تفاصيل جريمة الداخلية..

إبراهيم علي ياسين الريمي (23)عاماً هو اسم الضحية الذي اعتقلته السلطات الأمنية قبل 3 أسابيع بتهمة محاولة تفجير معهد "يالي" لتجعل منه جنازة لا تقوى على الكلام إلا بصعوبة بالغة على الرغم من تبرئته بعد ساعات من الاعتقال، فقد اُنزل به العذاب دون رحمة خارج القانون وبدون أية تهمة تذكر سوى أنهم "الأمن" كما يقول شقيق إبراهيم أرادوا تلفيق تهمة الإرهاب بشقيقه إكراهاً. ويسرد وليد قصة شقيقه الراقد على سرير المستشفى دون حركة بالقول: انه في الشهر الماضي أوصل إبراهيم راكباً إلى جوار معهد يالي على متن دراجته النارية وحال وصوله أعطاه الراكب ثمناً تافهاً قدر بـ(100) ريال رغم المسافة التي استغرقها للوصول إلى ذلك المكان الأمر الذي جعل إبراهيم يرفضها ودخل معه في مشادة كلامية، لكن أحد المارة تدخل وأضاف من عنده (100) أخرى. أثناء محاولة إبراهيم العودة من نفس المكان - أضاف وليد نقلاً عن شقيقه الذي سرد له القصة فور الإفراج عنه وقبل أن تظهر عليه مضاعفات الألم - أتى ثلاثة عساكر بزي الأمن أثناء محاولته تجاوز الحواجز المنصوبة أمام المعهد وامسكوه من الخلف ثم باشروه بالصفع مباشرة وسحبوه إلى داخل كنتيرة يقبع فيها ثلاثة عشر ذئباً من الجنود انهالوا عليه بالضرب المبرح لمدة ساعتين، وتابع وليد: بعد ان مل الجنود من ضربه داخل الكنتيرة قاموا بإخراجه إلى الشارع على مرأى طلاب المعهد الذين لم يصدقوا حقيقة تلك التهمة. وسارع مدير المعهد بالخروج إلى الشارع ليشاهد تلك الوحشية التي أراقت دم ابراهيم ورمته في حالة إغماء شديدة، سائلاً الجنود عن السبب، فردوا عليه انه إرهابي حاول تفجير المعهد فيما إبراهيم نفسه لا يعرف ان في المكان معهداً أصلاً. من معتقل الجنود إلى التحقيق في الأمن السياسي تم تبرئة إبراهيم هناك، حيث كان موقع وزارة الداخلية قد أورد اسم ابراهيم ومعلومات عن مكانه واسمه وفي وقت لاحق حذف الخبر ونشر ما قال إنها "كشف لملابسات الحادثة" واتهامه من قبل الأجهزة، الأمنية بمقاومة السلطات ومحاولة الاعتداء على رجال الأمن حينها قام صناع الجريمة ومن يقفون وراء اعتقاله بأخذه مباشرة إلى قسم المجمع الصناعي، وهناك تم إنزال أشد العذاب به من الصفع بالأيدي إلى الهراوات واستخدام العصا الكهربائية وغيرها من وسائل التعذيب الأشد إيلاماً كي يعترف بالتهمة الملفقة ضده، حيث أجبروه على توقيع أوراق لا يعرف محتواها، وكان مدير معهد يالي الأمريكي عزيز الحدي قد نفى الأخبار التي نشرت بشأن محاولة تفجير مبنى المعهد وقال إنها عارية عن الصحة. في سجن البحث الجنائي، يقول وليد: ظل ابراهيم مختطفاً دون السماح لنا بمقابلته إلا بعد خمسة أيام، فقد طلب منا المحقق في البحث محمد الطشي الادعاء بأنه مريض نفسياً لأجل الموافقة على إخراجه مقابل ضمانات من عاقل حارة.. لكن وبعد وساطة وتقديم رشاوى حظينا بفرصة رؤيته من على بعد ثلاثة أمتار، حسب قوله، عندها يستذكر وليد خيالات الصورة التي كان عليها شقيقه إبراهيم وتسببت في شعوره بالتعاسة قائلاً: لم أكن قد رأيت تلك الصورة لا في جوانتانامو أو ابوغريب كما تعرضها شاشات التلفاز، فقد بدا إبراهيم عارياً إلا من سروال صغير، مقيد الأيدي بالأرجل بسلسلة وراكعاً إلى الأسفل مع العلم أن يده اليسرى بدت مكسورة.. مشيراً إلى ان رؤية بقع الدم على رأسه ووجهه كانت قد ضاعفت من هول المنظر. حين سألت إدارة السجن لماذا تعملون بأخي هكذا، قال وليد، كانت الإجابة منهم: انه مجنون وفي حالة نفسية معقدة وأحياناً يقولون لنا اخوكم محبوس "من فوق". إبراهيم حاول التحدث من على سرير المرض ولم يستطع لكنه اكتفى بالقول ان أسوأ ما تعرض له في سجن البحث هو إجباره على تعاطي حبوب "ديزبام" و"بلتان" رغبة منهم بجعله رجلاً مدمناً يسهل تلفيق أي تهمة به. وهي حبوب تستخدم لحالات الجنون والتشنجات. منذ الإفراج عنه يقبع إبراهيم على سرير المرض بعد مسلسل مرعب من التعذيب، فيما رجال الأمن الماسكون بمصائر الناس يمارسون القمع والاضطهاد ضد أبرياء زج بهم في لعنة الإرهاب لتحقيق صفقة تجار الأمن الكبار. وفي حين لم يعد الناس يشعرون بحرية التحدث على سجيتهم وسادت المدن أحاديث عن عمليات اغتيال واعتقال غير مبررة تسري شائعات أيضاً عن اختفاء أناس أبرياء، وهو ما يزيد من شعور التوتر عند الناس.