"صناعة إيرانية بامتياز".. الحريري يعلق على تعطيل التشكيلة الحكومية ومقارنة لبنان بأفغانستان

قال رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، في مجموعة من التغريدات عبر حسابه بتويتر، الثلاثاء، إن تعطيل تشكيل الحكومة في بلاده لأكثر من عام يعد "صناعة إيرانية بامتياز". 

وأشار الحريري إلى أن استقالته بعد "17 تشرين" تعد "صناعة لبنانية بامتياز معروفة الأسباب والظروف والأهداف. أما تعطيل ولادة الحكومة لأكثر من سنة فكان بالتأكيد صناعة إيرانية بامتياز".

وأضاف "المضحك المبكي أن هناك من يريدنا أن نصدق أن النظام السوري يطالبنا بوقف التهريب لأنه يضر بخطته الاقتصادية ولأن التهريب حرام والمهرب خائن للأمانة".

وأردف قائلا: "ما علينا. لا فائدة من نبش خزانات الماضي لإسقاط أحوال أفغانستان على أوضاع لبنان وقرع طبول الرهان على تحولات خارجية".

وأعاد الحريري التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان، وقال: "المطلوب حكومة تتصالح مع اللبنانيين والمجتمع الدولي وليس استدراج لبنان الى مزيد من العزلة والاشتباك مع العرب والعالم. ألم يحن الأوان كي نفهم ؟!".

وكان الانفجار الذي وقع في منطقة عكار اللبنانية، ليل السبت الأحد، قد أثار الكثير من الجدل الشعبي والسياسي، تخللته انتقادات متبادلة بين الحريري ورئيس البلاد، ميشال عون، مطالبا إياه بالاستقالة، وذلك بعد تصريحات رئيس التيار الوطني، جبران باسيل، بأن محافظة عكار أصبحت خارج حكم الدولة.

وكان  عدد ضحايا حادث انفجار صهريج وقود في منطقة عكّار في شمال لبنان قد ارتفع إلى 28 قتيلا و79 جريحا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، وهو  الانفجار الأكثر دموية في البلاد منذ 4 أغسطس 2020، وأسفر انفجار في ميناء بيروت عن مقتل 214 على الأقل وإصابة الآلاف وتدمير أجزاء من العاصمة.

ووقع الانفجار  في عكار  التي تبعد عن حوالي 4 كيلومترات عن الحدود السورية، ولم يتضح على الفور ما إذا كان الوقود الموجود في الناقلة سيتم تهريبه إلى سوريا، حيث يباع بأسعار أعلى بكثير مقارنة بتلك الموجودة في لبنان.

تشكيل الحكومة وتفاقم الأزمة

وفي 26 يوليو، كلف عون ميقاتي تشكيل الحكومة بعدما فشلت محاولتان لتأليف مجلس وزراء منذ استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت، ولا تزال حكومة دياب تتولى تصريف الأعمال.

ولم تنجح الضغوط الدولية على الطبقة السياسية التي مارستها فرنسا خصوصاً، منذ الانفجار في تسريع ولادة حكومة يشترط المجتمع الدولي أن تضم اختصاصيين وتقبل على إصلاحات جذرية مقابل تقديم الدعم المالي.

وبرغم تكليف ميقاتي، تحول الخلافات بين القوى السياسية على شكل الحكومة وتقاسم الحقائب دون الإسراع في تشكيلها.

ومنتصف الشهر الماضي، أعلن الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة بعد تسعة أشهر على تكليفه، بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة مع رئيس الجمهورية دون إتمامه المهمة.

وقد أمضى الحريري وعون الأشهر الماضية يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جراء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء وشكل الحكومة.

ويعاني البلد منذ أسابيع طويلة من نقص في المحروقات ينعكس سلباً على قدرة المرافق العامة والمؤسسات الخاصة وحتى المستشفيات على تقديم خدماتها.

 وأثار قرار رفع الدعم عن المحروقات غضب اللبنانيين الذين أقدم عدد منهم على قطع طرق احتجاجاً، باعتبار أن هذا القرار من شانه أن يرفع الأسعار بنسبة تفوق 300 في المئة.

وبسبب أزمة المحروقات وغياب الصيانة والبنى التحتية، تراجعت تدريجاً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. 

ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضاً إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبيرة جراء شراء المازوت من السوق السوداء.

وشهدت الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء، مواجهات أمام معمل لتوليد الكهرباء قرب طرابلس.