الجيش السوداني يقترب من السيطرة الكاملة على الخرطوم وسط معارك شرسة مع قوات الدعم السريع

في تطورات عسكرية متسارعة، اقترب الجيش السوداني من استعادة سيطرته على مناطق حيوية في وسط العاصمة الخرطوم، بما في ذلك السوق العربي، وذلك بعد دخول قواته إلى القصر الرئاسي يوم الجمعة. ومع ذلك، أكدت قوات الدعم السريع أن المعركة حول القصر "لم تنته بعد"، مشيرة إلى أنها لا تزال تخوض اشتباكات عنيفة في محيطه.

ووفقاً لمصادر مطلعة لـ"الشرق"، استهدفت قوات الدعم السريع القصر الرئاسي بطائرة مسيرة، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين. وأصدرت قوات الدعم السريع بياناً أعلنت فيه تنفيذ عملية عسكرية "خاطفة" استهدفت قوات الجيش داخل القصر الجمهوري، مؤكدة أن العملية أسفرت عن "سقوط أكثر من 89 قتيلاً وتدمير آليات عسكرية مختلفة".

جاء هذا التصريح بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني سيطرته على القصر الرئاسي، بالإضافة إلى آليات ومعدات تابعة لقوات الدعم السريع. وأكد متحدث باسم الجيش أن قواته تمكنت أيضاً من السيطرة على السوق العربي ومقرات عدد من الوزارات في وسط الخرطوم.

توسع سيطرة الجيش في العاصمة

تشير التقديرات إلى أن الجيش السوداني يسيطر الآن على ما يقارب 70% من أراضي الخرطوم، التي تشكل مع مدينتي أم درمان وبحري ما يعرف بالعاصمة المثلثة. ووفقاً للمصادر العسكرية، يسيطر الجيش بشكل كامل على محليات بحري وشرق النيل، بالإضافة إلى أكثر من 65% من محلية أم درمان الكبرى ومثلها من محلية الخرطوم. ومع ذلك، لا تزال محلية جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم خارج نطاق سيطرته.

ويتمتع الجيش السوداني بسيطرة كاملة على الحدود الشمالية والشرقية للخرطوم، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب. كما تمكن من السيطرة على أغلب الجسور الرابطة بين مدن العاصمة، باستثناء جسر جبل أولياء، الذي لا يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

معارك شرسة في وسط وغرب العاصمة

تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق وسط الخرطوم، التي تضم منشآت حكومية ومقرات شركات عامة وخاصة. ويسعى الجيش إلى استعادة السيطرة الكاملة على هذه المناطق الحيوية.

كما تصاعدت حدة القتال في غرب العاصمة، خاصة بعد تمدد سيطرة الجيش في منطقة أم بدة التابعة لأم درمان. وتخطط قوات الجيش أيضاً للسيطرة على مناطق سيطرة الدعم السريع في جنوب العاصمة، بما في ذلك محلية جبل أولياء، التي تقع على حدود ولاية النيل الأبيض.

خريطة السيطرة العسكرية في السودان

مع استمرار المعارك، تشهد خريطة السيطرة العسكرية في السودان تغيرات كبيرة. ويتمتع الجيش السوداني بسيطرة كاملة على إقليم شرق البلاد، الذي يشمل ولايات البحر الأحمر، القضارف، كسلا، وسنار، بالإضافة إلى 95% من ولاية الجزيرة والنيل الأبيض، و80% من ولاية النيل الأزرق.

في إقليم كردفان، يسيطر الجيش على 70% من شمال كردفان، و60% من غرب كردفان وجنوبها. أما في إقليم دارفور، فتسيطر قوات الدعم السريع على ولايات غرب وجنوب ووسط وشرق دارفور، بينما يسيطر الجيش على غالبية مدينة الفاشر في شمال دارفور، بالإضافة إلى قرى مجاورة ومناطق متفرقة.

وتستحوذ حركات مسلحة مثل "جيش تحرير السودان- عبد الواحد نور" و"الشعبية شمال لتحرير السودان - عبدالعزيز الحلو" على أجزاء من ولايات وسط دارفور، شمال دارفور، النيل الأزرق، وجنوب كردفان.