في أفغانستان.. "من لديه السلاح يحصل على الأرض"

تجد مئات العائلات الأفغانية نفسها مضطرة لمغادرة أراضيها بموجب قوانين جديدة لطالبان التي تصادرها و تعيد توزيعها على المنتمين لصفوفها كتعويض على سنوات حمل السلاح ضد النظام السابق.

وينقل تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن طالبان وبعد فترة وجيزة من سيطرتها على السلطة أجبرت حوالي ألف عائلة على إخلاء أحياء سكنية في قندهار سبق أن وفرتها لهم الحكومة السابقة.

ويروي غلام فاروق، 40 عاما، كيف طرد من منزله تحت تهديد السلاح من قبل طالبان، الشهر الماضي.

وعلى غرار فاروق، يواجه  آلاف الأفغان مصيرا مماثلا، ويتم منح المنازل المصادرة إلى قادة ومقاتلي طالبان.

وبحسب التقرير، تستغل طالبان قوانين المصادرة لتعويض مقاتليها وسط اقتصاد متداعٍ ونقص في السيولة النقدية، وتمنحهم الأراضي الزراعية في الريف والمنازل في الأحياء الحضرية.

وتنقل الصحيفة عن باتريشيا غوسمان، المديرة المساعدة لمنظمة هيومن رايتس ووتش، قسم آسيا: "من يملك السلاح يحصل على الأرض. إنها قصة قديمة ومستمرة في أفغانستان".

ويقول التقرير إن النزاعات على الأراضي في أفغانستان يعود مصدرها إلى النظام المدعوم من الاتحاد السوفياتي الذي حكم البلاد في أواخر السبعينيات، والذي أعاد توزيع الأراضي في جميع أنحاء البلاد تحت راية الاشتراكية.

وقام النظام السابق بعد التدخل الأميركي في 2001 بنفس الشيء وصادر الأراضي وأعاد توزيعها، واليوم تقوم طالبان بنفس الأمر.

ويستولي قادة طالبان المحليون على الأراضي والممتلكات ويمنحونها لمقاتلي الحركة وأسر من ماتوا منهم في الحرب.

وكانت طالبان تصادر الأراضي في المناطق التي تسيطر عليها خلال الحرب حتى قبل سيطرتها الكاملة على البلاد.

وينقل التقرير عن الملا عبد السلام كيف خيرته طالبان في 2019 بين دفع مبلغ مالي للحفاظ على أرضه في هلمند أو مصادرتها. 

وتحاول حركة طالبان تحقيق التوازن في سياستها الجديدة بالسماح لبعض المزارعين الفقراء بالاحتفاظ بأراضيهم مقابل مبالغ مالية.

وفي مقاطعة تخار، معقل طالبان تاريخيا في شمال أفغانستان، طرد المقاتلون الناس من أراضيهم التي عاشوا فيها لأكثر من 40 عاما.

وبررت طالبان قرار الطرد بأن الأرض وزعت على السكان بشكل غير عادل من قبل الحكومات السابقة.

وفي وسط أفغانستان، حيت تعيش الأقليات خاصة أقلية الهزارة الشيعية، قام قادة محليون بطرد مئات العائلات أمام صمت الحكومة الجديدة لطالبان.

وأثرت عمليات الطرد والتهجير على أكثر من 2800 شخص من أقلية الهزارة، بحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

وفي أغسطس استولت طالبان على السلطة في أفغانستان بعد حرب استمرت 20 عاما ضد النظام السابق، وتعهدت بحكم البلاد بشكل معتدل عن فترة حكمها السابق، لكن تعهدها يلقى تشكيكا من المجتمع الدولي.