سكَّان ومشايخ النادرة يقبعون تحت رحمة مسؤول تربوي منحته مليشيا الحوثي رتبة "عقيد"

يرزح سكان مديرية النادرة بمحافظة إب (وسط اليمن)، تحت رحمة هيمنة أمنية منحتها مليشيا الحوثي مع رتبة عقيد لـ(مسؤول تربوي) لا يفقه من القوانين الشرطوية ولو ارتداء البزة الأمنية، مانحاً نفسه صلاحيات جهات الضبط والفصل وإصدار الأحكام، ولا سلطة ابتزاز وإتاوات تعلو فوق سلطة إتاواته.

مصادر محلية قالت، إن القيادي المدعو عبدالحافظ سفيان، المعيّن من مليشيا الحوثي مدير أمن مديرية النادرة، يقوم عبر عشرات العناصر السرية المجنّدة في مركز المديرية وأريافها بتأجيج الخلافات القبلية والأسرية بين المواطنين، تمهيداً لاعتقالهم وابتزازهم مادياً.

بالتزامن، فرض القيادي سفيان، قيوداً على المشايخ القبليين أجبرهم خلالها على إبلاغه أولاً بأول بالعناصر القبلية التي تلجأ للاحتكام إليهم في فض النزاعات، موضحين نوع النزاع، ذلك ما أكده شيخ قبلي، طلب عدم ذكر اسمه.

وأكدت المصادر لوكالة "خبر"، أن "سفيان"، يعمل عبر خلايا سرية تعمل لصالحه على مناصرة طرف ضد آخر من أوساط المتخاصمين لغرض استدراجهم إلى مبنى إدارة الأمن وفرض مبالغ مالية كبيرة عليهم للفصل بينهم دون حسم النزاع بين المتخاصمين فيما احتكموا من شأنه، ما يتسبب باندلاع الخصام مجدداً وبدرجة أشد.

مواطنون من منطقة شعب المريسي وبيت العزاني ومخلاف عمار على الجهة التابعة إدارياً لمديرية النادرة، وآخرون من مركز المديرية، أجمعت شكاواهم على أن ترحيل الحلول لقضايا المواطنين هو سيد الموقف في إدارة الأمن.

ويرفض "سفيان" تحويل معظم القضايا إلى النيابة باعتبارها الجهة المسؤولة عن البت فيها سيما التي تحمل طابعاً جنائياً أو نزاعاً بشأن مواريث وحقوق، مكتفياً باستخدامها -النيابة- مجرّد ورقة يلوح بها في وجه من يعارضون الامتثال لأحكامه التي غالبيتها تفتقد الصوابية، لأسباب تعود إلى عدم إلمامه بالقانون العسكري والمدني من جانب، والأعراف القبلية في مجتمع قبلي من جانب آخر، "كونه موظفا تربويا سابقا بمكتب التربية والتعليم بالمديرية قبل أن تمنحه قيادة الحوثي رتبة عقيد وتعيينه بهكذا منصب لاعتبارات سلالية"، والحديث هنا ما زال للمواطنين.

لافتين إلى أن معظم النزاعات تؤججها عناصر تابعة لجماعة الحوثي بوقوفها مع طرف ضد آخر وتكريس جهودها على تشعّب القضايا وتطويرها وإطالتها ما يقود المتخاصمين في أحايين كثيرة نحو التوتر وصولاً إلى تبادل إطلاق النار، وهو الأمر الذي تجد فيه المليشيا غايتها، معتبرة ذلك جرماً عقابه كبير.

ويتوعد القيادي "سفيان" من يرفضون الانصياع لابتزازه بنقلهم إلى مركز محافطة إب كنوع من العقاب، وهو ما يكبد المواطنين خسائر مادية ويلحق بهم أضراراً نفسية. الأمر الذي جعل من إدارة الأمن جهة ضبطية وقضائية في آن.

وذكرت المصادر أن ممارسات "سفيان" تجاوزت ذلك باستغلاله نقاط عسكرية تعود إمرتها إليه تم نصبها على جميع المداخل الحدودية للمديرية بالمديريات الأخرى، واختطاف المواطنين أثناء عبورهم منها تحت أضعف التهم الملفقة ضدهم.