تقرير DW : "تنازل" السيسي عن جزيرتين للسعودية يثير غضب المصريين

في ظل تكتم شديد، فوجئ المصريون بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، أسفرت عن اعتراف مصر بأن جزيرتي صنافير وتيران (المتنازع عليهما) سعوديتان، في الوقت الذي وقعا على اتفاقية إنشاء صندوق استثمار بـ60 مليار ريـال.

بعدما انتشرت الكثير من التغريدات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المصريين متهمة الحكومة المصرية ببيع أراض من مصر مقابل "الرز الخليجي"، متسائلين عن بنود الاتفاقية، اضطرت الحكومة المصرية إلى إصدار بيان قالت فيه إن " الرسم الفني لخط الحدود... أسفر عن وقوع جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية."

ووقعت مصر والسعودية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما يوم أول أمس الجمعة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر تستمر خمسة أيام يوقع فيها الطرفان على أكثر من 25 اتفاقية تعاون اقتصادي واستثماري يبلغ مليارات الدولارات، في ظل احتياج مصر للاستثمارات والعملة الصعبة، واحتياج السعودية إلى إعادة هيكلة استثماراتها وسعيها للاستعداد لمرحلة ما بعد النفط خاصة في ظل انخفاض سعر البترول.

- إعلان رسمي مصري بسيادة السعودية على جزيرتي "تيران" و"صنافير"

وجاء الاتفاق، حسب بيان الحكومة، بعد عمل شاق وطويل استغرق أكثر من 6 سنوات، انعقدت خلالها إحدى عشرة جولة لاجتماعات لجنة تعيين الحدود البحرية بين البلدين، آخرها ثلاث جولات منذ شهر ديسمبر 2015 عقب التوقيع على إعلان القاهرة في 30 يوليو 2015، لكن الحكومة لم تتحدث سابقا عن هذه الجولات، وهو ما أشعر المصريين بالغضب.

‫#‏عواد‬-باع-أرضه الأبرز في تويتر

وفيما روج مؤيدون للسيسي لاتفاقية وأشادوا بها مستشهدين برواية الدولة، أيد الدكتور عمرو حمزاوي رواية الحكومة، غير أنه استنكر عدم تعاطي الحكومة والتعامل بشفافية مع الشعب قبل التوقيع على الاتفاقية.

 

وفي المقابل انتشرت الكثير من الهاشتاجات الغاضبة منها "عواد باع أرضه" الذي تصدر تويتر، ولا "للترسيم"، خاصة أن المنهج الدراسي الذي يدرسه المصريون يقول إن الجزيرتين مصريتين، كما تقول هيئة تنشيط السياحة على موقعها إنه يجب زيارة جزيرة تيران عند زيارة شرم الشيخ لما تحويه من شعب مرجانية.

وتساءل مصريون إن كانت الحكومة ستغير التاريخ من أجل إرضاء السعودية ومقابل جني بعض الأموال.

- وسم "عالمي" أطلقه المصريون: ‫#‏عواد_باع_ارضه‬

وكانت الحكومة قد قالت في بيانها "الجدير بالذكر أن جلالة الملك (الراحل) عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير 1950 أن تتولى (مصر) توفير الحماية للجزيرتين وهو ما استجابت له وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ."

لكن كثير من المصريين فندوا هذه الرواية واعتبروها رواية سعودية، ومنهم الإعلامي الساخر باسم يوسف الذي علق على صفحتيه في تويتر وفيس بوك تحت هاشتاج #عواد-باع-أرضه بشكل مفصل على الموضوع مدللا على أن الجزيرتين مصريتين وليستا سعوديتين.

و"عواد باع أرضه" هي صورة غنائية من التراث الشعبي المصري، وتحكي أن فلاحا مصريا يسمى عواد كان يمتلك قطعة أرض .. حضر فرح العمدة .. أعجبته الراقصة والمغنية " وهيبة التي استطاعت أن تستحوذ على كل رصيده النقدي .. بل أجبرته على بيع أرضه .. وذهبا معا في رحلة شهر عسل .. فيخسر معظم ماله.

 

وسخر أحد النشطاء على تويتر قائلا "ما هو لو كان الممثل هاني رمزي باع حقنا في المال العام في فيلم عايز حقي كان زمنا مش زعلانين أن السيسي باع تيران وصنافير".

كما طالب نشطاء بأن يتم استرداد "أم الرشراش" إيلات حاليا، من إسرائيل إذا كانت مصر تسعى لحصول كل على حقه.

ويقول باسم يوسف في تدوينته الطويلة على فيس بوك ردا على بيان الحكومة المصرية " بما أن الحال وصل بينا أن "نحلل" التنازل عن أرضنا و بنقول إنها أصلا مش بتاعتنا، أنا أنقل هنا التايم لاين بتاع تطور الموضوع بتاع الجزر لحد عمل شرح وافي جدا. مع حفظ حق اللي كتبه و مع الشكر . برجاء القراءة وما تصدقوش الكلام الفارغ أننا "استلفناهم". اتفاقيات الأمم المتحدة و الدولة العثمانية و كامب ديفيد كلهم بيأكدوا انها بتاعتنا.

- باسم يوسف ينقل "التايم لاين بتاع تطور موضوع الجزر"

وأشار إلى أن ترسيم الحدود البحرية بين مصر و الدولة العثمانية سنه 1906 م وأعطى جزيرتى تيران وصنافير لمصر و الوثائق موجودة و تشهد بذلك... والتقرير الرسمي للأمم المتحدة بعد التحكيم الدولي بين مصر و إسرائيل يتحدث عن شكل الحدود المصرية و أن تيران و صنافير مصرية بدءا من الصفحة 15".

اتفاق مخالف للدستور؟

وتعود أهمية الجزيرتَيْن إلى قيمتهما الكبرى في التأمين الدفاعي الاستراتيجي للجزء الجنوبي لشبه جزيرة سيناء والمياه الإقليمية المصرية قُبالة شمال الساحل الشرقي لمصر على البحر الأحمر، كما أنهما من الأهمية بمكان في صدد إغلاق خليج العقبة بالكامل في حال اندلاع أي حرب مع إسرائيل.

 

ويمكن ربط الاهتمام السعودي بتحديد الحدود البحرية لها في البحر الأحمر، سواء مع مصر أو مع كلٍّ من الأردن والسودان، بعدد من الاكتشافات التي تمت في السنوات الأخيرة، وقالت بأن هذه المناطق تحمل مبشرات عدة بثروات هائلة.

كما أكد أعضاء في مجلس النواب أنه يجب عرض الأمر على استفتاء شعبي، حسبما تنص المادة 151، باعتبار أن ترسيم الحدود من أعمال السيادة وعدم الاكتفاء بعرض الأمر على مجلس النواب (المؤيد للحكومة) للتصديق عليه، حسب بيان الحكومة.

وزار الملك السعودي مجلس النواب اليوم وألقى خطابا أكد فيه أن أمام مصر والسعودية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية وتعاون مشترك.

فيما، رأى المفكر الاجتماعي الدكتور نادر الفرجاني أن ما يحدث من اتفاقات بين مصر والسعودية ما هي إلا "محاولة، لإنقاذ الحكمين في مصر والسعودية"، مشيرا إلى أن هذه المحاولة ستفشل، مؤكدا أن "مملكة آل" سعود تمر بأحلك أوقاتها منذ إنشائها في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي.

وأضاف على صفحته على فيس بوك: "من وجهة نظر ما، مملكة متداعية مثل هذه تستحق التحالف مع مثل هذا الحكم العسكري. ولكنهما في احتضانهما لبعضهما أثناء السقوط من حالق، يرفعان من وزن الكتلة الساقطة ويسرّعان من ثم بالوصول إلى قاع الهاوية السحيق".

ودخلت إسرائيل على الخط التي رفضت مشروع بناء الجسر البري الذي يربط بين السعودية ومصر، وعارضت على إنشائه، كونه يشكل تهديدا لأمن إسرائيل، من جهة جنوب البلاد بمنطقة مدينة إيلات.