بحماية نافذين حوثيين.. ورثة أحد بناة معالم تاريخية يشكون تعرضهم للنصب بمليار ونصف ريال

شكا حفيد احد المناضلين والمعماريين اليمنيين الذين ذاع صيتهم في بناء اعتق المنشاءات التي باتت اليوم معالما تاريخية، جريمة تزوير مستندات اراض في صنعاء ورثها واسرته من جده، اقدم عليها شخصا يدعى "محمد المعبري"، كان قد أؤتمن على حفظها، غير مدركين انها ستفتح لديه شهية الطمع، ليزور مستنداتها ويقوم ببيعها بقرابة مليار ونصف المليار ريال.

الشاكي، ويدعى طه عبدالكريم محمد أحمد قصعة المكنَّ بـ"الباشا"، يشكو سطو وبيع شخصا يدعى "محمد بن محمد عبدالله المعبري"، لأملاك ورثوها عن جدهم، في منطقة سعوان (شرقي امانة العاصمة صنعاء)، بتواطئ من قبل قيادات حوثية نافذة.

وبينما دعا "طه" في شكوى اطلقها على موقع "فيسبوك"، ورصدها محرر وكالة خبر، الحقوقيون والناشطون إلى مساندته لإستعادة حقوقه وعائلة قصعة الباشا" المنهوبة. أوضح ان والدته أئتمنت "المعبري" قبل نحو 15 عاما على "بصائر" مستندات، لمتابعة واخراج املاكهم واراضيهم في صنعاء، إلا ان الأخير استغل ضعفها كامرأة، ونفوذه كرجل، وقام بتزوير "البصائر" والسطو على تلك الأراضي، وبيع بعضها.

وذكر، ان "المعبري" حاول بيع ارض شاسعة من هذه الاملاك في منطقة سعوان، بمبلغ مليار ونصف المليار ريال، قبل ان يتم اكتشافه بتزوير خاتم "الهيئة العامة للعقارات" على وثيقة الأرض المزورة.

وبينما أودِع "المعبري" في السجن قبل نحو أربعة اشهر، على خلفية عملية التزوير، أُطلق سراحه تحت ضمانة تاجر يمتلك "بقالة تجارية" على المبلغ المحدد بـ"مليار ونصف المليار ريال"، وعند البحث عن الضمين لضبطه فوجئ بفراره إلى شبوة، وفقا لطه الباشا.

وفقا لمحامين، يعتبر طه، ضحية عملية نصب شبكة واسعة تربطها صلة بالمحاكم والنيابات المختصة، وخلف جميعها قيادات حوثية نافذة، لا سيما وقد قبلت ضمانة من تاجر صغير على مبلغ تحاوز المليار ريال. محملين شبكة النصب الحوثية مسؤولية حجز جميع املاك الضمين ومخاطبة الجهات الامنية والقضائية في شبوه بتسليمه.

وطالب طه بانصافه ممن وصفهم بـ "الفاسدين والطغاة". متساءلاً في ذات الوقت هل يكافأ حفيد احد من اسمهوا ببناء احد ابرز المعالم التاريخية في البلاد، بالتجوال في ممرات النيابات والمحاكم، بحثا عن حقوقه واسرة "قصعة الباشا" المنهوبة عنوة وقوة، وبحماية نافذون حوثيون.

وتذكر المصادر التاريخية، ان الوالي العثماني على صنعاء- انذاك- عبدالله باشا، منح المعماري "أحمد قصعة" لقب "الباشا"، والبسه بزة عسكرية لا يرتديها إلا من يمنحون هذا اللقب، وهو الاسم الابرز في الحديث عن بناء مجمع العرضي الذي استغرق نحو 22 عاما، علاوة على مشاركته في بناء منشاءات ومباني اخرى بينها الطبيشة وباب اليمن، ودار الصنائع المعروفة بالمتحف الحربي حالياً، وكلية القيادة والأركان، وجميعها في صنعاء.

ومجمع العرضي يضم عدة بنايات تقع في مكان واحد، وتُسمَّى هذه البنايات "القشلة". وقد وُوفِق على إنشائه في عهد السلطان عبد الحميد عام 1881م، وامتدّ بناؤه على فترات متعاقبة، على يد البنَّاء اليمني الكبير أحمد قصعة، الملقب بـ"الأسطى باشا"، حتى تم تشييده بالكامل عام 1903م. وقد خضع المبنى للترميم عام 2001م، وكان يُستخدم مقرّاً لإدارة الجيش العثماني في اليمن.