قطر وتركيا: الغاز مقابل الإخوان

وافقت قطر الاثنين على مد تركيا بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب الكبير خلال فصل الشتاء، في صفقة أبرمت خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال مراقبون انها ذات صلة مباشرة بنقل قيادات الاخوان المسلمين من الدوحة الى تركيا التي تديرها حكومة اسلامية.

وكانت قطر استجابت جزئيا للضغوط الخليجية بترحيل شخصيات بارزة في الجماعة المحظورة في السعودية والتي صدرت على اعضاء فيها احكام بالسجن في الامارات بسبب مساعيها لزعزعة الاستقرار في هذه الدول.

لكن يبدو ان دول الخليج تريد من قطر اغلاق ملف الاخوان نهائيا حتى يتسنى لها العودة الى "البيت الخليجي" بعد أن سحبت السعودية والامارات والبحرين سفراءها من الدوحة في خطوة دبلوماسية نادرة.

وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز الاثنين إن قطر وافقت على إرسال 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى تركيا خلال أشهر الشتاء للمساعدة في تلبية الطلب.

وقال يلدز متحدثا من الدوحة في تصريحات بثتها على الهواء مباشرة قناة تي.آر.تي خبر الحكومية التركية إن الشحنات سترسل على تسع دفعات.

ووصل اردوغان، الذي يعد من ابرز داعمي جماعة الاخوان المسلمين، الى قطر مساء الأحد في اول زيارة رسمية يقوم بها الى دولة عربية منذ تسلمه الرئاسة، ومن المتوقع أن يلتقي امير البلد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ودول الخليج تعتبر الاسلام السياسي للاخوان تهديدا لاستقرارها، وينظر الى دعم قطر للاخوان المسلمين واسلاميين آخرين انه سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وكانت مصادر خليجية رجحت ان تكون الوجهة الاولى للاخوان بعد قطر هي تركيا التي تقيم على اراضيها بالفعل قيادات من الجماعة وتنظم مؤتمراتهم ولقاءاتهم وتستضيف وسائل اعلامية تابعة لهم.

وقال مراقبون ان زيارة اردوغان التي تستمر يومين ستضع اللمسات النهائية على كيفية نقل قيادات الجماعة من قطر الى تركيا، وربطوها مباشرة بصفقة الغاز التي اعلن عنها الاثنين.

وكان قياديان في الاخوان المسلمين في مصر قالا ان قادة الجماعة المقيمين في قطر سيغادرون الدولة الخليجية "لرفع الحرج عنها" اثر تعرضها لضغوط خليجية كبيرة لوقف الدعم الذي تقدمه لهم.

ومع تزايد الاحتمالات بانتقال القيادة الموجودة في قطر الى تركيا، يرجح ان تستضيف اسطنبول المقر الدولي للجماعة التي انشئت قبل 86 عاما.

ويقيم عدد آخر من قياديي الجماعة في بريطانيا التي اجرت تحقيقات حول علاقة مفترضة للاخوان بمنظمات مسلحة.

وتعرضت قطر لضغوط هائلة، وخصوصا من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، لوقف دعمها للاخوان واسلاميين آخرين مثل الميليشيات التي سيطرت على العاصمة الليبية.

وتوترت العلاقات بين قطر ومصر، التي تدعمها معظم دول الخليج، منذ ان عزل قائد الجيش عبد الفتاح السيسي الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين العام الماضي.

ميدل ايسيت اونلاين