مرتزقة العدوان ينهبون أثار مدينة معين التاريخية

 

تتعرض مدينة "معين" الأثرية الواقعة في الجهة الشرقية الجنوبية للحزم عاصمة محافظة الجوف اليمنية، لمئات وربما الآف العمليات التخريبية والنبش المتعمد والنهب المنظم وفـي كل جزءٍ منها في اعتداء سافر وصارخ للحضارة والتراث الإنساني لهذه المدينة العريقة التي تعود نشأتها إلى القرن الأول قبل الميلاد.

 

وقال مصدر قبلي في الجوف لـ "خبر" للأنباء، إن مدينة مملكة "معين" التاريخية تتعرض للنهب بشكل مستمر من قبل مسلحين موالين لتحالف العدوان السعودي وبعض العناصر من سكان المناطق الزراعية المحيطة بها.

 

ولفت، إلى أن الناهبين قاموا بالنبش واحداث حفريات بعمق 40 متراً داخل هذه المدينة التاريخية بحثاً عن قطع أثرية لنهبها.

 

وأوضح، أن عددا من الأعمدة الأثرية الشبيهة بأعمدة عرش بلقيس "معبد بران" الأثري الشهير بمأرب تعرضت للنهب خلال الفترة الماضية.

 

الجدير بالذكر أن مدينة مملكة "معين" الأثرية ومحيطها تخضع لسيطرة المرتزقة والمجاميع الموالية للعدوان السعودي والفار عبد ربه منصور هادي.

 

في السياق، دعت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية، كافة أطراف الحرب إلى الحفاظ على المواقع والمدن التاريخية والأثرية باعتبارها "تراثاً إنسانياً عالمياً وشاهداً حضاريا خالدا".

 

وناشد مهند السياني رئيس الهيئة في تصريح لوكالة "خبر"، عدم نبش ونهب أثار مدينة معين التاريخية وكذا المواقع والمدن الأثرية أو إهدائها ..!!

 

ودعا طرفي الحرب في اليمن إلى تحمل مسؤوليتهم في حماية المواقع والمدن التاريخية الخاضعة في نطاق سيطرة كلا الطرفين، وطالب كل المنظمات الدولية المعنية ومحبي وعشاق التراث والحضارة اليمنية أن يعملوا معنا لإيقاف الاعتداء المتكرر على تراث اليمن العريق.

 

وتعرضت مواقع أثرية يمنية للتدمير والضرر جراء المعارك بين وحدات الجيش اليمني واللجان من جهة ومجاميع التحالف السعودي من جهة ثانية في عدة مناطق من ضمنها مدينة البيضاء الأثرية بمديرية المصلوب وقلعة القاهرة بمدينة تعز وغيرها.

 

وتعرضت العشرات من مواقع التراث الإنساني والمعالم التاريخية والثقافية والمدن المعمرة والحصون والقلاع وبيوت متحفية في اليمن للتدمير الكلي أو الجزئي؛ بسبب الضربات الصاروخية والجوية للتحالف السعودي – المنتظمة - على مدى أكثر من عامين، ومن بينها مدينة صنعاء التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي، ومدينة شبام كوكبان، ومدينة براقش، وسد مأرب التاريخي، وعرش الملكة بلقيس، ومعبد الشمس... وغيرها.

 

 

نبذة تعريفية: مملكة "معين" التاريخية

 

43 موقعا أثريا في محافظة الجوف بين ثنايا التاريخ وكثبان الرمال صنعتها أنامل أبناء الدولة المعينية التي ازدهرت خلال العصر الأول من تاريخ اليمن القديم وكانت إحدى الكيانات السياسية المجاورة للدولة السبئية الأم في بلاد العرب الجنوبية تدور في فلكها، معين حضارة دولة اشتهرت بالرخاء والازدهار ولها دور عظيم في تشييد وبناء السدود العملاقة وإقامة المدن والمستوطنات التاريخية.

-مملكة معين هي مملكة عربية قديمة نشأت في اليمن في الألفية الأولى ق م، فتحتها مملكة حمير في القرن الأول قبل الميلاد. كانت عاصمتهم معين أو قرناو أو القرن والتي تقع حاليا شرق صنعاء. يقيت من آثارهم أطلال معبد للصنم عثتر (عشتار). وبيوت مسورة ونقوش وكتابات. كانت تعتمد على التجارة وخصوصا تجارة البهارات واللبان. كان الحكم فيها ملكيا وراثيا.وكان يطلق على الملك لقب مزود أي المقدس.

 

وكان المعينيون شعب هود يعملون في التجارة مع مصر وبلاد الرافدين، أُسندَ اقتصادهم على الزراعةِ وتصديرِ اللبانِ، والتوابل، والأسلحة، ومواد أخرى. وفي أقصى اتساع ملكهم امتد حكمهم على يثرب والعلا وفدك وتيماء والحجر كما هو مدون على النقش المعيني وسيطروا على معظم طرقِ التجارة في جنوب الجزيرة العربية، بحسب موقع الموسوعة الحرة - ويكيبيديا.

 

تقع مدينة معين التاريخية تحديداً جنوب شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف التي تبعد عنها بحوالي10 كيلومترات تقريباً ، وهي إحدى أهم واكبر المدن المعينية ولا تزال حتى وقتنا الحاضر تحتفظ ببعض المعالم الأثرية كالأبراج وأجزاء من السور الحجري الذي يبلغ ارتفاعه 15 متراً وله بوابتان أحداهما غربية والأخرى شرقية وتتخلله أبراج المراقبة وفتحات للرشق بالسهام كما يوجد بداخل المدينة المعبد الذي حمته الأسوار ، فيما لا تزال معظم كنوزها ومعالمها الأثرية مطمورة تحت الرمال ولم يتم التنقيب عنها واكتشافها بعد، وقد ظلت مدينة معين الأثرية مأهولة بالسكان حتى القرن الثاني عشر الميلادي وخلت من السكان منذ تسعة قرون تقريباً .

 

 

 

 

اقرأ المزيد :