تقرير أمريكي: كوريا الشمالية زوّدت روسيا بـ14 ألف جندي و100 صاروخ باليستي لدعم حرب أوكرانيا

في ظل تصاعد وتيرة الحرب الأوكرانية، تطفو على السطح تفاصيل مذهلة عن تحالف عسكري غير مسبوق بين روسيا وكوريا الشمالية، يُعيد تشكيل خريطة الصراع ويُهدد بتقويض الجهود الدولية لوقف إطلاق النار. تقارير استخباراتية أمريكية وأممية تكشف أن بيونغ يانغ زوّدت موسكو بما لا يقل عن 14 ألف جندي و100 صاروخ باليستي، بالإضافة إلى ملايين القذائف والذخائر، في صفقة تُعتبر الأكبر من نوعها منذ بداية الغزو الروسي.

تعززت علاقة روسيا وكوريا الشمالية في العام الحالي أكثر من أي وقت مضى، وتبادل مسؤولو البلدين الزيارات في إطار بناء شراكة جديدة في مجالات مختلفة، يتقدمها التعاون العسكري.

وكشف تقرير جديد لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، عن مدى عمق التعاون العسكري بين البلدين في ظل الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، مشيراً إلى مد بيونغ يانغ لموسكو بآلاف الجنود والصواريخ الباليستية لتعزيز تفوقها الحربي في أوكرانيا.

وبحسب التقرير، فإن المد العسكري الكوري الشمالي لروسيا شمل جنوداً وملايين الذخائر، بما في ذلك الصواريخ والقذائف.

وصدر التقرير يوم الخميس عن فريق مراقبة العقوبات متعدد الأطراف، وهي مبادرة مكونة من 11 عضواً من الأمم المتحدة، والتي تشكلت بعد أن أجبرت روسيا على حل لجنة سابقة تابعة للأمم المتحدة كانت تراقب تنفيذ العقوبات ضد كوريا الشمالية.

ويسلط التقرير الضوء على تعداد الجنود الكوريين الشماليين المقاتلين إلى جانب روسيا في أوكرانيا، إضافة إلى توضح النطاق المذهل وحجم الأسلحة المرسلة من بيونغ يانغ منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 2022.
دعم هائل

وخلص التقرير، إلى أن كوريا الشمالية أرسلت إلى روسيا ما يقارب 9 ملايين طلقة مدفعية وذخيرة في عام 2024؛ وأكثر من 11000 جندي في العام الماضي، و3000 جندي آخر في الأشهر الأولى من هذا العام، وقاذفات صواريخ، ومركبات، ومدافع ذاتية الحركة، وأنواع أخرى من المدفعية الثقيلة، وما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي.

وكشف التقرير أيضاً، أن "هذا التعاون غير القانوني بين كوريا الشمالية وروسيا ساهم في رفع قدرة موسكو على زيادة هجماتها الصاروخية على المدن الأوكرانية، بما في ذلك توجيه ضربات موجهة ضد البنية التحتية المدنية الحيوية".  

روسيا ترد الجميل

وأضاف التقرير، "في المقابل، زودت روسيا كوريا الشمالية بقطع متنوعة من الأسلحة والتكنولوجيا القيّمة، بما في ذلك معدات الدفاع الجوي، والصواريخ المضادة للطائرات، وأنظمة الحرب الإلكترونية، والنفط المكرر".

وأضاف التقرير، أن موسكو قدمت أيضاً بيانات تقنية لتطوير صواريخ بيونغ يانغ الباليستية، مما ساعد على تحسين توجيهها.

وخلص التقرير إلى أن هذه الإجراءات "تسمح لكوريا الشمالية بتمويل برامجها العسكرية ومواصلة تطوير برامجها الخاصة بالصواريخ الباليستية، المحظورة بموجب قرارات مجلس الأمن".

وتنفي روسيا باستمرار تلقي دعم عسكري من بيونغ يانغ، رغم وجود أدلة دامغة واتفاقية دفاعية تاريخية أُبرمت العام الماضي، تعهد فيها كل منهما "باستخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم مساعدة عسكرية فورية في حال تعرض الآخر لهجوم".

وسبق أن حذر بوتين من أنه سيزود بيونغ يانغ بالأسلحة إذا استمر الغرب في تسليح أوكرانيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، رفع حلفاء أوكرانيا حظراً على إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على روسيا، بعد أيام من قصف روسيا العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى بهجمات جوية مكثفة، في ظل تزايد إحباط الولايات المتحدة من بوتين بسبب عدم التوصل إلى اتفاق سلام.