ماذا سيحدث لو اختفت الشمس؟.. توقعات علمية لما سيحدث للعالم عند اختفائها

لو استيقظت يوماً ولم ترَ الشمس، هل سترى القمر؟ كيف سيكون شكل الأشجار؟ ماذا عن المسطحات المائية والمحيطات؟ هل ستبقى الكائنات الحية على قيد الحياة؟ وهل ستتغلب الكائنات الدقيقة على تلك المشكلة؟

 

إذا اختفت الشمس فجأةً من الوجود، فإنّه لن يكون لديك أي شيء يدعو للقلق، في الواقع للدقائق الثماني الأولى فقط ومع ذلك، فإنّها لن تكون النهاية اللحظية للحياة على الأرض كما قد تتصور.

 

يستغرق الضوء حوالي ثماني دقائق للوصول إلى كوكب الأرض قادمًا من الشمس. لهذا السبب لو حدث واختفت الشمس، فإنّه ما زال بإمكاننا أن نرى ذلك في السماء لمدة ثماني دقائق أخرى. ولكن ماذا عن الجاذبية؟ كما نعرف الشمس هي نقطة الارتكاز للنظام الشمسي أجمع وإنّ حجمها يعادل كتلة الأرض 333,000 مرة، لذا فإنّها تبذل قوة سَحب ضخمة جدًا من أجل المحافظة على الكواكب ثابتة في مداراتها. لو اختفت كل تلك القوة الجاذبية فإنّها ستستغرق منا ثماني دقائق لنشعر باختفاءها، وذلك بحسب نظرية آينشتاين للنسبية “الجاذبية تسير بنفس سرعة الضوء”.

 

بعد ذلك، لا تزال الحياة مستمرة على الأرض، ولا تزال الكهرباء تعمل، وسوف يستغرق الأمر ساعة تقريبًا حتى ينعكس الضوء من كواكبنا إلى الأرض مرة أخرى، لذلك سيكون هناك توهج سلمي في السماء.

 

لكن مع عدم وجود ضوء الشمس فإنّ عملية البناء الضوئي سوف تتوقف، وهذا من شأنه أن يقتل بعض النباتات فقط، حيث إنّ هناك بعض الأشجار الكبيرة التي يمكنها البقاء على قيد الحياة لعقود دون الحاجة لذلك.

 

في غضون بضعة أيام ستبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، وبالتأكيد فإنّ أيّ إنسان يُترك على سطح الكوكب سوف يموت قريبًا مع تزايد انخفاض الحرارة. أما في غضون شهرين، فإنّ سطح المحيط سوف يتجمد ولكنه سيستغرق ألف سنة أخرى لتجميد بحارنا. ولكن وبحلول ذلك الوقت سينهار الغلاف الجوي وستتسرب الإشعاعات إلى ما بعد الغلاف الجوي، وبهذا فإن الأرض ستكون مقفرّة قاحلة تسير بلا هدف في الفضاء.

 

سيتمثّل التغيّر الأبرز في تحوّل كوكب الأرض إلى مكان مظلم شديد البرودة كما لم تعرفه من قبل، عملية تعاقب الليل والنهار أيضًا ستتأثّر، وذلك لأنها ناتجة عن دوران الأرض المستمر حول الشمس، مشكّلةً تلك المنظومة التي نضبط بناءً عليها تقويمنا، فنحدد ساعات النهار بأنها تلك التي تخلل أجزاء الكرة الأرضية التي تواجه الشمس أثناء دورانها حولها، لتحلّ بعد ذلك ساعات المساء مع ابتعاد هذه الأجزاء عن مواجهة الشمس خلال عملية الدوران، أمّا إذا اختفت الشمس فسيلجُ النهار في الليل في غضون 8 دقائق ونصف، وهو الزمن الذي يستغرقه ضوء الشمس ليصل إلى سطح الأرض.

ستنخفض درجة حرارة الكوكب خلال أسبوع إلى صفر فهرنهايت، أي ما يعادل 17.8 درجة مئوية سالبة، سيكون بردًا قارسًا ولكن غير كافٍ لتجمد الجنس البشري وصور الحياة الأخرى على سطح الكوكب، لن يحدث ذلك بشكل فوري على الأقل! غياب الشمس يعني توقف عملية البناء الضوئي، التي تحوّل النبات فيها ضوء الشمس إلى طاقة تمكّنها من الحياة، موت النباتات سيُفقِد الحيوانات آكلة العشب مصدر غذائها، مما يعني موتها ثمّ موت الحيوانات آكلة اللحوم.

 

ستستغرق الكرة الأرضية سنة كاملة لتهبط درجة حرارة سطحها إلى 100 فهرنهايت تحت الصفر، إي ما يعادل ٧٣٫٣ درجة مئوية سالبة، سيكون الجليد عند هذه النقطة شديدًا بما فيه الكفاية للقضاء على مُختلف أجناس الكائنات مع عدم توفّر مصدر مستقرّ للطاقة والحرارة.

 

لن تقتصر تأثيرات غياب الشمس لمدة أسبوع على سطح الأرض فقط، بل ستمتدّ لتطال الفضاء الخارجي أيضًا، في الوقت الذي تغزل فيه الأرض حول محورها، فإنها تدور حول الشمس، التي يفوق قطرها قطر كوكب الأرض بمقدار 100 مرّة، ما يكسبها قوّة جذب عملاقة تشكل مركزًا لجميع كواكب المجموعة الشمسية، بدون هذه الجاذبية ستعوم الكواكب في الفضاء، مما يجعل الأرض عرضة للاصطدام بأي كوكب آخر أو مذنب أو نيزك.

 

لكن من حُسن حظنا جميعًا، إنّ الشمس لا تظهر أيّ علامات للاختفاء في أي وقت قريب.

 

*المصدر: curiosity + howstuffworks