تقرير: الصين تطور أدوات تجسس جديدة تستهدف تطبيقات VPN وتليجرام

كشف معرض لمعدات الشرطة في الصين أن مستقبل عمل قوات الأمن سيعتمد على أدوات مراقبة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، القادرة على رصد مستخدمي تليجرام والشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، بالإضافة إلى نماذج مستوحاة من تقنية DeepSeek قادرة على تحليل الأدلة للتحقيقات، وفقاً للعارضين في معرض الصين الدولي الثاني عشر لمعدات الشرطة، الذي اختُتم السبت.

أتاح هذا الحدث، وهو أكبر معرض لتكنولوجيا الشرطة من نوعه، لموردي معدات الشرطة والدفاع من جميع أنحاء البلاد فرصة للتنافس على طلبات من إدارات الأمن العام، حسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وشملت قائمة الموردين معاهد بحثية تابعة لوزارة الأمن العام، أكبر وكالة شرطة في الصين، بالإضافة إلى العديد من الشركات الخاصة.

كانت تقنية الذكاء الاصطناعي نقطة بيع رئيسية للمنتجات في المعرض، بما في ذلك أدوات المراقبة وأجهزة التحقيق الجنائي ومعدات تشويش الطائرات بدون طيار.

ومن بين التقنيات المعروضة "التحليل الاستخباراتي متعدد الأبعاد للسلوك المتطرف الفردي"، الذي قدمه معهد الأبحاث الثالث التابع لوزارة الأمن العام.

وواجهت الصين تحديات أمنية في إصدار تحذيرات مبكرة بشأن "حوادث فردية متطرفة"، وفقاً للمعهد.

كما طوّر المعهد نماذج ذكاء اصطناعي لتحليل سجلات التسوق، وسجلات البحث، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد الأفراد المعرضين لمخاطر عالية.
نماذج اللغة الكبيرة

وأوضح المعهد أن الأداة طُوّرت استناداً إلى خدمة وكلاء الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة ديفاي الصينية الناشئة، وهي منصة مفتوحة المصدر لتطوير تطبيقات نموذج اللغة الكبيرة (LLM).

وصدمت العديد من هجمات "الذئاب المنفردة" خلال العام الماضي الرأي العام الصيني. ووقع أسوأ هجوم في نوفمبر، عندما قاد رجل يُدعى "فان وي تشيو" سيارة رياضية متعددة الاستخدامات وصدم حشداً خارج مركز رياضي في مدينة تشوهاي الجنوبية، ما أسفر عن سقوط 35 شخصاً على الأقل وإصابة 43 آخرين.

ومنذ ذلك الهجوم، شددت بكين مراراً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وحثّت المسؤولين المحليين على تحديد الأشخاص المعرضين لارتكاب مثل هذه "الحوادث المتطرفة".

كما عرض معهد الأبحاث الرسمي أدوات تحليل جنائي للهواتف المحمولة مدعومة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة تتبع الهاربين. وسلّط ​​العديد من المصنّعين الضوء على أمن معدات الشرطة كنقطة بيع رئيسية.

وقالت إحدى الشركات إن أداتها قادرة على مراقبة استخدام معدات الشرطة، وخاصةً استخدام الإنترنت، للكشف السريع عن "النشر أو النقل أو التخزين أو المعالجة غير القانونية للمعلومات السرية"، وبالتالي "ضمان سرية وأمن أسرار الدولة وعمل الشرطة".

في العام الماضي، أجرت بكين تعديلات جوهرية لتوسيع نطاق قانون يهدف إلى حماية أسرار الدولة. وحثّت اللوائح الحكومية اللاحقة المصنّعين على "استخدام تقنيات وأساليب وعمليات جديدة لابتكار منتجات أمنية وسرية، بالإضافة إلى معدات تقنية سرية".

ووعدت اللوائح، التي دخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 2024، بمكافآت للأفراد والمنظمات التي "تساهم بشكل كبير" في تطوير هذه التقنيات.
الأمن السيبراني

كان على الزوار التقدم بطلب لحضور المعرض باستخدام رمز الاستجابة السريعة (QR code). وكان عليهم تقديم أسمائهم الحقيقية وأرقام هوياتهم، ثم الخضوع لعملية فحص قبل السماح لهم بدخول المعرض.

كان العديد من المشترين المحتملين في المعرض يرتدون زي الشرطة، وطلب بعض العارضين من الزوار إظهار بطاقات هويتهم قبل السماح لهم بتصوير منتجاتهم. في بعض الحالات، اقتصرت الأدلة الإرشادية على ضباط الشرطة فقط في ما يتعلق بالمنتجات التي لا يمكن شراؤها إلا من قِبل جهات إنفاذ القانون.

وظهر في قاعة المعرض شعار "بدون أمن سيبراني، لا يوجد أمن وطني"، فيما عرض معهد الأبحاث الثالث التابع لوزارة الأمن العام أداةً زعم أنها قادرة على مراقبة تطبيق تليجرام. وقال المعهد إن الأداة قادرة على مراقبة حسابات تليجرام المسجلة بأرقام هواتف محمولة صينية، والتي تفرض شروطاً صارمة على استخدام الأسماء الحقيقية.

حتى الآن، جمعت الأداة أكثر من 30 مليار رسالة، وراقبت 70 مليون حساب تليجرام، بالإضافة إلى 390 ألف قناة ومجموعة عامة، وفقاً للمعهد.

وأظهر فيديو ترويجي من المعهد كيف يمكن مراقبة معاملات المخدرات في المحادثات الجماعية، عن طريق تسجيل الدخول إلى تليجرام باستخدام رقم هاتف محمول صيني مخترق.

وأضاف المعهد أيضاً أنه يمكن مراقبة الرسائل على تليجرام التي تتناول مواضيع تتعلق بالسياسة وهونج كونج. أشار المعهد إلى الاستخدام الواسع النطاق لتطبيق تليجرام من قِبل المتظاهرين المناهضين للحكومة في هونج كونج عام 2019 كأحد أسباب تطوير هذه الأداة.

في البر الرئيسي للصين، يتعين على مستخدمي الإنترنت استخدام شبكات افتراضية خاصة (VPN) للوصول إلى تليجرام. إلا أن شركة تكنولوجيا من مدينة نانجينج الشرقية عرضت أداة قادرة على كشف هذا الاستخدام.

روّجت العديد من الشركات الأخرى لنماذج كبيرة لاستخدام الشرطة. وأكدت أن منتجاتها تعتمد على نماذج صينية مفتوحة المصدر مثل DeepSeek. وقالت إن نماذج الذكاء الاصطناعي هذه قادرة على مساعدة الشرطة في تحليل الأدلة بفعالية أكبر، وإدارة الأجهزة، والتحقيق في مسارح الجريمة، واستجواب المشتبه بهم.

وأعلنت شركة مقرها بكين أن أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها قادرة على إجراء اختبارات نفسية آنية على المشتبه بهم؛ لتسهيل "الاستجواب الذكي" و"اختراق دفاعاتهم النفسية" بسرعة.

كما روّجت شركات تقنية كبرى، مثل هواوي وآي فلاي تيك وهيكفيجن، لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، باعتبارها مناسبة للاستخدام في سياقات إنفاذ القانون.