تصعيد جديد مع أنقرة والمفوضية الأوروبية تحذر إردوغان شخصياً

تصعيد جديد بين أنقرة وبرلين من جهة على خلفية اتهامات رفضتها الأخيرة، وبينها والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى ومع الرئيس التركي شخصيا هذه المرة باعتباره "مسؤولا إذا فشلت أنقرة في الوفاء بمعايير الاتحاد".

ردا على دعوة قوية وجهها الاتحاد الأوروبي لتركيا لاستئناف الحوار السياسي مع جماعات المعارضة وحماية ديمقراطيتها ووصف التطورات الأخيرة فيها "بالمقلقة للغاية"، قالت تركيا الثلاثاء 8 نوفمبر/ تشرين الثاني إن الاتحاد الأوروبي فقد مصداقيته.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن تعليقات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني بشأن تركيا "غير مقبولة". مضيفة أن التكتل أخفق في تفهم حساسيات أنقرة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

يونكر يحذر إردوغان شخصيا

من جانب آخر وجه جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية تحذيرا شخصيا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء من أنه سيكون مسؤولا إذا فشلت أنقرة في الوفاء بمعايير الاتحاد الأوروبي اللازمة لإعفاء الأتراك من تأشيرة دخول دول التكتل.

وكان عرض الاتحاد الأوروبي تيسير نظامه المتعلق بالتأشيرات جزءا من اتفاق في مارس/ آذار وافقت تركيا بمقتضاه على وقف تدفق اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي عبر اليونان.

ولكن يونكر قال في كلمة في بروج إنه لن يجري إلغاء التأشيرات إذا لم تلتزم تركيا بالمعايير وبينها تعديلات على قوانينها المتعلقة بالإرهاب.

وقال "كل ما تفعله السلطات التركية اليوم يدفعني إلى الاعتقاد بأنه في نهاية الأمر لا تريد تركيا أن تكون مستعدة لاحترام المعايير الأوروبية."

وتابع أنه إذا لم يتم إعفاء الأتراك من تأشيرات دخول دول التكتل فإن إردوغان سيكون عليه أن يفسر للأتراك لماذا حدث ذلك. وأضاف "نحتاج تركيا... ولكن لا يمكننا التخلي عن مبادئنا الرئيسية."

ويخوض الاتحاد الأوروبي مرحلة حساسة في علاقته مع تركيا الواقعة بين أوروبا والشرق الأوسط المضطرب. ومنذ اتفاق في مارس آذار نجحت تركيا في وقف تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا عبر اليونان بعد وصول نحو مليون شخص منهم العام الماضي.

وفي المقابل فإن الاتحاد الأوروبي -الذي يوفر مساعدات للاجئين السوريين في تركيا- تعهد بإحياء محادثات عضوية تركيا في الاتحاد وبتيسير تأشيرات زيارة الأتراك إلى أوروبا.

برلين ترفض "مزاعم" أنقرة

في اتجاه آخر رفض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الثلاثاء مزاعم نظيره التركي بأن ألمانيا تدعم جماعة حزب العمال الكردستاني المسلحة وقال إن مثل هذه الأحزاب المتطرفة محظورة في ألمانيا.

وقال شتاينماير "حزب العمال الكردستاني والأحزاب المتطرفة الأخرى محظورة باعتبارها جماعات إرهابية هنا. إنها تواجه محاكمات جنائية.

"لهذا لا يمكنني أن أفهم التعليقات الصادرة في تركيا اليوم بشأن ألمانيا. تكرار المزاعم لا يجعلها صحيحة."

واتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو برلين يوم الثلاثاء بالسماح لحزب العمال الكردستاني وجماعة يسارية متطرفة أخرى- وكلاهما نفذ هجمات مسلحة في تركيا- بالعمل على الأراضي الألمانية دون خوف من عقاب.