العراق.. حوار وطني بغياب الصدر و"سقف منخفض" للتوقعات

عقد قادة الكتل السياسية العراقية، الأربعاء، اجتماعا في القصر الحكومي بناء على دعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وحضر الاجتماع إلى جانب الكاظمي، الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، وممثلة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت.

وأعلن التيار الصدري عدم مشاركته في هذا الاجتماع.

وقال مصدر مطلع لوكالة الأنباء العراقية "واع" إن "قادة الكتل السياسية عقدوا اجتماعاً في القصر الحكومي ببغداد، بناء على الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمس (الثلاثاء)".

وأفادت مصادر سياسية مطلعة "للحرة" أن عددا من قادة الإطار التنسيقي إضافة إلى ممثلين عن كتل سياسية مختلفة، قد وصلوا بالفعل إلى مبنى القصر الحكومي تلبية لمبادرة الحوار التي أطلقها الكاظمي.

وقال المصدر إن ممثلين عن الجانب الكردي قد حضروا أيضا إلى الاجتماع الذي انعقد في ظل مقاطعة التيار الصدري.

وبين المصدر أن مقعد زعيم التيار مقتدى الصدر موجود من بين مقاعد القادة السياسيين لكنه سيظل شاغرا بسبب عدم مشاركته أو إنابة من يمثله في هذا الاجتماع.

وأعلن التيار الصدري، الأربعاء، عدم مشاركة في الحوار، وقال المكتب الخاص لزعيم التيار مقتدى الصدر في بيان: "نعلن أنّ التيار الصدري وبجميع عناوينه وشخصياته السياسية، لم يشترك في الحوار السياسي لا بطريق مباشر ولا غير مباشر".

وكان ما يعرف بوزير الصدر، صالح محمد العراقي، قد أعلن "أن لا جلوس أو تفاهم مع من وصفهم بالفاسدين"، مشيرا إلى أن "تظاهرات التيار واعتصاماته ستستمر إلى حين حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات جديدة".

بدوره، قال وزير الخارجية فؤاد حسين لوسائل إعلام كردية إن جلسة الحوار الوطني "سوف لن تسفر عن أية نتائج أو مقررات بسبب غياب ما وصفها بالإرادة الحقيقية للكتل المشاركة بالخروج من الأزمة السياسية الراهنة"، بحسب ما نقل مراسل الحرة في العراق.

ودعا الكاظمي قادة القوى السياسية الوطنية، إلى اجتماع وطني في قصر الحكومة، الأربعاء، للبدء بحوار وطني، مشيرا إلى أن هذه الدعوة تأتي من منطلق المسؤولية الوطنية المشتركة التي تجمع العراقيين على مبدأ حفظ وحدة العراق، وأمنه، واستقراره.

وطالب الكاظمي في بيان كل الأطراف الوطنية بإيقاف التصعيد الشعبي والإعلامي، ومنح المساحة الكافية للطروحات الوسطية، لأخذ حيزها في النقاش الوطني.

ومن جانب آخر، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الثلاثاء، عن تأجيل التظاهرات التي كانت مقررة يوم السبت المقبل، حتى إشعار آخر.

وقال الصدر في منشور على تويتر، إن قرار التأجيل جاء "لإفشال المخططات الخبيثة" على حد وصفه.

ويواصل كل من التيار الصدري وخصومه في "الإطار التنسيقي"، الضغط في الشارع مع تأزم الوضع بينهما، حيث يقيم مناصرو الصدر منذ 30 يوليو اعتصاما في باحات البرلمان، بينما باشر مناصرو "الإطار التنسيقي" اعتصاما مضادا على أسوار المنطقة الخضراء منذ أيام.

وأعلنت أعلى سلطة قضائية في العراق، الأحد، أنها لا تملك صلاحية حل مجلس النواب، بعدما طالب الصدر القضاء بذلك خلال مدة أقصاها نهاية الأسبوع.

وطلب مجلس القضاء الأعلى في بيان من "الجهات السياسية والإعلامية" عدم "زج القضاء في الخصومات والمنافسات السياسية"، مؤكدا أن القضاء "يقف على مسافة واحدة من الجميع".