف الحظ أوكرانيا قليلا في وصولها إلى دور الثمانية ببطولة أوروبا 2020 لكرة القدم بينما لخصت هزيمتها المدوية أمام إنجلترا نقاط ضعف فريق استفاد من قرعة رحيمة وبعض المهارات والقدرات الفردية. ووصلت أوكرانيا إلى مراحل خروج المغلوب في البطولة كرابع أفضل فريق في المركز الثالث متفوقة بفارق الأهداف على سلوفاكيا وفنلندا.

وبالفوز على مقدونيا الشمالية 2 – 1 عقب الخسارة 3 – 2 أمام هولندا و1 – 0 في مواجهة النمسا، حجزت أوكرانيا مكانها في دور الـ16 في مواجهة السويد الأكثر قوة.

وبسبب تألق أولكسندر زينتشنكو فازت أوكرانيا 2 – 1 على السويد بعد أن أحرز لاعب مانشستر سيتي الهدف الأول لفريقه وهيأ الهدف الثاني لزميله أرتيم دوفبيك في توقيت قاتل قبيل النهاية بعد طرد السويدي ماركوس دانييلسون. وحتى طرد دانييلسون سيطرت السويد على اللعب بينما أنقذ إطار المرمى واستبسال الدفاع المنتخب الأوكراني ليضمن في النهاية الاستمرار في البطولة.

لكن الفريق الذي يقوده المدرب أندري شيفتشينكو لم يكن على الإطلاق ندا لنظيره الإنجليزي الذي كان من الممكن أن يفوز بعدد أكبر من الأهداف في العاصمة الإيطالية بالنظر إلى تفوقه في كل الجوانب.

وأشار المدرب شيفتشينكو الذي سبق له التتويج بلقبي الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا مع ميلان كلاعب إلى أن وجود عدد قليل من اللاعبين المنافسين في المستوى الأول في أوروبا كان السبب في تراجع قدرات وأداء فريقه.

وقال شيفتشينكو بعد الهزيمة الكبيرة “طالما ليس لدينا بطولة محلية على مستوى جيد فإننا لن نصل إلى هذا المستوى كثيرا”. وأحرز هاري كين هدفين لإنجلترا وأضاف زميلاه هاري مغواير وجوردان هندرسون هدفين.

وأضاف المدرب الأوكراني “حتى يتسنى لنا المنافسة في مواجهة مثل هؤلاء اللاعبين فإننا بحاجة إلى لاعبين ينافسون في أكبر خمس بطولات للدوري (على مستوى أوروبا)”. وفي تصفيات البطولة وبفضل أداء يعتمد على الاستحواذ على الكرة تصدرت أوكرانيا مجموعتها وتفوقت على منتخب البرتغال بطل النسخة الماضية (2016).