أسوشيتد برس تكشف ترحيل مهاجر يمني إلى سجن في إسواتيني ضمن ترتيبات سرية أمريكية

كشفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن عملية ترحيل غير اعتيادية نفذتها السلطات الأمريكية الشهر الماضي، شملت خمسة مهاجرين مرفوضين، بينهم مواطن يمني، أُرسلوا إلى مملكة إسواتيني جنوبي القارة الإفريقية.

وبحسب الوكالة، فقد جرى ترحيل المهاجر اليمني إلى سجن عالي الحراسة في إسواتيني، إلى جانب أربعة مهاجرين آخرين من كوبا وجامايكا ولاوس وفيتنام، ضمن اتفاق غير معلن أبرمته إدارة ترمب مع السلطات المحلية في المملكة الإفريقية، التي تُعد آخر نظام ملكي مطلق في القارة.

الخطوة تأتي ضمن برنامج أمني مثير للجدل يهدف إلى الالتفاف على العقبات القانونية والإنسانية التي تحول دون ترحيل بعض المهاجرين مباشرة إلى بلدانهم الأصلية، حيث تُرسلهم الولايات المتحدة إلى "دول ثالثة" بموجب تفاهمات خاصة وبعيدًا عن أعين الرأي العام.

محامي المرحّلين أعرب عن قلقه إزاء ظروف احتجاز موكليه في إسواتيني، مؤكدًا أنهم مُنعوا من التواصل القانوني منذ 25 يوليو الماضي، وأنهم وُضعوا في زنازين انفرادية بانتظار ترحيلهم النهائي إلى بلدانهم، وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر وربما عامًا كاملًا بسبب التعقيدات الإجرائية.

وفي منشور مقتضب على منصة إكس، أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تنفيذ "عملية ترحيل جوي إلى دولة ثالثة"، ووصفت المرحّلين بأنهم "مجرمون أجانب يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني"، في حين رفضت حكوماتهم استقبالهم مجددًا. ونشرت الوزارة صور المرحّلين وهوياتهم دون تفاصيل إضافية.

وأعادت العملية الجدل حول السياسات المتشددة لإدارة ترمب في ملف الهجرة، بما في ذلك اتفاقيات الترحيل إلى دول ثالثة، وسياسة "صفر تسامح" التي فصلت آلاف الأطفال عن ذويهم، وتقليص أعداد اللاجئين، ومحاولات إلغاء برنامج "داكا" المخصص لحماية المهاجرين القُصّر.

يُذكر أن مملكة إسواتيني، المحاطة بجنوب إفريقيا من جميع الجهات، تواجه انتقادات حقوقية واسعة؛ بسبب سجلها في تقييد الحريات العامة والمعارضة السياسية، في ظل حكم الملك مسواتي الثالث منذ عام 1986، والمتهم باحتكار الثروة وإساءة استخدام السلطة.