إيران ترسل إشارات عاجلة للتفاوض بشأن برنامجها النووي عبر وسطاء عرب
تصاعد الدخان من مصفاة نفط جنوب طهران إثر ضربة إسرائيلية (أ ف ب)
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إيران أرسلت "إشارات عاجلة" عبر وسطاء عرب، عن رغبتها في إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات على برنامجها النووي، حسب مسؤولين في الشرق الأوسط، وأوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن "طهران، وفي ظل الحملة الجوية الإسرائيلية العنيفة، أبلغت مسؤولين عرباً بأنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات، شرط ألا تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم العسكري ضدها". وأضافت أن إيران "مررت أيضاً رسائل إلى إسرائيل مفادها أن من مصلحة الطرفين احتواء التصعيد ومنع توسع العنف".
ورغم هذه الرسائل، ذكرت الصحيفة أن "القيادة الإسرائيلية لا تجد سبباً لوقف الضربات، في ظل قدرتها على التحليق بحرية فوق العاصمة الإيرانية، والتأثير المحدود للهجمات الإيرانية المضادة". وقالت إن "تل أبيب تسعى إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمواقع النووية، وتقويض قبضة النظام على السلطة".
وحسب التقرير، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين بارزين، بينهم عدد كبير من كبار قادة سلاح الجو الإيراني، ما أدى إلى "عزلة متزايدة للمرشد الأعلى علي خامنئي".
ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن "الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية كان محدوداً، ويرى محللون أن تحقيق الأهداف الإسرائيلية قد يتطلب حرباً جوية طويلة الأمد".
كما كشفت الصحيفة أن طهران تسعى إلى "وقف مؤقت" للهجمات، لإعادة تنظيم صفوفها، وفي نفس الوقت تتجنب دخول الولايات المتحدة بسلاحها المتطور إلى المعركة.
ونقلت عن دبلوماسيين عرباً قولهم إن إيران تراهن على أن "إسرائيل لا تستطيع تحمّل حرب استنزاف طويلة"، كما تعتقد طهران أن إسرائيل "تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة" وقد تحتاج إلى الدعم الأمريكي لضرب مواقع مثل منشأة فوردو المحصّنة تحت الأرض.
ونقلت الصحيفة كذلك، عن مسؤول عربي "الإيرانيون يعرفون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل لوجستياً وعسكرياً، لكنهم يطالبون بضمانات بأنها لن تنخرط مباشرة في الهجمات".
وذكرت الصحيفة أن إيران أبلغت الوسطاء بأنها "قد تُسرّع برنامجها النووي وتوسّع نطاق الحرب" إذا لم تُستأنف المفاوضات مع واشنطن. لكنها لفتت إلى أنه "لا توجد مؤشرات على استعداد طهران لتقديم تنازلات جديدة"، مشيرة إلى أن الجهود الدبلوماسية لإدارة دونالد ترامب تعثّرت بعد رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم، قبل أن تنقطع المفاوضات بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وحسب الصحيفة، اعتبر مسؤول إسرائيلي رفيع قبل الهجوم أن "وقف التخصيب هو الحد الأدنى الذي يمكن لإسرائيل قبوله". وأشارت إلى أن المخاوف الإسرائيلية والخليجية تشمل أيضاً دعم إيران للميليشيات الإقليمية وبرنامجها الصاروخي.