استغل الفقراء والمتسولين.. المقاتلون الجدد في صفوف الحوثي يتقاضون "سللاً غذائية" كرواتب
عكفت مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤخراً، على سلك طريق الجياع والمتسولين، ليس رأفة لما لحق بهم كملايين اليمنيين بسبب حربها العبثية، وإنما لسلبهم أرواحهم وتقديمهم قرابين لمشروعها الطائفي، وبثمن بخس، وهو الثمن الذي تضعه لكل من ليسوا من أبناء السلالة.
أكدت مصادر قبلية لوكالة "خبر"، أن قيادات مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً استغلت تدني الوضع الاقتصادي للمواطنين نتيجة حربها العبثية، وطلبت من القبائل تقديم أبنائهم للقتال معها مقابل إدراج أسمائهم في كشوف المستفيدين من السلل الغذائية والمساعدات الدولية التي تقدمها المنظمات الدولية.
ولمزيد من فتح شهية المواطنين تعهدت القيادات الحوثية بمنح رواتب "ضئيلة" بجانب كل سلة غذائية لكل فرد ممن يلتحق في صفوفها، وفقا للمصادر. في الوقت الذي تعيش تلك القيادات وأبناؤها في ترف وبذخ.
وكشفت مصادر عاملة في المنظمات الدولية أن المساعدات التي تقدمها المنظمات تخضع لإشراف مباشر من الحوثيين، وأن كشوف المستفيدين تُعد عبر مسؤولي المليشيا وعقال الحارات وعدول القرى الذين باتوا يكنون لها كامل الولاء. وبذلك تمارس ضغوطا على القبائل بتقديم مقاتلين مقابل منحهم "فتات المنظمات والمساعدات"، وهو ثمن بخس نظير آدميتهم، بحسب تعليق شيخ قبلي.
وأفاد الشيخ القبلي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بأن غالبية المستهدفين هم من أبناء المناطق النائية والريفية، ومن ذوي الوضع الاقتصادي والمستوى الثقافي المتدني.
وتقوم قيادات المليشيا بإخضاع المستهدفين لدورات طائفية وعقائدية مفخخة بمفاهيم الكراهية والحقد والانتقام، وعرضها أمامهم أفلاماً ومشاهد قتالية من مراحل متفاوتة بينها الحرب الراهنة، وتصويرها الواقع امامهم بان بداية الشهرة من "جبهات الموت"، سيما شريحة المراهقين.
في السياق، علمت وكالة "خبر"، عن اختطاف عناصر المليشيا لعشرات المتسولين من شوارع واحياء صنعاء، ذمار، إب، المحويت، والحديد... وغيرها، ضمن حملة ممنهجة تحت مزاعم مكافحة التسول، ونقلتهم إلى مبانٍ سرية ومارست عليهم ضغوطا وأخضعتهم لمحاضرات تقدمها قيادات متخصصة بالقائها تمهيدا لإرسالهم إلى جبهات القتال.
وتقوم المليشيا بوضعهم في مواقع أمامية تحت امرة عناصر من الموالين لها وتصفية كل من يحاول الفرار.
ولجوء المليشيا الحوثية إلى إنشاء فصائل قتالية في تكوينات مليشياتها من الفقراء والمتسولين مؤشر على تهالك صفوفها القتالية في جبهات القتال، لا سيما المعارك الأخيرة التي احتدمت في جبهات شبوة، الحديدة، تعز، الببضاء ومأرب، قبل أن تسارع الأمم المتحدة بفك حبل المشنقة من عنقها بهدنة اعلنتها في الثاني من أبريل الماضي، ومنحتها فرصة لالتقاط أنفاسها وتغذيتها اقتصاديا أيضا بفتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء بما يدر عليها من إيرادات شهرية بمليارات الدولارات.
وكانت تدرك مليشيا الحوثي الإرهابية منذ لحظة انقلابها العسكري على النظام في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، أنها دخلت في حرب ضد شعب وليس ضد نظام فحسب، ولذا عكفت منذ البداية على تطبيق سياسة التجويع والإذلال ونفذتها على مراحل لتضمن شراء ولاءات الفقراء والمحتاجين للقتال معها.
فبعد أن استولت على موارد الدولة وجهت بإلغاء صرف حوافز الموظفين مع انها تدرك أن الراتب بمفرده لا يفي بإعالة أسرة. وبالرغم من ذلك اوقفت الأخير كليا للعام السادس تباعا إلا من صرف نصف راتب كل 6 أشهر وأحيانا في العام.
وبهذه السياسة التجويعية تكون المليشيا قد جسدت نظريتها التجويعية "الطعام مقابل القتال"، وهي النظرية الضامنة إسقاط مشروعها الطائفي بشرارة الجياع أنفسهم.