عبدالعزيز ظافر: طرائف الإعلام السعودي (رأي)

من طرائف الإعلام السعودي
تحول أداء الإعلام السعودي في تغطيته للحرب على اليمن من الكذب المثير للغثيان إلى الكذب المثير للسخرية، وكما نلمسه في الأمثلة التالية:
1-نفي ارتكاب مجزرة بني زيلع:
-في تقرير صحيفة "سبق" المقربة من محمد بن نايف ولي العهد بشأن مجزرة قرية بني زيلع بميدي التي ارتكبتها طائرات الأباتشي بحق سكان القرية وراح ضحيتها أكثر من 25 مواطناً، سعت الصحيفة لتعزيز صحة النفي السعودي بارتكاب المجزرة بتقديم دليلين يؤكدان ذلك.
-الأول كان في قولها عدم دخول طائرات الهليكوبتر والأباتشي للعمق في الجانب اليمني لخطورة ذلك، وهى بذلك تتجاهل أمرين: الأول، أن طائرات الأباتشي تشارك في معارك مأرب وسط اليمن، كما شاركت قبل ذلك في معارك في لحج وأبين وشبوة. والثاني، أن قرية بني زيلع تقع في المناطق الحدودية القريبة من جيزان ـ أي أنها على الحدود وليست في العمق اليمني، وهذا الكلام يؤكد ارتكاب المجزرة وعجز الإعلام السعودي في تمرير أكاذيبه دون أن يثير سخرية المتابعين لمستوى العجز والإفلاس الذي وصل إليه.

2- فلم هندي: هروب هزازي
-أبرزت صحيفتا الوطن وسبق خبراً يتحدث عن عودة الجندي المفقود طلال هزازي إلى أرض الوطن بعد أسبوعين من اختطافه بواسطة ميليشيات التمرد الحوثي، وذلك بعد أن تمكن من الإفلات من قبضة الجماعة المتمردة التي أوقفته عقب أن ضل الطريق وتعمق داخل الأراضي اليمنية.

من طرائف الاعلام السعوديتحول اداء الاعلام السعودي في تغطيته للحرب على اليمن من الكذب المثير للغثيان الى الكذب المثير ل...

‎Posted by ‎عبدالعزيز ظافر معياد‎ on‎ 28 سبتمبر، 2015

-كان اطرف ما في رواية الجندي ليس اسمه "هزازي"، بل حديث صحيفة الوطن عن فرض الحوثيين حصاراً على الجندي لخمسة عشر يوماً، وكأنها تتحدث عن حصار موقع عسكري وليس جندياً. وللأسف مازال الغموض سائداً بشأن الطريقة التي تمكن بها هزازي من فك الحصار عن نفسه أو كيف تمكن من الصمود طيلة الأسبوعين هل بإنزال مواد غذائية بالمظلات أو عبر أنفاق تحت الأرض؟ أو كيف تمكن من اجتياز مسافة بطووووووووووووول 200 متر حتى وصل إلى الأراضي السعودية؟ يمكن في جزء ثانٍ!! في حين تحدثت سبق عن اختطاف الحوثيين له، وفي فقرة أخرى من تقريرها تتحدث عن كونه ضل الطريق. تخيلوا أربع روايات متضاربة في تقرير لايتجاوز الخمسة عشر سطراً، تارة ضل الطريق، ومرة اختطاف، وثالثة حصار، ورابعة عملية بطولية، وكان الأكثر لفتاً للانتباه في الفلم أن بطله ليس الجندي هزازي، بل ولي العهد، فصحيفة سبق خصصت عنوان تقريرها لإبراز شكر محمد بن نايف للأبطال الذين قاموا بتخليص هزازي، وبصورة توحي بعملية كوماندوز نفذتها القوات السعودية لتحرير الرهينة، وكان لافتاً تركيز غالبية التقرير على بطولات محمد بن نايف في العملية، ابتداءً بتوجيهاته بنقل الجندي بطائرة إخلاء طبي إلى مستشفى الأمن بالرياض، مروراً بشكره للأبطال الذين قاموا بتخليصه، وانتهاءً بتمكين عائلته من الاتصال به، وهى بطولات غطت على الحادثة نفسها.

3-برقية سلمان لهادي:
-كان الأمر المثير للسخرية في البرقية التي وجهها سلمان لهادي ونشرتها وكالة الأنباء السعودية يوم الأحد، وصف الزهيمر سلمان في برقيته الجوابية عودة هادي إلى عدن - بالصورة التي تمت - بالعودة المظفرة، إضافة إلى حديث سلمان عن تمكن هادي من الاستقرار في عدن، رغم أنه لم يمكث فيها سوى أربعة أيام، فكيف يمكن وصف ذلك بالاستقرار وهادي ظل يصلي صلاة المسافر خلال الثلاثة أيام التي مكث فيها، في حين كان يستعد في اليوم الرابع للمغادرة إلى نيويورك!! علاوة على تجنبه أداء صلاة العيد في ساحة العروض بخورمكسر، واكتفى بلقاء الوزراء والقيادات المدنية والعسكرية في مقر إقامته، وقام بزيارات سرية وسريعة لبعض المواقع العسكرية في عدن، واعتبار كل ذلك يعكس ما تحقق بحمد الله من نصر.