انهيار العملة وقطع الطرقات يشعل أسعار الأضاحي والملابس في قعطبة وعموم الضالع

تزامناً مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، ومع مرور أربع سنوات على قطع خط (دمت- قعطبة- الضالع)، وهو الخط الرئيس الرابط بين (صنعاء- عدن)، يعاني آلاف النازحين والسكّان الاصليين في مديرية قعطبة خصوصا والضالع عموما، من ارتفاع أسعار الملابس والأضاحي.

مئات الأسر النازحة والاصلية تتجول في أسواق الملابس والمواشي بمدينة قعطبة بحثاً عن قطعة قماش ترسم بها الفرحة على وجوه أطفالها، ورأس ماشية تنحرها يوم العيد، إلا أن جنون الأسعار وجشع التجّار يحول دون ذلك.

عدم انتظام الحكومة الشرعية في صرف مرتبات الموظفين، واستمرار انهيار الريال اليمني لمستوى 1000 ريال أمام الدولار الأمريكي الواحد، قصم ظهر أرباب الأسر، بحسب قولهم لوكالة "خبر".

المعاناة تتضاعف بالنسبة لمئات الأسر النازحة من "بيت الشرجي، حبيل العبدي، الخرازة، حجر، والفاخر" وغيرها من البلدات الريفية الواقعة غربي مديرية قعطبة، جراء المواجهات المسلحة التي تخوضها القوات المشتركة والمقاومة من جهة ومليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا من جهة ثانية.

يقول نازحون لـ"خبر"، إن شبح المجاعة جاثم على صدورهم بعد أن أصبحت قراهم في خطوط النار، وأُصيبت مزارعهم التي يعولون منها أسرهم بالجفاف.

وأشاروا إلى أن مئات الأسر النازحة تعود من تلك الأسواق خالية الوفاض.

واتهموا الحكومة والمنظمات الدولية بالتقصير تجاههم، مؤكدين أن ما تقدمه الأخيرة من مساعدات نقدية أو إيوائية لا يغطي 50 بالمئة من احتياجهم، مما يدفع الابناء القاصرين إلى سوق العمل ليعولوا اسرهم وتعريضهم للمخاطر، علاوة على تسبب ذلك بتسريبهم من الصفوف الدراسية وحرمانهم من الحياة الآمنة.

وأوضحت مصادر محلية أن الأسرة المكونة من أربعة الى خمسة اطفال تحتاج ما لا يقل عن 100 ألف ريال لتوفير ابسط احتياجهم من الملابس، وقالت "نحن مجبرون على توفيرها حتى لا يشعر اطفالنا بغصّة حين يشاهدون بقية الاطفال يوم العيد وهم يرتدون الملابس الجديدة"..

ولفتت إلى أن أسعار الأغنام والماعز لا تقل عن 130 الف ريال، أمّا مواشي الابقار والثيران فيتراوح قيمة الرأس الواحد بين مليون إلى مليون ونصف المليون ريال.

وأرجع تجّار المواشي ذلك الارتفاع إلى قطع خط (دمت- قعطبة)، شمالا، وخط (إب- الفاخر- قعطبة) عربا، نتيجة المواجهات المسلحة التي تخوضها القوات المستركة ومليشيا الحوثي في جبهات مريس والفاخر.

وأكدوا أن كلفة أجور النقل من تلك المناطق إلى قعطبة ارتفعت إلى ما يزيد عن ثلاثة أمثال ما كانت عليه سابقا، بعد أن أصبحوا يسلكون الطريق البديل عبر خط (إب- تعز- لحج- الضالع) بمسافة تزيد او تنقص قليلا عن 500 كم، بعد كانت لا تتجاوز 40 كم شمالا عبر دمت و10 كم غربا عبر خط (الفاخر- قعطبة).

المواطنون وبالرغم من اقرارهم بأن قطع الطرقات شمال وغرب قعطبة ضاعفت المعاناة إلى حدٍ كبير، إلا انهم يتهمون التجّار بالجشع مستغلين عدم وجود رقابة حكومية.

وناشدوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل العاجل بالضغط على مليشيا الحوثي بفتح الطرقات الرئيسية وتخفيف معاناتهم وتحييدهم من الصراع المسلح الذي تخوضه الأطراف اليمنية.

معاناة المواطنين لم تكن حكرا على سكان قعطبة والضالع فقط، بعد ان شكت مصادر محلية متعددة في محافظات لحج وابين وعدن، جنوبا، من ذات الارتفاع الجنوني، مع فارق ان الاولى تفاقمت فيها اوضاع النازحين الذين غادروا منازلهم نتيجة التصعيد العسكري المستمر واصبحوا بحاجة ماسة إلى مأوى وغذاء.

وذكر متسوقون في عدن أن أقمشة الملابس رديئة جدا، فيما سعر كسوة الطفل الواحد تجاوزت 20 ألف ريال، في أكبر حالة ارتفاع شهدتها المدينة.

واتهموا نافذين في الدولة بالشراكة مع التجّار الذين أصبحوا يتلاعبون بالأسعار دونما رقيب.