عصابة لا مثيل لإرهابها

يريدون سلطة وتسلطا مطلقا على رقاب الشعب، ويريدون جبايات مضاعفة عبر تلك السلطة وأجهزتها وتحت أي مسمى، وزد على ذلك يريدون أجرا مقابل تسلطهم على الرقاب، ثم وببجاحة لا مزيد عليها يريدون من الشعب امتنانا دائما وإذعانا مطلقا، مقابل تفضلهم بقبول كل ذلك العبء الذي يلقونه على كاهل كل مواطن يمني دون استثناء ما لم يكن منهم.

يمتصون دماء الشعب وعلى كل مواطن في المقابل ألا يتذمر أو يشكو، فما بالك بأن يرفض أو يحتج، بل عليه أن يمتن وأن يبالغ ويفرط في الامتنان ما استطاع، حتى يغدو مواطنا صالحا، وحتى لا تلتصق به تهم الخيانة والارتزاق أو على الأقل الإرجاف والذلة والجبن.

عليك أن تتغاضى عن كل حقوقك حين يشاؤون السطو على أي حق لك في الحياة.. أن تفتح لهم جيبك ليسرقوك وتتظاهر بأنك لم تعلم بذلك، وأن تلتفت إلى جهة أخرى أو توصد كل حواسك عندما يسرقون أو يظلمون أو يهمشون الآخرين.. وعليك أن تهيئ لهم وجهك حينما يتوقون إلى صفعك.

عليك أن تتبرأ من كل مشروعية وفكرة وثقافة حتى وإن كانت أزلية أو ربانية، ما لم تكن مستسلما بإذعان لمشروعيتهم المغتصبة، وجباياتهم المبتكرة، ودعاواهم الملفقة، ومؤمنا بكل فكرة كافرة يروجون لها في سبيل تمتين قوتهم وتثقيل قدمهم الدائسة على عنقك.

ثم عليك أن تقابلهم إزاء كل هذا وذاك بابتسامة غير مزيفة وامتنان يجب أن تتدرب عليه طويلا وتعيد تكراره مرارا ومرارا ليكون مرضيا ومقبولا لديهم.. ما لم فإنك شخص لا تستحق المواطنة وعليك أن تستغل ما يمنح لك من مساحة زمنية تتدبر خلالها طريقة للنزوح خارج وطنك.

حولوا الوطن من حولك، على رحابته وانفتاح آفاقه، إلى سجن كبير فيه كل أنواع التعذيب والامتهان والتسلط والعقوبات المشددة.. ولذلك لم يعودوا يهددونك بالأسر والسجن، وإنما بالنفي خارج كل أحلامك وأمنياتك وإن كانت بسيطة لا تتجاوز العيش الكريم والآمن.

من هذه المعطيات المختارة من قوائم بشعة لا حدود ولا نهايات لها، ومن هذه الصفات التي لا يتصف بها ولم يسبقهم أحد إليها، لا بد أن تعترف بأنك لم تنجح ولن تنجح في مواراتهم بتوصيفك أيا كانت براعاتك اللغوية والبلاغية.

إنها أبشع جماعة عرفها تاريخ اليمن والبشرية جمعاء.. إنها مليشيا الحوثي الانقلابية المغتصبة، التي لم يكن ولن يكون لبشاعتها مثيل في التاريخ، ولن تجاريها في الإرهاب والتمرد والظلم، عصابة أخرى في الوجود مهما كانت بشاعة وجودها.