انفراد- تحالف الحوثيين والقاعدة.. اجتماعات واتفاقيات
لم يعد هناك أي غموض أو سرية في التحالف المشترك بين تنظيمي الحوثي والقاعدة الإرهابيين في اليمن، رغم محاولة كل منهما الاستمرار بإظهار العداء فيما بينهما، وإن اختلفت مسمياتهما فأعمالهما الإرهابية واحدة والهدف واحد، والتحالفات بينهما أصبحت ظاهرة للعلن أمام الجميع، فعُقدت اجتماعات مطولة مشتركة وعلى مدى أسابيع، تم خلالها التوصل لعدد من الاتفاقيات فيما بينهما.
ونكشف في هذا التقرير عن أبرز الأعمال المشتركة التي حدثت خلال الأيام والأسابيع الماضية بين تنظيمي الحوثيين والقاعدة، والتي كان آخرها نهاية أكتوبر الماضي وفي شهر فبراير الجاري، بسلسلة اجتماعات استمر كل اجتماع لمدة أسبوع، بالمقابل ما يزال هناك اجتماع آخر قائماً حتى اليوم الخميس 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023م.
مصادر خاصة أكدت لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي عقدت في الأسبوع الأخير اجتماعاً موسعاً بالعاصمة المختطفة صنعاء، حضره قيادات بارزة من تنظيم القاعدة الإرهابي المتواجد في عدد من مناطق محافظة البيضاء، واستمر الاجتماع لمدة أسبوع، فعاد قيادات القاعدة إلى مناطقهم، لينعقد الاجتماع الثاني بينهما خلال الفترة من 7 - 14 نوفمبر الجاري.
ووفقاً لما أكدته المصادر، فإن هناك اجتماعاً آخر ما زال قائماً حتى اليوم الخميس 23 نوفمبر في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرةً إلى أن الاجتماع الأخير بدأ الاثنين الماضي 20 نوفمبر، ومن المرجح أن يستمر بذات المدة التي جرت فيها الاجتماعات السابقة.
وفي تفاصيل نتائج الاجتماعات السابقة فقد بارك المجتمعون نجاح صفقة التبادل لعدد من السجناء كانوا محتجزين لدى الطرفين، ثم تم الاتفاق الأولي على عدد من المواضيع بين تنظيمي الحوثي والقاعدة الإرهابيين، أحدهما تضمن التوقيع على اتفاق جديد لتبادل الأسرى بين الطرفين، وأن يتم تنفيذه في أسرع وقت ممكن.
وبحسب المصادر فقد تضمنت الاتفاقيات أيضاً إعطاء الأمان لكل القيادات والعناصر التي تنتمي لكلا الطرفين، وإنهاء أي خلافات بينهما، مع ضرورة حل أي خلافات سابقة وطرحها في الاجتماع، ومن أبرز تلك الخلافات ما طرحه الحوثيون حول قيام عناصر تنظيم القاعدة باستهداف أطقم حوثية بعبوات ناسفة، وتم حل ذلك في الاجتماع.
وأكدت أنه إضافة إلى ذلك، فقد تم التوقيع على اتفاق تضمن التعاون فيما بين الطرفين حول التواجد المشترك في نقاط التفتيش بعدد من مديريات محافظة البيضاء، واعتماد كل أفراد عناصر تنظيم القاعدة المتواجدة ضمن نقاط التفتيش في كشوف عناصر مليشيا الحوثي واعتماد مرتبات شهرية لهم ومعونات وسلال غذائية مثلهم مثل عناصر الحوثيين.
وقد جرى خلال الاجتماع الثاني الذي عُقد في الفترة من 7 - 14 نوفمبر الجاري، التنسيق المشترك والمنفعة المشتركة في عدد من المناطق، بحيث تنفذ عناصر القاعدة بعض الأعمال الإرهابية في المحافظات المحررة والتي تطلبها المليشيات الحوثية للنيل من بعض خصومها أو لإدخال المحافظات المحررة في فوضى أمنية، مقابل توفير الأسلحة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وكانت المليشيات الحوثية قد اشترطت على قيادات تنظيم القاعدة ضرورة إخضاع عناصر التنظيم لثلاث دورات تعبئة طائفية، تتضمن الأولى مدة 15 يوما، والثانية لمدة 30 يوما، والثالثة لمدة 45 يوما، ويبدو أن هناك جهة خارجية ساهمت في عقد الاتفاقيات بين تنظيمي الحوثي والقاعدة، يُعتقد أنها هيئة الهلال الأحمر القطري، كون الهيئة هي من ساهمت في عملية الإفراج عن سجناء لدى الطرفين في أكتوبر الماضي، وفقاً للمصادر.
وفيما يخص الاجتماع القائم حالياً تؤكد المصادر أنه لم يتم معرفة ما يدور مناقشته ولا الأسباب التي عُقد الاجتماع من أجله، إلا أنه من المرجح أن هناك اتفاقيات أخرى قد تتم بين تنظيمي الحوثي والقاعدة الإرهابيين، وسنحاول معرفته بعد الانتهاء منه.
وكالة خبر كانت قد كشفت عن إفراج تنظيم القاعدة الإرهابي، بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، عن أربعة عناصر تابعة للمليشيات الحوثية، كان التنظيم قد تمكن من أسرهم في كمين بمديرية الزاهر التابعة لمحافظة البيضاء، وتمكن خلالها التنظيم من اغتنام طقم عسكري ورشاش وثلاثة صناديق أسلحة، وتم الإفراج عنهم في إطار التفاهمات الأخيرة، والتبادل المشترك بينهما، بعد تدخل الوساطة القطرية عبر هيئة الهلال الأحمر القطري، الذي أصبح اهتمامه في اليمن يتمثل في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
علاوة على ذلك فقد انفردت وكالة خبر في سبتمبر وأكتوبر العام الجاري، بالكشف عن عمليات إفراج المليشيات الحوثية عن 32 عنصراً إرهابياً كانت قد أخضعتهم لدورة تعبوية في العاصمة المختطفة صنعاء، ولمدة شهر كامل، وكانت عمليات الإفراج قد تمت على أربع دفعات، الأولى تضمنت الإفراج عن 13 عنصراً، والثانية عن خمسة عناصر، والثالثة الإفراج عن عنصرين، والرابعة الإفراج عن 12 عنصراً.