بتداعيات انفجارات أمطرت أحياء صنعاء بالقذائف

أثارت الانفجارات الكبيرة بمخزن للأسلحة تابع لمعسكر الفرقة الأولى مدرع الواقع في منطقة مزدحمة بالسكان في صنعاء امس الخميس ، موجة من الأصوات المطالبة بإخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء والمدن الرئيسة الأخرى، فيما صعّد سكان الأحياء المجاورة لمعسكر الفرقة من مطالبهم المتعلقة بإخراجه ومثيليه في العاصمة من وسط الأحياء السكنية. وكانت الانفجارات المروعة والغامضة لمخازن الأسلحة التابعة للمعسكر الرئيس لقوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء الركن علي محسن الأحمر،المتزعم لانشقاق عسكري منذ العام الماضي ضمن توليفة الاطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، تسببت أمس بموجة من الفزع في أوساط سكان الأحياء المتاخمة لمقر الفرقة ، وأعادت أجواء الحرب التي شهدتها البلاد العام الماضي . وسقط ما يزيد عن خمسة قتلى، مدنيين وجندي، وجرح العشرات في حصيلة اولية ، نتيجة سقوط مقذوفات من الصواريخ وشظاياها الانفجار على عديد احياء ومناطق مزدحمة بالسكان . ودفع الأمر بذلك أمين العاصمة عبدالقادر هلال إلى مناشدة الرئيس عبدربه منصور هادي بالتحرك لإخراج المعسكرات من العاصمة التابعة لكافة التشكيلات العسكرية..فيما توجه مئات من سكان الأحياء المجاورة لمعسكر الفرقة بالعاصمة صنعاء إلى الساحة المقابلة لمنزل الرئيس هادي للمشاركة في وقفة احتجاجية لمناشدته التدخل والتوجيه بإخراج المعسكرات من أماكنها وسط التجمعات السكانية المكتظة . وقال هلال في تصريح له إنه طالب الرئيس هادي بإصدار "توجيه حازم" بإخراج معسكرات القوات المسلحة التي تتمركز بين الأحياء السكنية إلى خارج العاصمة صنعاء "كونها تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين". وأكد هلال أن المجلس المحلي لأمانة العاصمة سيطالب بشكل رسمي بإخراج تلك المعسكرات دون استثناء أو تفريق وتحويل مساحات تواجدها إلى مصالح عامة من منتزهات وحدائق ومدارس ومستشفيات ومبان حكومية وخدمية . مشيرا إلى أن مجموع مساحة المستشفيات الرئيسية الثلاث (الثورة، الجمهوري، الكويت) لا تسوي نصف مساحة احدى المعسكرات. وقال: "فوجئت أنا ووزير التربية والتعليم وعدد من المسؤولين وجمع من المواطنين ونحن نحتفل بتكريم طلابنا الخريجين الأوائل في مدارس النهضة بجوار أحد المعسكرات بسلسلة انفجارات عنيفة ترمى بشظاياها في كل الاتجاهات". وأضاف "سقطت حوالينا شظايا و قذايف على بعد امتار من حفلنا و كما تلقينا بلاغات عن سقوط اخريات في احياء متفرقة في العاصمة صنعاء؛ مما يؤكد ان تواجد المعسكرات داخل الاحياء الموهولة بالسكان يمثل خطراً عظيماً". وأعلن العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تأييده ودعمة التام لطلب أمين العاصمة عبدالقادر هلال من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي باخلاء العاصمة صنعاء من المعسكرات. وانجاز خطة لاخراجها من الاحياء السكنية بأمانة العاصمة، مؤكدا دعمه لهذا التوجه حتى ينفذ على ارض الواقع لما فيه المصلحة العامة والأمن والاستقرار. وفيما اتجه بيان صادر عن تكتل المشترك المتقاسم للحكم مع المؤتمر الشعبي بمقتضى التسوية الخليجية ، إلى المطالبة بالتحقيق في الانفجار ، ومناشدة الرئيس الجمهورية إصدار توجيهاته بإخلاء العاصمة من المعسكرات ومخازن الأسلحة.. شن بالمقابل اكبر احزب التكتل "الاصلاح" –الذراع السياسي للاخوان المسلمين– حملة إعلامية مع حليفه اللواء علي محسن الاحمر باسم الثورة وانصارها وحلفائها، ضد أمين العاصمة ودعوته وآخرين حول المعسكرات ،معتبرة المطالبة باخراجها من العاصمة والمدن ، تأكيد على ان قلوب اعداء قوات الفرقة مليئة حقدا عليها ، كما رأت أن هناك استغلال سياسي يستهدف الجيش الحر المؤيد لثور الإطاحة بنظام الرئيس السابق وقياداته، وذهبت إلى ابعد مدى بالقول أن هناك خطة حوثية تجمع بين امين العاصمة عبدالقادر هلال، وقائد الحرس الجمهوري احمد علي عبدالله صالح، والحرس الثوري الحوثي، لاسقاط العاصمة صنعاء.. ورأى الكاتب والصحفي نايف حسان-رئيس تحرير يومية صحيفة الشارع الأهلية انه في ضوء ما جرى من احداث انفجار مخزن السلاح التابع للفرقة وما احدثه من خوف واضرار وسقوط ضحايا مدنيين ، يفترض أن يكون المطلب الوطني للجميع هو إخراج المعسكرات من العاصمة، وبقية المدن. واضاف "المقزز أن هناك من ظهر يقول، بكل جرأة، للقول أن علي محسن سبق أن طالب بذلك.. فكل مطلب وطني يتم التقليل منه عبر استدعاء قائد الفرقة باعتباره السباق في المطالبة به، تماماً كما كان يتم طرح علي عبدالله صالح باعتباره سباقاً للوطنية ومجسداً لها. حديث حسان جاء بعد تصريح أدلى به محمد قحطان، القيادي في الإصلاح، ردا على مناشدة أمين العاصمة وقال فيه ، ان علي محسن الأحمر سبق له أن طالب بإخراج المعسكرات من العاصمة. وقال ناشر ورئيس تحرير صحيفة الشارع أن "هلال بمطلب إخراج المعسكرات تعامل بمسئولية مع ما جرى، أما السيد قحطان فظهر متقمصاً شخصية المتذاكي الخطير الذي بإمكانه التصدي لأي مهمة بما في ذلك مهمة تفخيخ مطلب وطني متمثل بإخراج المعسكرات من العاصمة ". واضاف "مطلب اخراج المعسكرات غير موجه إلى علي محسن فقط، بل إلى خصمه في الجانب الآخر: أحمد علي عبدالله صالح. مع ذلك هناك من ينافع كما لو ان هذا المطلب موجه لقائد الفرقة فقط.. ". وزاد بان: الإيغال في توريط الإصلاح تجلى أيضاً في رسالة لـ"الصحوة موبايل" الناطقة باسم الحزب ، بالقول أنه لا يوجد ضحايا جراء انفجارات الفرقة.. يريدون التخفيف من ما جرى عبر القول بأن لا ضحايا دون اهتمام بمسألة المصداقية. من جانبه قال الكاتب الصحفي نبيل سبيع ان "الصوت الذي يتوجب على رئيس الجمهورية وعلينا جميعا الإصغاء له جيدا هو صوت أمين العاصمة عبدالقادر هلال الذي ارتفع وسط دوي الإنفجارات الرهيبة في مخازن الأسلحة التابعة للفرقة الأولى مدرع مناشدا الرئيس عبدربه منصور هادي باخراج المعسكرات من العاصمة". وأضاف في منشور له على صفحته بفيس بوك أن الإنفجارات التي استمرت صباح ألامس الخميس لفترة كفيلة باظهار هشاشة التسوية السياسية القائمة واحتمال اندلاع الحرب مجددا في أية لحظة أصابت سكان العاصمة بالرعب وألحقت أضرارا مادية غير معروفة في الأرواح والممتلكات في الأحياء المأهولة المحيطة بمقر الفرقة. وقد تصرف عبدالقادر هلال اليوم كرجل دولة يتحلى بقدر من المسئولية المطلوبة منه تجاه العاصمة وسكانها الذين يقع واجب الحفاظ على حياتهم وأرواحهم على عاتقه. وأعتقد أن الكرة باتت في ملعب الرئيس هادي الذي ينتظر منه مواطنوه في العاصمة وبقية محافظات البلاد أن يتصرف كرئيس دولة يتمتع بقدر من المسئولية المطلوبة منه تجاه مواطنيه وبلده. واعتبر سبيع إن المناشدة التي وجهها أمين العاصمة اليوم للرئيس هادي وتمثلت في إخراج المعسكرات من مدينة صنعاء لم تعكس فقط تمتع صاحبها بحس المسئولية تجاه المدينة التي يتولى مسئولية حماية أرواح سكانها، بل عكست في الوقت نفسه أيضا احترامه لنفسه كرجل دولة. وفي المقابل، رأى أن "طبيعة استجابة الرئيس هادي لهذه المناشدة في الأيام القليلة القادمة ستعكس درجة شعوره بالمسئولية تجاه أرواح مواطنيه في عاصمة دولته وسائر البلد كما ستعكس في الوقت ذاته مدى احترامه لنفسه كرئيس دولة لا يقبل باستمرار هذا الوضع الخطير والمشين.. إنني أميل الى تعليق الكثير من الآمال على هادي رغم صمته على تجاوزات كثيرين من حلفائه الذين افرطوا مؤخرا في تعمد التحدث والتصرف باعتبارهم فوق سلطته أو باعتبارهم يشاركونه الرئاسة في أحسن الأحوال". وكانت وزارة الدفاع اليمنية تراجعت عن بيان على موقعها الالكتروني ورسائل الموبايل وصف بـ"الفضيحة "أعلنت فيه وأثناء ما كانت الانفجارات وسحب الدخان تغطي سماء العاصمة ، انها نتاج حادث عرضي بحريق في مستودع للسلاح بمعسكر الفرقة الأولى مدرع ، مستبقة أي تحقيق في واقعة كاراثية لامر غير معلوم، وعادت بعد انتقادات وقالت في وقت لاحق انه تم تشكيل لجنة فنية برئاسة اللواء الركن محمد علي المقدشي نائب رئيس هيئة الأركان العامة للشئون الفنية وذلك للتحقيق ومعرفة تفاصيل الحادث. وقال القيادي الاشتراكي محمد المقالح تعليقا على البيان "الفضيحة " الصادر عن وزارة الدفاع ،" كانت الانفجارات مروعة وأثارت الرعب والهلع بين المواطنيين وتسببت بسقوط شهداء وجرحى وتدمير بيوت ومنشاءت خاصة وعامة ، فيما البيان لم يقل شيئا ذا بال في الجريمة وضحاياها سوى انه طمئن الناس من سكان العاصمة بان الفرقة لن تعملها مرة اخرى ". وأضاف "لم تتحدث وزارة الدفاع عن الضحايا ولم تأسف لمقتلهم أو تعزي أسرهم كما أنها لم تتحدث عن وجود اسلحة ثقيلة ومكدسة بطريقة بدائية بين منازل المواطنيين وداخل حارات وشوارع العاصمة ..لقد ظهرت اليوم على حقيقتها "وزارة " مأمورة ولا حول لها ولا قوة".