زيارة "بروكسل" المفاجئة.. دلالات على "مماطلة" إيران لتسريع برنامجها النووي

توقفت مفاوضات فيينا منذ انتخاب رجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي، رئيسا لإيران، ورغم أن طهران قالت إنها مستعدة لاستئناف المحادثات قريباً، إلا أنها تجنبت اختيار موعد فعلي، في حين يزداد قلق المسؤولين الغربيين بشأن أنشطة إيران النووية.

وكانت واشنطن قد دعت إيران إلى استئناف المفاوضات في فيينا لضمان العودة إلى التزاماتها ضمن الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في حين تطالب طهران بتخفيف العقوبات المفروضة عليها. 

ويوم الاثنين، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أن الولايات المتحدة تدعم العودة المشتركة للامتثال بالاتفاق النووي. 

وأضاف "نحن سويا مع حلفائنا خمسة زائد واحد نرى أن المفاوضات يجب أن تستأنف بأسرع ما يمكن، من حيث تركنا الجولة السادسة، وكنا واضحين حول هذا، وشركاؤنا متفقون معنا حول ذلك". 

وأشار خبراء في مجال الطاقة إلى أن إيران قد تكون قادرة على إنتاج يورانيوم عالي التخصيب لتصنيع قنبلة نووية، خلال شهر واحد، في حين تحث إسرائيل وراء الكواليس إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على صياغة خطة بديلة لمنع إيران من أن تصبح دولة مسلحة نووياً.

وخلص تقرير صدر، في سبتمبر الماضي، عن "معهد العلوم والأمن الدولي"، إلى أن تخصيب إيران خلال الصيف لليورانيوم بدرجة نقاء 60 في المئة كان له تأثير كبير، فقد جعلها قادرة على إنتاج وقود قنبلة واحدة "في غضون شهر واحد". بينما يمكنها "إنتاج وقود السلاح الثاني  في أقل من ثلاثة أشهر، والثالث في أقل من خمسة أشهر".

لا يزال بعض المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في حيرة من أمرهم من إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن كبير المفاوضين النوويين في البلاد ونائب وزير الخارجية، علي باقري كاني، سيتوجه يوم الخميس إلى بروكسل لإجراء محادثات نووية جوهرية.

ورغم أن الناطقة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، أعلنت أنه "من غير المرتقب عقد أي لقاء مع الإيرانيين الخميس في بروكسل"، إلا أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أعرب، الاثنين، عن أمله في أن يجتمع دبلوماسيون أوروبيون وإيران قريبا، لمحاولة إحياء المحادثات النووية، ولكنه لم يؤكد التقارير عن اجتماع في بروكسل الخميس المقبل.

تكتيك للممطالة

ورجح دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في حديث مع موقع "فويس أوف أميركا" أن النظام الإيراني "يماطل". 

هذا الرأي عبر عنه أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، الذي قال إن "الوقت ينفذ أمام إيران"،  مضيفا: "لن أحدد موعدا لذلك ولكننا نقترب من النقطة التي لا تؤدي فيها العودة الصارمة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة وإعادة إنتاج الفوائد التي حققتها الاتفاقية، وذلك لأن إيران كانت تستخدم هذا الوقت لتعزيز برنامجها النووي بطرق متنوعة". 

لكن بلينكن أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، إن الولايات المتحدة تعتبر أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل" لمنع طهران من حيازة السلاح النووي.

وفي رد على تلويح نظيره الإسرائيلي باستخدام القوة ضد إيران، قال بلينكن: "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها".

والاثنين، وافقت الحكومة الإسرائيلية تخصيص 5 مليار شيكل (1,5 مليار دولار أميركي) لاستهداف البرنامج النووي الإيراني. 

ويخشى السياسيون والمسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن إيران تتعمد تأخير استئناف المحادثات الجادة واستغلال الوقت لمواصلة تخصيب اليورانيوم.

وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن البرنامج النووي الإيراني "وصل لحظة فاصلة وكذلك تسامحنا"، مضيفا أن "الكلام لا يمنع أجهزة الطرد المركزي من الدوران".