‏أمريكان كونزيرفيتف: يجب إنهاء الحرب المشينة على اليمن

تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ضرورة تحميل التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية عن جرائمه في اليمن، وخاصة تلك التي ترتكب ضد الأطفال، وقالت "انه لا يمكن ببساطة السماح للتحالف بقيادة السعودية، وعناصر التمكين الأمريكية التي توفر المعدات العسكرية والتزود بالوقود الجوي والاستهداف، بمواصلة قتل المدنيين وتدمير ما تبقى من اليمن. وهذا هو السبب في أنه من الضروري أن نشجب علنا الذبح غير المبرر للأبرياء، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى تعرية وفضح المملكة العربية السعودية وداعميها الأمريكيين للبحث عن نهاية إنسانية للجحيم الذي يكتوي به الشعب اليمني".

 

ونتفق مع كل هذا، ونأمل أن لا يتمكن السعوديون وحلفاؤهم من ابتزاز الأمم المتحدة لإبعادهم عن القائمة السوداء هذه المرة. وكل ما نأمله أيضا هو أنه يجب أن يكون هناك أكثر من مجرد تعرية وفضح للجناة وشركائهم في تقرير للأمم المتحدة لتغيير سلوكهم الوحشي في اليمن.

 

ولم تشعر قوات التحالف والقوات الغربية التي تدعمها بالحرج من خلال العديد من التقارير على جرائم الحرب التي ارتكبوها في اليمن ولم تؤد تلك التقارير الى جعلهم يوقفون الحرب. كما لم تشعر بالخجل جراء دورها في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم ولم تجعلهم يرفعون الحصار الجوي والبحري المفروض على الشعب اليمني.

 

وضع التحالف على القائمة السوداء لقتله وتشويهه الأطفال هو بداية جيدة في وضع المزيد من الضغط عليه.

 

وما لم تؤمن حكومات التحالف أن علاقتها مع الولايات المتحدة تتعرض للخطر بسبب استمرار الحرب، فإنها ستستمر في حملتها الفاشلة. إن الدعم الأمريكي للحرب على اليمن كارثي، وأحد الطرق لإنهاء ذلك هو التركيز على الحرب وعواقبها المروعة أكثر بكثير مما شهدناه على مدى العامين والنصف الماضية.

 

وأفيد ان السعوديين يشددون في الامم المتحدة على انهم يقدمون "مساعدات كبيرة" الى اليمن قبيل اصدار التقرير الذي يمكن ان يضعهم في قائمة العار. لكنهم بذلك يحاولون صرف النظر عن جرائمهم في اليمن من خلال الحديث عن المساعدات التي قدموها، وتجنبا لإدراج التحالف في قائمة الأمم المتحدة السوداء للقوات التي تضر بالأطفال، وهذا جزء من جهودهم الدعائي الأكبر لتجنب الانتقادات عن العديد من جرائم الحرب التي ارتكبتها قواتهم في اليمن.

 

وفي حين أن هذا قد يؤثر على بعض أعضاء مجلس الشيوخ السذج، نعتقد بأن السعوديين سوف ينجحون هذه المرة.

 

إن مقدار المعونة التي يدعي السعوديون انهم قدموها، مقارنة بالمبالغ التي أنفقتها المملكة على الحرب حتى الآن، لا يساوي شيئا مقابل الاحتياجات اليمنية الهائلة. والأكثر من ذلك، لا يزال السعوديون وحلفاؤهم يذبحون ويجوعون اليمن، كما ان حصارهم عامل رئيسي في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

 

ولا يمكن للسعوديين أن يتوقعوا منا أن نؤمن بأنهم يريدون التخفيف من معاناة اليمنيين في وقت يتسببون في الكثير من المعاناة ومن ثم يعيقون إيصال المساعدات.

 

إن دمار البلاد ومن ثم تقديم بعض المال دون وقف هذا الدمار المستمر هو محاولة خبيثة للادعاء بأن الحكومة الأكثر مسؤولية عن التسبب في الكارثة الإنسانية هي المنقذة.

 

صحيفة "‏اميركان كونزيرفيتف"
*دانيال لاريسون