واشنطن بوست: القوات اليمنية أوجعت السعودية وقتلت وأسرت المئات من جنودها

نشرت صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية" تقريراً ميدانياً، كتبه مراسلها هيو نايلور، من نجران جنوب المملكة، يصف الهجمات اليمنية على المملكة بالقاتلة.

وقال التقرير، إن الآلاف من القوات السعودية تم نشرها على طول التلال جنوب المملكة، تكافح من أجل وقف الهجمات عبر الحدود من جانب المقاتلين اليمنيين الذين يطلقون الصواريخ بكثافة وينفذون عمليات برية قاتلة.

وكشفت الصحيفة، أن المقاتلين اليمنيين قتلوا وأسروا المئات من الجنود السعوديين في الصراع الذي وضع المملكة العربية السعودية في تحدٍ هو الأكبر على أراضيها منذ سنوات.

وأشارت الصحيفة، أن هذه الهجمات من قبل المقاتلين اليمنيين على الحدود، تأتي رداً على الحرب الجوية والبرية المدمرة بقيادة السعودية على اليمن. وبدورها امتدت عبر الحدود التي جلبت عواقب وخيمة، كما يقول اللواء السعودي سعد العليان، الذي يقود أكثر من 20،000 من القوات السعودية على طول الحدود الجنوبية.

اليمن تتحول إلى فيتنام المملكة العربية السعودية

وقال اللواء سعد العليان، "إنه في الأسبوع الماضي، فقط، 10 من رجالي قتلوا على أيدي هذه القوات على الحدود". وأضاف، أن "قواته تقاتل أمام كمائن متطورة على نحو متزايد من قبل المقاتلين اليمنيين ووحدات من الجيش اليمني".

وقال العليان، خلال مقابلة مع مراسل صحيفة الواشنطن بوست في مقره بنجران، التي ضربتها الصواريخ اليمنية، "إن بعضاً من قواته قُتلت في كمين، والبعض الآخر قتل بدم بارد".

وتقول الصحيفة، إن كثافة الهجمات والندوب التي تركتها الهجمات اليمنية على نجران، تعكس مدى وحشية القتال المكثف من قبل المقاتلين اليمنيين. الخدوش في الشوارع التي تبدو وكأنها حفر انفجرت بقذائف الهاون. وقد تم إغلاق العديد من المدارس، والبعض منها قد تعرضت لهجمات بصواريخ كاتيوشا وغراد. تم نقل الآلاف من السكان الذين يعيشون في المناطق الحدودية إلى مناطق أكثر أمناً، وتم إغلاق مطار نجران المدني بسبب القتال المكثف.

وقال عبدالله الناصر، مسؤول في إحدى رياض الأطفال في نجران (41 عاماً)، إن "الهجمات اليمنية تأتي فجأة، ولا تستطيع أن تفعل أي شيء لها".

وأشارت الصحيفة، أنه قتل الآلاف من المدنيين وتفاقمت الأزمة الإنسانية في البلد الفقير - عندما تدخل التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

في المقابل - كما تورد الصحيفة - سعى الثوار والوحدات العسكرية المتحالفة الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بإلحاق الألم بالمملكة العربية السعودية من خلال شن هجمات مكثفة عبر الحدود.

كما تشير تقارير وسائل الإعلام اليمنية، بانتظام، أن الثوار اقتحموا في عمق المناطق الجنوبية من المملكة، بما في ذلك نجران.

ويأتي القتال وسط موجة من الهجمات في المملكة التي يتبناها تنظيم "داعش"، بما في ذلك تفجير انتحاري في أكتوبر تشرين الأول بمسجد في نجران. وعلاوة على ذلك، أجبر المسؤولون السعوديون لحشد عدد هائل من الجنود على طول الحدود اليمنية في وقت تعاني حكومة السعودية من ضائقة مالية وتراجع أسعار النفط والنفقات الباهظة الثمن في حربها على اليمن ودعمها القيادة الاستبدادية على نحو متزايد في مصر ودعم المتمردين في الحرب الأهلية في سوريا.

وقال تيودور كاراسيك، وهو محلل متخصص في قضايا أمن الخليج، إن "التهديد الحوثي الصالحي لجنوب السعودية هو جزء من من مخططات بأن نجران يمنية".

وأضاف، على الرغم من أن جزءاً من الأراضي السعودية، تاريخياً مزعومة بأنها مناطق يمنية، سكان نجران والأراضي المحيطة بها صلات عائلية وثقافية قوية للمجتمعات المحلية في اليمن.