هجمات طالبان في أفغانستان تشكل "خطرا وجوديا" لحكومة كابول (تقرير)

كشف تقرير رسمي أميركي نشر الخميس أن هجمات طالبان التي تضاعفت منذ توقيع اتفاق شباط/فبراير 2020 الذي مهّد لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، تشكل "خطرا وجوديا" بالنسبة للحكومة الأفغانية.

وقال "مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان" (سيغار) إن عدد "الهجمات التي شنها العدو" وتنسب بشكل أساسي إلى طالبان، ارتفع من 9651 في نهاية 2019 إلى 13242 في نهاية 2020 استنادا إلى بيانات مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

هذه هي المرة الأولى منذ كانون الأول/ديسمبر 2019 التي ينشر فيها المكتب أرقاما مفصلة عن هذه الهجمات.

وكتب المفتش العام جون سوبكو في التقرير "من الواضح أن الاتجاه العام ليس في مصلحة الحكومة الأفغانية التي قد تواجه أزمة وجودية إذا لم تنجح في عكس منحاه".

وشدد سوبكو في مؤتمر صحافي على أن الحكومة الأفغانية قادرة على الصمود، لكنّه أوضح أن "الأمر سيكون صعبا ويتعين أن يكون لديها استراتيجية" يجب تنفيذها بالتنسيق مع الجيش وإطلاع الشعب الأفغاني عليها، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يحصل إلى الآن.

وقال سوبكو إن الجيش الأفغاني يعاني من مشكلات فساد مشيرا إلى "اختفاء أكثر من نصف كميات الوقود"، وأضاف "من دون محروقات لا يمكن للجيش الأفغاني أن يحارب".

وتم اختلاس جزء من المبالغ التي رصدتها واشنطن لتسديد رواتب العسكريين، كما أن الجيش الأفغاني فقد معنوياته.

وشدد سوبكو على أن "غالبية الجنود الأفغان لا يبذلون أي مجهود من دون مؤازرة قوات خاصة لهم"، في إشارة إلى وحدات نخبة تشكّل نسبة قليلة من عديد العسكريين.

كما أن سلاح الجو الأفغاني يعاني من مشكلات على صعيد صيانة تجهيزاته، ومن المتوقّع أن يتفاقم هذا الأمر مع انسحاب القوات الأجنبية والميكانيكيين الأجانب. والمساعدة عن بعد التي يقترح الجيش الأميركي تقديمها ستكون "صعبة ومكلفة جدا".

واعتبر أنه طوال 20 عاما من الحرب في أفغانستان "حدّدنا جداول زمنية غير واقعية في كل ما نقوم به وهذا الأمر يسبب المشاكل الحالية التي يعاني منها الجيش" الأفغاني.

وبطلب من حكومة كابول، لم ينشر المفتش العام عدد ضحايا الجيش الأفغاني البالغ عديده نحو 300 ألف رجل وامرأة.

وبين الأول من آذار/مارس و31 أيار/مايو تاريخ آخر هذه المعطيات التي جمعتها عملية "الدعم الحازم" للحلف الأطلسي في أفغانستان قبل انسحاب الجزء الأكبر من قوات التحالف، أحصي عشرة آلاف و383 هجوما، أسفر 3268 منها عن سقوط قتلى حسب المكتب التابع للكونغرس.

وذكرت بعثة الأطلسي أن العنف ضد المدنيين وصل إلى مستويات قياسية جديدة في نيسان/أبريل وأيار/مايو مع مقتل 705 مدنيين وجرح 1330 آخرين. وهذا ما يكاد يعادل حصيلة الأشهر الثلاثة السابقة.

ويحمل التقرير قوات المجموعات المناهضة للحكومة مسؤولية سقوط 93 بالمئة من المدنيين في الأشهر الأخيرة. وتسبب مقاتلو طالبان في مقتل أربعين بالمئة من هؤلاء ومتمردون مجهولون في مقتل 38 بالمئة منهم وتنظيم الدولة الإسلامية 14 بالمئة وشبكة حقاني المقربة من طالبان أقل من واحد بالمئة.

ويشير التقرير إلى أن طالبان استولت على عدد كبير من الأحياء في المناطق الريفية، غير أنها لا تسيطر على المدن الكبرى.

ويثير التقدّم الميداني السريع لطالبان مخاوف من استيلائها مجددا على السلطة، بعد عشرين عاما على إطاحتها من الحكم في نهاية العام 2001 من خلال حملة عسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ردا على رفض الحركة تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن على خلفية هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وحذّر قائد العمليات الأميركية في أفغانستان الجنرال كينيث ماكينزي الأحد من كابول بأن بلاده ستواصل استهداف طالبان بضربات جوية حتى بعد الانسحاب المقرر إنجازه في 31 آب/أغسطس، في حال واصل المتمردون هجومهم.