في ذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر.. ملحق الدفاع البريطاني لدى السعودية واليمن: لم تدخل قوة لغزو اليمن إلا وهُزمت

بعد خمسين عاما على تخليها عن موطئ قدمها الإمبراطوري في عدن، تشارك بريطانيا مرة أخرى في المنطقة - وهذه المرة تدعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن. لكن العقيد بريان ليس، ملحق الدفاع البريطاني لدى السعودية واليمن، يقول في الذكرى الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر اليمنية، إنه لم يسبق أن فاز أحد بحرب في اليمن.

 

وقد شن التحالف الذي تقوده السعودية وبدعم كبير من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حملة جوية شرسة لاستعادة سلطة عبدربه منصور هادي. لكن الحرب لم تظهر أي علامة على انتهائها ووصلت إلى حائط مسدود، في وقت أصابت البلد بالمجاعة والكوليرا. وقد قتل حوالي 10 آلاف مدني وأصيب 40 ألفا آخرون.

 

ويقول منتقدو الحرب السعودية إن على بريطانيا التزاما أخلاقيا وتاريخيا بوقف بيع الأسلحة إلى مملكة الخليج التي تبلغ أكثر من 5 مليارات جنيه منذ بداية الحملة العسكرية، وعزل الرياض دبلوماسيا لتغيير مسارها.

 

ويعتقد العقيد بريان ليس، الذي كان أيضا رئيسا لمخابرات الدفاع البريطانية في واشنطن في الثمانينيات، أن تعزيز جهود المساعدات لليمن لا يمكن أن تفعل شيئا تقريبا للمساعدة في حل الأزمة.

 

وقال بريان لشبكة RT الناطقة بالانجليزية: "نحن لا نملك النفوذ الدبلوماسي للقيام بذلك بعد الآن"، مشيراً إلى أن الحكومات المتتالية قد فشلت في الاستماع إلى خبرائهم في الشرق الأوسط.

 

وأضاف: "لقد ارتكبنا خطأ فادحا في العراق وضاعفنا ذلك الخطأ من خلال دعمنا الجانب الخطأ في معظم أزمات الربيع العربي".

 

وقال "أعتقد، على سبيل المثال، أننا ارتكبنا خطأ كبيرا في ليبيا - وهذه كارثة. لقد دعمنا الجانب الخطأ في سوريا، لأن ما حدث في سوريا هو السماح فقط للإرهابيين المتطرفين بالاستفادة من الوضع". وأضاف: "لم نلعب بشكل جيد على الإطلاق في الشرق الأوسط، وأخشى أن يقودنا ذلك إلى أخطاء كبيرة".

 

وتساءل بريان: هل يمكن أن يفوز السعوديون في اليمن؟ وكان جوابه: "أعتقد أنه من غير المحتمل، لأنه وبحسب تجربتي، لم يسبق أن فاز أحد في حرب في اليمن".


وقال: "أرسل الرومان فيلقا إلى اليمن في محاولة للسيطرة على طريق البخور، وفور وصوله إلى اليمن اختفى الفيلق تماما ولم يعرف أحد أين ذهب. ولكن إذا رأيت التضاريس والناس هناك، ستعرف جيدا ما حدث له".

 

وأضاف: "فشل المصريون بشكل فظيع. فشل السوفييت بشكل فادح في الجنوب. لذلك أخشى أن تكون اليمن واحدة من تلك الأماكن في العالم، مثل أفغانستان، حيث لم يفز فيها أحد".

 

مؤكداً أن "القرار في الأخير سيكون انسحاب التحالف بقيادة السعودية. ولكن بالطبع هذا يعني فقدان ماء الوجه. وفقدان ماء الوجه ليس أمرا سعيدا".

 

واختتم بريان تصريحه لشبكة RT الناطقة بالانجليزية بالقول: "كان الشيء الأفضل بالنسبة للسعوديين عدم الذهاب إلى الحرب في المقام الأول. عندما قرروا الدخول، لم يكن لديهم أي استراتيجية للخروج من اليمن.. وهذا خطأ عسكري كبير".