اجتماع لوزراء داخلية أوروبا بعد غلق طريق البلقان

يعقد وزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس (العاشر من مارس/ آذار) اجتماعا ليومين في بروكسل لبحث أزمة الهجرة وخصوصا خطة العمل التي أعدها الاتحاد وتركيا فيما باتت طريق البلقان مغلقة أمام المهاجرين.
 
ويرى دبلوماسيون أن الاقتراحات المقدمة من تركيا تحتاج إلى مزيد من البحث بين رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وأنقرة، قبل أن تطرح للنقاش على الدول الأعضاء في الاتحاد.
 
والشق الأبرز في مسودة الاتفاق التي احتجت عليها منظمات غير حكومية ولا تحظى باجماع الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد، يتضمن موافقة تركيا على أن تعيد إلى أراضيها طالبي اللجوء الذين وصلوا بطريقة غير شرعية إلى اليونان، بمن فيهم السوريون الفارون من الحرب في بلادهم. في المقابل يتعهد الأوروبيون باستقبال لاجئ سوري من مخيمات في تركيا مقابل كل تستقبله تركيا من اليونان. كما طلبت أنقرة من بروكسل مضاعفة المساعدة الأوروبية الموعودة إليها من ثلاثة إلى ستة مليارات يورو لاستيعاب 2,7 مليون سوري متواجدين على أراضيها.
 
في حين أعلن الوزير التركي المكلف بالشؤون الأوروبية فولكان بوزكير اليوم الخميس إن تركيا لن تعيد المهاجرين المتواجدين في الجزر اليونانية إلى أراضيها في إطار مشروع الاتفاق الذي بحثته الاثنين خلال القمة مع الاتحاد الأوروبي. وقال بوزكير في مقابلة مع وكالة أنباء الاناضول التركية إن "الاقتراح الذي قدمته تركيا لا يشمل المهاجرين المتواجدين في الجزر اليونانية" موضحا أن الذين سيشملهم قرار الإعادة يقدرون "بعشرات الآلاف" وليس بـ "الملايين".
 
وسينظر القادرة الأوروبيون في خطة العمل مع تركيا ويضعون اللمسات الأخيرة عليها بحلول القمة المقبلة المرتقبة في 17 و 18 آذار/مارس الجاري في بروكسل.
 
وبات طريق البلقان مغلقا منذ يوم أمس الأربعاء بعد قرار سلوفينا عدم السماح بمرور لاجئين عبر أراضيها، في إجراء هدفه ثني المهاجرين الجدد عن القدوم إلى أوروبا لكنه يزيد مخاطر حصول أزمة إنسانية في اليونان. وانتقدت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل الإجراءات الأحادية الجانب التي اتخذتها الدول الواقعة على طريق البلقان معتبرة أن إغلاقه أمام المهاجرين "لا يحل المشكلة". وقالت ميركل لاذاعة "أم دي آر" العامة "لا نحل المشكلة عبر اتخاذ قرار أحادي الجانب". وأضافت "إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق مع تركيا، فلن تتمكن اليونان من تحمل عبء (المهاجرين) لفترة أطول".
 
في حين رحب توسك بهذا التطور قائلا إن "تدفق المهاجرين غير الشرعي على طريق البلقان الغربي انتهى. إنها ليست تحركات أحادية الجانب وإنما قرار مشترك من الدول الأعضاء الـ 28". وأضاف رئيس المجلس الأوروبي "أشكر دول البلقان الغربي على تطبيق قسم من الاستراتيجية الشاملة للاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الهجرة".
 
وبعكس ما جاء في البيان الختامي للقمة الأوروبية- التركية، فإنه لن يشار إلى طريق البلقان بأنه أغلق، وإنما يذكر فيه أنه "يجب انتهاء موجة المهاجرين غير الشرعيين عبر طريق دول غرب البلقان" حيث كان اعترض ألمانيا واليونان بشدة على الإشارة في البيان إلى أن طريق البلقان "أغلق".