صحيفة أمريكية تكشف أن الزعيم المحتمل للقاعدة لديه علاقات عميقة مع النظام الإيراني

أمضى الرجل الذي يُرجح أن يصبح الزعيم القادم لتنظيم القاعدة عقوداً في استخدام إيران كقاعدة للعمليات ويحافظ على علاقات عميقة مع النظام الإيراني المتشدد، مما يشير إلى أن اثنين من القوى الإرهابية الرائدة في العالم يمكن أن توسع العلاقات بشكل كبير في المستقبل القريب. بحسب تقرير لصحيفة "فري بيكون" الأمريكية.

وكشف التقرير، أن سيف العدل، القائد الثاني للقاعدة والذراع الطولى الأمني للتنظيم، هرب إلى إيران في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، مع قادة كبار آخرين، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

ومن هناك، ساعد سيف العدل في نقل الأوامر من أيمن الظواهري الذي قتل بغارة أمريكية، وتنظيم عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل العشرات، بمن فيهم أمريكيون، وفقا لمسؤولين أمريكيين سابقين وتقرير لمنظمة دولية مختصة.

وقام الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بحماية سيف العدل خلال فترة وجوده في البلاد، وسمح له النظام الإيراني بالتخطيط لهجمات إرهابية قاتلة، بما في ذلك عملية مايو 2003 في السعودية والتي قتلت ثمانية أمريكيين.

وبحسب منظمة متحدون ضد إيران النووية -وهي منظمة تتابع عن كثب العمليات الإرهابية الإقليمية لإيران- فإن "الوجود المشتبه به لسيف العدل في إيران أثار المزيد من التساؤلات بشأن النفوذ الإيراني على القاعدة في حال تم تعيين العدل زعيماً للتنظيم".

وتعمقت هذه العلاقات منذ انسحاب الرئيس جو بايدن الفاشل من أفغانستان الذي ترك طالبان في السلطة والبلاد في حالة من الفوضى. ووفقا لتحليل استخباراتي أوروبي، يظل كبار قادة فيلق القدس الإيراني، على اتصال وثيق بقادة القاعدة. ومنذ سقوط أفغانستان، وفر كبار قادة فيلق القدس لبعض قادة القاعدة وثائق سفر وملاذا آمنا.

وقال مسؤولون أمريكيون سابقون لصحيفة "فري بيكون"، إن التحالف بين إيران والقاعدة قد زاد لسنوات عديدة، مما يجعل احتمال إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران -والذي سيوفر لطهران مليارات الدولارات- مفيدا لحلفائها في القاعدة.

وقال غابرييل نورونها، كبير موظفي وزارة الخارجية الأمريكية خلال إدارة ترمب، لصحيفة "فري بيكون": "عندما تثري الحكومة الأمريكية الإرهابيين الإيرانيين من خلال تخفيف العقوبات أو عدم التنفيذ، فإن هذه الأموال تعود في النهاية لدعم القاعدة". "نحن نعلم أن النظام الإيراني استضاف سيف العدل إلى جانب قادة آخرين من القاعدة".

ومنذ عام 2015، سمح النظام الإيراني للقاعدة بتأسيس المقرات التشغيلية في البلاد، وتزويدهم بالوثائق وجوازات السفر والتمويل والدعم اللوجستي والملاذات الآمنة.

ووفقا لنورونها ومسؤولين أمريكيين سابقين آخرين مطلعين، استغل سيف العدل وشبكته من المقربين من القاعدة وقتهم في إيران لبناء "تنسيق عملي" وثيق مع قوات الأمن الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني.

ومن موقعه في إيران خلال منتصف العقد الأول من القرن الحالي، "سمحت إيران لسيف العدل بالسفر إلى باكستان وفتح المزيد من الاتصالات مع قادة آخرين في القاعدة"، وفقا لتقرير منظمة متحدون ضد إيران النووية، الذي يستند إلى معلومات استخبارية وتقارير مفتوحة المصدر.

وبحسب تقرير نشرته اسوشيتد برس، فإن قرار إيران بالسماح لسيف العدل وقادة القاعدة الآخرين بالتنقل بحرية في المنطقة "يفتح تكهنات بأن ينشئ العدل" مكتبا تابعا للتنظيم في إيران.

وقال ناثان سيلز، المبعوث الأمريكي السابق ومنسق مكافحة الإرهاب، لصحيفة "فري بيكون" إنه "على عكس التوقعات وعلى عكس الحكمة التقليدية، حافظ النظام الإيراني والقاعدة على علاقة متبادلة المنفعة لسنوات عديدة".

وأشار سيلز إلى أن إيران استضافت مؤخرا كبار قادة القاعدة ونشطاءها، "وهو بالضبط ما يجب أن نتوقعه من أسوأ دولة راعية للإرهاب في العالم".

وتم الكشف عن عمق هذه العلاقات لأول مرة من قبل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في يناير 2021، عندما كشف علانية أن عملية أمريكية قتلت أحد كبار قادة القاعدة في شوارع طهران في عام 2020.

وقال بومبيو في كلمة ألقاها في ذلك الحين: "القاعدة لديه وطن جديد: جمهورية إيران الإسلامية"، في إشارة إلى أول كشف علني عن علاقة إيران العميقة بالجماعة الإرهابية.

من جانبه أشار هانز جاكوب شندلر، كبير الموظفين في مشروع مكافحة التطرف، الذي يتتبع الجماعات الإرهابية، إلى أن العدل "أصبح ذا قيمة عالية جدا" منذ مقتل الظواهري، "وعادة ما يستغل الإيرانيون مثل هذه المواقف".