زيلينسكي: ليمان أصبحت خالية من الروس.. وموسكو ترد بضربات جوية عنيفة

تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الأحد، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي ببسط السيطرة الكاملة على المناطق التي تم تحريرها وضرب مواقع القوات الأوكرانية، فيما تقاوم كييف بدعم غربي، في محاولة لاستعادة المدن الأوكرانية من قبضة الجيش الروسي.

وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن القوات الروسية تتمركز في لوغانسك بعد انسحابها من ليمان في دونيتسك، مشيراً إلى أن المقاتلات الجوية الروسية تقصف مواقع للجيش الأوكراني في ليمان.

وأضاف أن روسيا تؤكد أن انسحابها من ليمان تكتيكي ويهدف لإعادة تمركز القوات، وسط أنباء عن تغييرات في القيادة العسكرية الروسية في الشرق الأوكراني.

يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مدينة ليمان أصبحت خالية تماما من الجنود الروس.

ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أن مئات العسكريين الأوكرانيين تم القضاء عليهم، بالإضافة إلى تدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية، خلال اليوم الماضي.

وقالت وزارة الدفاع في الإفادة الصحفية اليومية إن أكثر 100 جندي أوكراني تم القضاء عليهم خلال اليوم الماضي، بالإضافة إلى تدمير 12 آلية عسكرية بضربات صاروخية على مناطق تمركز اللواءين الآليين 92 و14 التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة خاركيف.

وفي اتجاه كراسنوليمانسكي بالقرب من جمهورية دونيتسك الشعبية، شن الطيران الحربي الروسي غارات كبدت القوات الأوكرانية خسائر في الأرواح تجاوزت 200 عسكري، و320 جريحا، بالإضافة إلى تدمير 10 دبابات و25 عربة قتال مشاة.

وأحبطت القوات الروسية هجوما عنيفا شنته القوات الأوكرانية في منطقة خيرسون، وتمكنت من تدمير 31 دبابة و78 وحدة من المعدات الخاصة والقضاء على أكثر من 240 جنديا أوكرانيا.

وفي اتجاه نيكولاييف-كريفي روج، دمرت القوات الروسية 43 دبابة أوكرانية و89 وحدة من المعدات العسكرية الأخرى وتمكنت من القضاء على أكثر من 400 جندي أوكراني.

نكسة سياسية كبيرة

وتزامنا، قال بيان لوزارة الدفاع البريطانية، إن انسحاب القوت الروسية من ليمان بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا يمثل نكسة سياسية كبيرة، وأدى إلى موجة أخرى من الانتقادات العلنية للقيادة العسكرية الروسية.

وأضافت الوزارة في البيان الذي نشرته على تويتر: "في 1 أكتوبر 2022، انسحبت القوات الروسية في مدينة ليمان في دونيتسك في مواجهة التقدم الأوكراني".

وأشار البيان إلى أنه "من الناحية العملياتية، تعتبر ليمان مهمة لأنها تشرف على تقاطع طرق رئيسي فوق نهر سيفرسكي دونيتس، والذي تحاول روسيا تعزيز دفاعاتها وراءه".

وأكدت أن "انسحاب روسيا من ليمان يمثل أيضًا نكسة سياسية كبيرة نظرًا لوقوعها في منطقة دونيتسك، وهي منطقة يفترض أن روسيا تهدف إلى السيطرة عليها وحاولت ضمها بشكل غير قانوني. وأدى إلى موجة أخرى من الانتقادات العلنية للقيادة العسكرية الروسية من قبل كبار المسؤولين".

ورجح البيان أن تؤدي المزيد من الخسائر في الأراضي إلى تصاعد هذا النقد العلني وزيادة الضغط على كبار القادة.

ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية القول، إن القوات الروسية تواصل التركيز على محاولات السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها والاحتفاظ بالأراضي التي تم الاستيلاء عليها، وكذلك تعطيل تحركات قوات الدفاع الأوكرانية في اتجاهات معينة.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، من جهته، رحّب بسيطرة أوكرانيا على معقل ليمان الرئيسي من روسيا في شرق أوكرانيا، وقال إنه نجاح مشجع في ساحة المعركة من شأنه أن يخلق معضلات جديدة للجيش الروسي.

وأضاف: "ليمان تقع عبر خطوط الإمداد التي تستخدمها روسيا لإمداد قوّاتها في الجنوب والغرب بالعتاد، ومن دون هذا الممر ستواجه روسيا معضلة كبيرة للتقدم".

يأتي ذلك فيما قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، خلال زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الأوكرانية، السبت، إن ألمانيا ستسلم أول نظام من بين أربعة أنظمة دفاع جوي متطورة من طراز "أي أر إي إس-تي" إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة للمساعدة في التصدي لهجمات الطائرات المسيرة.

ومع انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في المدينة الساحلية، أجرت لامبرخت محادثات مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مخبأ تحت الأرض. وكانت لامبرخت قد مددت زيارة لمولدوفا المجاورة لحضور الاجتماع.

وقالت لامبرخت لقناة "إيه أر دي" التلفزيونية: "في غضون أيام قليلة سنقدم نظام الدفاع الجوي أي أر إي إس-تي الحديث للغاية. إنه مهم للغاية للتصدي للطائرات المسيرة بشكل خاص".

وشهدت أوكرانيا عددا أكبر من الهجمات بطائرات مسيرة من طراز كاميكازي الإيرانية الصنع في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى سقوط قتلى وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.

وتواجه ألمانيا دعوات لزيادة دعمها لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال إرسال أسلحة هجومية مثل الدبابات الحديثة التي تقول كييف إنها تحتاجها لمهاجمة القوات الروسية.

وقاومت برلين حتى الآن مثل هذه الدعوات بحجة أن مثل هذه التحركات من شأنها تصعيد الموقف، مشيرة إلى أنه لم ترسل أي دولة أخرى حتى الآن دبابات أكثر حداثة من المخزونات السوفييتية القديمة التي أرسلتها دول حلف وارسو السابقة.