الوجه الحقيقي لـ"الإخوان".. "خاسر سَيء" يهدد بإشعال ليبيا

تستبق جماعة الإخوان الإرهابية، الانتخابات الليبية المتيقنة من خسارتها، بتهديدات بالعنف والحرب، على أمل تعطيل المسار الديمقراطي في هذا البلد العربي والأفريقي.
 
تلويح الإخوان الإرهابية بالحرب وحصار مفوضية الانتخابات لتعطيل مسار الاقتراع في ليبيا، يبرز نوايا الجماعة الحقيقية، وتخوفها من خسارة انتخابية متوقعة.
 
ووفق تصريحات رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" الإخواني خالد المشري، الثلاثاء الماضي، فإن انقلاب الإخوان على نتائج الاستحقاق الدستوري المقبل بات مرهونًا بمصير مرشحي الجماعة؛ خاصة بعد أن فشلت خططها السابقة في إقصاء أطراف بعينها من الترشح.
 
المشري لم يكتف بتهديد حصار مفوضية الانتخابات، والمطالبة بتعطيل الاقتراع بكافة الطرق، بل حرك 22 قياديا من مليشيات الغرب الليبي لإصدار بيان يرفض قوانين سنها البرلمان الليبي لتنظيم العملية الانتخابية.
 
المؤسسات المالية
 
وفي هذا الصدد، أكد الكاتب والباحث السياسي الليبي، أحمد أبوعرقوب، أن تصريحات المدعو المشري تعبوية وتعكس الاستعداد للحرب في حال خسارة الجماعة لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقررة نهاية الشهر المقبل.
 
وأضاف أبوعرقوب لــ"العين الإخبارية" أن القيادات الإخوانية تجهز من أجل معركة البقاء، لتيقنها من خسارة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
 
وأوضح أن تصريحات المشري تظهر رعب بعض القوى من خسارة وجودها في ليبيا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقيام السلطات الجديدة بطردها من البلاد.
 
أبوعرقوب قال أيضا إن الشعب الليبي سئم من الديمقراطية التوافقية التي سمحت للإخوان بالسيطرة على مؤسسات الدولة المالية ومنها البنك المركزي الذي أصبح حبيسا للجماعة منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في ٢٠١١.
 
مناورة يائسة
 
من جانبه، توقع مختار الجدال، المحلل السياسي الليبي، أن تكون تصريحات المشري، مناورة من الإخوان للتغطية على وجود مرشحين غير معروفين بالانتماء للجماعة في عملية الاقتراع.
 
وأضاف الجدال لــ"العين الإخبارية" أن "المشري تعود على تشويه أبناء الوطن الحقيقيين من أجل التجهيز لمواجهة أخرى وحرب جديدة"، موضحا أن المفوضية استعدت سابقاً لخطط المشري ونشرت فروعا لها في المدن الليبية، تحسبا لحصار مقرها في العاصمة طرابلس.
 
المحلل السياسي شدد على أن الإخوان يعملون على إقصاء أي تيار وطني يشارك في الانتخابات الليبية المقبلة.
 
تشبث بالسلطة
 
الأمر ذاته أكده المحلل الليبي يوسف الفارسي، الذي وصف تصريحات المشري بأنها "محاولة للانقلاب على الشرعية وإفشال الانتخابات لضمان بقاء الإخوان في السلطة".
 
وأوضح الفارسي لــ"العين الإخبارية " أن الإخوان يشعرون بخطورة نجاح الانتخابات، وغياب الجماعة عن المشهد السياسي الذي يترتب عليها.
 
ولفت إلى أن "الإخوان تسعى بكل الطرق الملتوية للقفز على الاستحقاق الانتخابي مهما كلف الأمر".
 
المحلل الليبي رأى أن هذا التوجه يعد "مؤشرا خطيرا على بوادر الانقسام السياسي والتشظي من جديد"، خصوصا أن جماعة الإخوان سبق وأن انقلبت على نتائج الانتخابات في عام 2014، وبالتحديد حين انقلبت على البرلمان المنتخب بتنفيذ فجر ليبيا العسكرية.
 
دعم الانتخابات
 
بدوره، رأى رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية، محمد المصباحي، أن قطار الانتخابات انطلق باتجاه إعادة الاستقرار وإنهاء الأزمة المستمرة منذ 11 عاما.
 
وقال المصباحي لــ"العين الإخبارية" إن تأكيد المشري على الحرب والفوضى، يعطي دليلا على أن تيار الإسلام السياسي إقصائي، ويريد السيطرة منفردا على السلطة وإحراج المجتمع الدولي والولايات المتحدة التي توعدت بفرض عقوبات على معرقلي الاقتراع.
 
وأكد المصباحي أن ما يسعى إليه الإخوان في ليبيا هو خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني لإفشال الانتخابات والبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، مشيرا إلى أن الشعب الليبي لن يتنازل عن إجراء الانتخابات في موعدها.
 
ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا، الأحد الماضي، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأول من الشهر المقبل، أعلن سياسيون وشخصيات عامة ليبية عزمهم الترشح، من بينهم فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق.
 
كما أعلن الدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي، حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق، الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبد السلام نصية، والدبلوماسي الليبي حافظ قدور، الترشح للانتخابات أيضا.
 
كما انطلقت عدة حملات شعبية لدعم ترشح القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لرئاسة الدولة. وبحسب مصادر، فإن هذه الحملات جمعت ٨٠٠ ألف تزكية شعبية لترشيح حفتر.