تقرير أمريكي: روسيا تخطط لهجوم كبير على أوكرانيا.. وهذا هو توقيته

بعدما تعرضت روسيا لسلسلة نكسات بعد مرور حوالي العام على حربها في أوكرانيا، تخطط موسكو لهجوم كبير آخر لتعويض خسائرها.

ويتفق محللو الاستخبارات والباحثون إلى حد كبير على وجود هجوم يختمر في موسكو، والذي يرجح أن يحدث في وقت ما في الشتاء أو بداية الربيع، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

لكن لا توجد صورة واضحة لكيف سيبدو، وما إذا كانت موسكو لديها أمل حقيقي لاستعادة الزخم بالنظر إلى المقاومة الأوكرانية الشرسة والدعم الغربي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال خطاب في وقت سابق من هذا الشهر، إن لا شك في أن تحاول روسيا بذل قصارى جهدها لتغيير مسار الحرب وتأخير تعرضهم للهزيمة على الأقل.

والشهر الماضي، حذر الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات المسلحة الأوكرانية، خلال حوار مع صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية من أن روسيا تحشد حوالي 200 ألف جندي من أجل "دفعة أخرى" في كييف، غير أن المحللين قالوا إن محاولة السيطرة على العاصمة غير مرجحة.

وأشارت الاستخبارات الأمريكية في وقت سابق إلى تباطؤ في الحرب يشير إلى عدم حدوث أي هجمات برية كبيرة حتى الربيع.

ونهاية الأسبوع الماضي، نشر معهد دراسة الحرب تحليلا يرجح أن روسيا تخطط لحملة كبيرة في الستة أشهر المقبلة "لاستعادة زمام المبادرة وإنهاء سلسلة النجاحات العملياتية الحالية".

ووضع معهد دراسة الحرب قائمة بإجراءات محتملة يمكن أن يتخذها الجيش، بما في ذلك هجوم لاستعادة كامل السيطرة على الدونباس في شرق أوكرانيا، وجهود من بيلاروسيا الحليفة في الشمال أو الاستعداد للدفاع ضد هجوم مضاد أوكراني في الدونباس أو استغلاله.

وبحسب "ذا هيل"، استخدمت بيلاروسيا كقاعدة انطلاق لروسيا بداية الحرب، وتتدرب القوات الروسية هناك. وسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مينسك الشهر الماضي للقاء الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

لكن طبقا لعدة محللين، من غير المرجح انطلاق هجوم من بيلاروسيا، بناء على تحركات الجنود والتجهيزهات. ويتمثل مسار العمل الأكثر ترجيحا في سيطرة روسيا على الدونباس، التي تتألف من منطقتي لوهانسك ودونيتسك، واللتان تتشاركان الحدود مع روسيا وكانتا بين أربعة مناطق ضمتها روسيا بطريقة غير مشروعة نهاية العام الماضي.

وقال الباحث الروسي بمعهد دراسة الحرب، جورج باروس، لصحيفة "ذا هيل" إنه شهد تعزيزا للقوات الروسية في لوهانسك، مضيفا: "يجهز الروس لجهود حاسمة في لوهانسك"، لكن هذا "قد يعني هجوما روسيا أو قد يعني أيضًا جهودا دفاعية مصممة لهزيمة هجوم مضاد أوكراني".

وشهدت الدونباس أعنف المعارك على مدار الشهور القليلة الماضية بعدما شن بوتين الهجوم الشامل عبر أوكرانيا مطلع العام الماضي، ثم انسحب من أحد أكبر جوائزه -مدينة خيرسون الجنوبية- في نوفمبر/تشرين الثاني.

وركزت روسيا القوات في دونباس الشرقية، وسيطرت على جميع لوهانسك تقريبا في الصيف، لكن ما زالت أوكرانيا تسيطر على أراض في دونيتسك، بما في ذلك مدينة باخموت، حيث صدت القوات الأوكرانية هجمات روسية متكررة.

وتعتبر باخموت مركز نقل رئيسيا في دونيتسك، وتستخدم القوات الروسية استراتيجيا كنقطة انطلاقة للدفع غربا تجاه مدن مثل كراماتورسك وسلوفيانسك.

وقال مدير شؤون أوراسيا بالمجلس الأطلسي جون هربست إن أي هجوم روسي في الشتاء أو بداية الربيع من المرجح أن يكون جزءا من جهود للسيطرة الكاملة على دونباس.

وتتوقع أوكرانيا أيضا وقوع هجوم روسي كبير جديد في دونباس، حيث قال مستشار وزير الدفاع الأوكراني يوريك ساك لصحيفة "ذا هيل" إن هناك حركة "ديناميكية" للقوات في لوهانسك والتي قد تشير إلى هجوم واسع النطاق من المنطقة.

وأضاف ساك للصحيفة أن "الأهداف العسكرية للروس والتي لم يتمكنوا من تحقيقها أبدا كانت السيطرة الكاملة على لوهانسك ودونيتسك.. نأمل ألا يحدث ذلك. وإذا حدث، فنحن مستعدون".

ولم يرد مجلس الأمن القومي الأمريكي ومكتب مدير الاستخبارات القومية على طلب الصحيفة للتعليق على هذه القصة. وقال البنتاغون في بيان له: "لن نتكهن بأي إجراءات قد تتخذها روسيا أو لا تتخذها".

وقال بوتين علانية إن الحرب قد تكون صراعا طويل الأمد، ووضع وزير الدفاع الروسي هذا الأسبوع خطة لتعزيز حجم الجيش من 1.15 مليون إلى 1.5 مليون بحلول عام 2026.

وبالرغم من تعبئة مئات الآلاف من قوات الاحتياط للانضمام إلى القتال، هناك شكوك في أن روسيا لديها القوة البشرية أو النارية لتعويض خسائرها، بالنظر إلى تدني الروح المعنوية ونفاد مخزون الذخيرة.

وحققت روسيا أول مكاسبها هذا الشهر منذ أغسطس/آب الماضي في سوليدار، بلدة مناجم الملح في دونيتسك، التي شهدت بعض أعنف المعارك.

ويمكن للسيطرة على البلدة أن تؤدي إلى مساعدة روسيا في السيطرة على باخموت، لكن كان النصر باهظ الثمن، حيث قصفت البلدة وأفادت تقارير بخسارتها آلاف من القوات.

وقيم معهد دراسة الحرب وجود تجهيزات لزيادة فاعلية الجيش الروسي قبل الهجوم المقبل، ويرجح أيضا أن أوكرانيا تستعد لهجوم مضاد كبير، وذلك بعد حملتين ناجحتين العام الماضي أسفرتا عن استعادة خيرسون وخاركيف.