هيكل: "في اليمن ليس هناك طرف محدد يمكن التفاوض معه"

رأى الكاتب والصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل، أن ما تعيشه اليمن "فوضى ليست جديدة، وأنه تداعيات لنحو خمسة عقود من الزمن، مشدداً على ضرورة التفكير في إيجاد بدائل قبيل استخدام السلاح، وأن اليمن أمام 30 عاماً كي تبدو ملامحه.

وأوضح هيكل، في حوار متلفز مساء الجمعة 10 أبريل 2015 على قناة "سي بي سي"، أن اليمن يعيش صراعات سلطة وصراعات قبلية وحروباً أهلية، مرجحاً أن الحل يكمن بوضعه داخل حزام صحي واقٍ وترك تفاعلاته والاحتشاد في المواقع المحيطة.

ولفت إلى أنه منذ قيام الثورة اليمنية، واليمن يحاول أن يخطو إلى عصر حديث، وليس هناك طرف محدد باليمن يمكن التفاوض معه، فاليمن حالة وليست أطرافاً.

وقال هيكل: إن مصطلح "القوة العربية المشتركة" يعود إلى الصراع العربي الاسرائيلي، مؤكداً أن قرار العمليات العسكرية السعودية "عاصفة الحزم" جاء قبل القمة العربية، لأن هناك أطرافاً لم تعد تستطيع الصبر، وأن أفضل شيء عملته تلك الدول المشاركة في التحالف، أنها لم تدخل في اشتباك بري حتى اللحظة.

وذكر أن العرب لم يبدأوا فى مواجهة الإرهاب بعد، وهم أمام مشكلة سرعة إيقاع ولابد أن نفرق باستمرار بين العاجل والضرورى.

وأضاف، أنه "كان يتوقع سقوط نظام هادي، قبيل الأحداث الأخيرة" وأنه لا يمكن احتلال اليمن عسكرياً.

وطالب هيكل الرؤساء العرب بعقد جلسات تصورات قبل اتخاذ القرارات، موضحاً أن سير الحوادث لا يتوقف على تولى "فلان" السلطة فى لحظة بعينها، لكنه متصل، ومن يجىء إلى السلطة لابد أن يعلم ماذا وقع قبله وأن يدرك تماماً أن التاريخ بدأ قبل أن يبدأ هو فى السلطة ولكن المشكلة أن هناك انسياقا طبيعيا إلى الماضي، وهذا خطر كبير.

وأعرب حسنين هيكل، عن اعتقاده أنه "كان يجب على السياسة المصرية أن تتخذ بعض المواقع قريبة من الصراع، لانريدها أن تتورط فى شيء، نريد أن تكون موجودة على الساحة، وهو جزء مما أثار كثيراً من المشاكل."

ونفى هيكل وجود أي اشتباكات على باب المندب.. وقال: الممرات البحرية الكبرى أكبر وأخطر من تولى القوى المحلية حمايتها. هناك أسطول أمريكى فى المحيط الهندى وفى البحر الابيض.. لايمكن أن نأخذ قراراً بغلق قناة السويس.. وباب المندب لسنا نحن المكلفين به.

وحول الدور الأمريكي في اليمن، أكد أن الولايات المتحدة ضربت فى اليمن بالفعل "الدرونز" قبل عاصفة الحزم منذ فترة قتلت 3000 شخص وعندما جاءت عاصفة الحزم أول شيء يفعلونه يقومون بإخلاء مركز به 100 خبير يتولون عملية التوجيه.

وقال: إن أحد مواقع التوجيه كانت موجودة فى أحد القصور الرئاسية فى ظل الفوضى في اليمن حتى الامريكان كانوا مشتركين وموجودين ويضربون ولكنهم اليوم يراقبون التصرفات.