الوحدة اليمنية.. إرادة الشعب والقائد

الوحدة اليمنية.. الحلم المنشود لملايين اليمنيين طيلة قرون، وإن كان محفوفاً بالمخاطر، إلا ان إرادة الشعوب لا تُقهر حينما يقف وراءها قائد ولد من رحم أرضها وتنفس من هوائها، فكان حقاً لهذا الشعب هذا الحلم.

كان يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م، يوم إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، حدثاً تاريخياً ليس على مستوى اليمن والمنطقة العربية وإنما العالم بأسره، والحدث الأبرز خلال قرون من تاريخ اليمن، سجل اليمنيون بذلك أقوى مواقف الحكمة اليمانية التي وصف بها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، هذا الشعب العظيم، والتي جاءت على يد الرئيس الأسبق الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح - طيب الله ثراه- والتوقيع التاريخي عليها مع الأستاذ علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.

يقول رجال السياسة، إن تحقيق الوحدة اليمنية جاء على مراحل لظروف سياسية عدّة مر بها الشطران بفعل تدخلات دولية أسفر عنها الاحتلال التركي والحكم الإمامي لبيت حميد الدين شمال الوطن والاحتلال البريطاني جنوب الوطن، قبل أن تحتضر تحت وقع ضربات ثوار ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م، مروراً بآثار الحرب الباردة عالمياً.

وإن كانت قد أثّرت المجريات الدولية والعالمية على إعلان الوحدة، وسلسلة اللقاءات والمشاورات لقادة الشطرين، إلا أن ذلك في ظل التدابير المناسبة لا يعني إلا النجاح، وهو ما استطاع الرئيس صالح أن يدونه في صفحات التاريخ ومعه رفيقه البيض، وخلفهما أبناء الشطرين ككل فجميعهم ينشدون هذا الحلم، لإدراكهم أن ما بعده ليس كما قبله، فالوحدة قوة وآفاق واسعة لتطلعات أبناء الشطرين السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

صناديق الاقتراع

جاءت الوحدة اليمنية، ومعها الانفتاح والتعددية الحزبية والإعلامية، حيث أُسست عشرات الأحزاب وأُصدرت قرابة 150 صحيفة ومجلة أهلية منها 93 صحيفة ومجلة في العام الأول للوحدة، بحسب الدكتور محمد علي القعاري.

بالتزامن، رافق الانفتاح السياسي انفتاح ديمقراطي، بإجراء أول انتخابات برلمانية في العام 1993م، وفي العام 1999م أجريت أول انتخابات رئاسية وكانت الحدث الأبرز على مستوى المنطقة، وفي العام 2001م شهدت البلاد أول انتخابات للمجالس المحلية، ووصف سياسيون وأكاديمون أول عقدين من عمر الوحدة المباركة أنها مفاتيح لتطلعات واسعة.

وبذلك يرى مراقبون أن اليمن نجح في الخروج من شمولية الحزب الواحد القائم على الفرد، إلى النظام المؤسسي الواسع بمفاهيمه وتوجهاته وأبعاده. والذي كفل للجميع حقوقهم دون تمييز بمن فيهم المرأة، ذلك على ما يبدو أزعج الأطماع الدولية والتكثيف من جهود مخططاتها.

تنمية شاملة

ويؤكد عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الديمقراطي "حشد" ناجي علي بابكر، أنه مع تحقيق الوحدة تحقق الكثير لأبناء الشطرين.

وأضاف بابكر" لوكالة "خبر"، بإعلان الوحدة المباركة تحققت أحلام وطموحات كافة أبناء الوطن، فعلى الصعيد السياسي شهد البلد حراكاً سياسياً واقتصادياً كبيراً في ظل ما شهدته البلاد من استقرار أمني واضح.

وذكر أن التنمية الشاملة من عمر الوحدة لمسها المواطن حتى في المناطق الريفية مع وصول الطرقات إلى معظم الأرياف والنهوض الواسع في قطاعات الاتصالات والصحة والكهرباء والطاقة وغيرها.

كما أن قطاع الاستثمار والاستكشاف قدم فرص عمل واسعة لآلاف الشباب بمختلف مؤهلاتهم الجامعية والمهنية، وساهم في رفد الاقتصاد المحلي.

وخلال العقد الأول من عمر الوحدة شهد اليمن انفتاحاً واسعاً اقتصادياً وتنموياً وتعليمياً وسياسياً في عموم المحافظات الشمالية والجنوبية.. وشيدت مئات الجامعات والكليات العلمية والمدارس الحكومية والمعاهد العلمية لمنح جميع الفئات العمرية والشبابية فرص الالتحاق بالتعليم والتنمية، وأنشئت عشرات الطرق والمشاريع الخدمية من مشافٍ ومرافق صحية ومحطات لتوليد الطاقة ومراكز البحوث.

قطاع السياحة بمختلف تنوعاتها هو الآخر شهد زخماً عالياً، وقدم فرص عمل لآلاف الشباب، ومثله قطاع الاستثمار والاستكشاف، ليختصر اليمن خلال عقد ونصف العقد عشرات السنين.

وبذلك تظل الوحدة اليمنية الحدث الأبرز والأسمى في حقبة كل اليمنيين، وتاريخهم السياسي القديم والمعاصر.