بيان رئاسي اممي صاغته السعودية.. ومجلس الامن يفشل في رفع الحصار على اليمن

حذرت الأمم المتحدة من أن إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل مولدات المستشفيات اليمنية وضخ المياه النظيفة سوف تنفد خلال أقل من ثلاثة أسابيع ما لم يرفع التحالف بقيادة السعودية حصاره الخانق على اليمن.

وقال عدد من رؤساء وكالات الأمم المتحدة الإنسانية إن الإغلاق المفروض على الموانئ البرية والبحرية والجوية في اليمن يزيد من تدهور الوضع الكارثي بما يهدد حياة الملايين.

وناشد رؤساء منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، التحالف السماح بدخول الإمدادات المنقذة للحياة إلى اليمن استجابة لما أصبح أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وتأتي هذه التوقعات الوشيكة في الوقت الذي يقانل فيه اليمن واحد من أسوأ تفشي الكوليرا في العالم، حيث اصيب ما يقرب من مليون شخص، وتوفي حوالي 2200 شخص.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق انه بالاضافة الى معاناة عمال الاغاثة على الارض فان مخزونات لقاحات الدفتريا سوف تفرغ في غضون اسبوعين ما لم يسمح بدخول المساعدات الى البلاد.

وحذر مساعد الامم المتحدة مارك لوكوك الاسبوع الماضي من انه اذا لم يتم رفع الحصار فان اليمن سيواجه "اكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة مع ملايين الضحايا".

وبعد اسبوع من سماع هذا التحذير الشديد، بدا مجلس الامن الدولي عاجزا اليوم عن دفع التحالف الذي تقوده السعودية لرفع الحصار عن المساعدات الانسانية.

واحتج أولوف سكوغ سفير السويد، العضو غير الدائم في مجلس الامن الدولي، لدى الأمم المتحدة على عدم إحراز أي تقدم بهدف فك الحصار عن اليمن وادخال المساعدات الإنسانية على الرغم من الدعوات التي وجهتها الامم المتحدة إلى السعودية.

وقبل اسبوع، كانت السويد وراء الدعوة لعقد اجتماع لمجلس الامن للمطالبة بأن يرفع فوراً الحصار الذي يفرضه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية التي تشن حربا على اليمن.

وقال السفير سكوغ "المشكلة هي أنه حتى يوم أمس، أي بعد اسبوع من الاجتماع، لا تزال هناك مشكلات هائلة ولم يتم تسجيل أي تقدم لفتح المعابر لايصال المساعدات الانسانية".

وأشار سكوغ متحدثا للصحافيين بشكل خاص إلى "ميناء الحديدة ومطار صنعاء"، وهما منفذان اساسيان لإيصال المساعدات الإنسانية، وقال إنه يجري التفكير في مبادرة أممية جديدة لحلحلة الوضع.

الى ذلك حصلت "وكالة خبر" على نسخة من البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي حول اليمن في 8 نوفمبر 2017.

وقال مصدر اممي، وآخر صحفي في الامم المتحدة لـ"وكالة خبر"، إن مصر، وهي عضو غير دائم بالمجلس وتستخدمها السعودية لتمرير مشاريعها على حساب اليمنيين في مجلس الامن، وزعت الاسبوع الماضي، مشروع بيان ادان الهجوم الصاروخي على الرياض ودعا "الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح" الى وقف اطلاق الصواريخ الى المملكة، ولكنه لم يذكر اي حصار للمعونات ولا يشير إلى الحصار السعودي ولم يناقش الوضع الانساني في اليمن.

وأضافت المصادر الاممية لـ"وكالة خبر" ان المملكة العربية السعودية هي من صاغت البيان الرئاسي، وانتقد الدبلوماسيون البيان المقترح لعدم وجود توازن، وقالوا انهم لا يتوقعون ان يوافق عليه المجلس، مبينيين ان البيان الرئاسي لا يشير إلى الحصار السعودي ولم يناقش الوضع الانساني في اليمن، ولا يوجد ذكر للحالة الإنسانية في اليمن، رغم ان الأمم المتحدة حذرت من أن أكبر مجاعة على اعتاب البلاد ما لم يتم رفع الحصار.

وفي الوقت نفسه، كثف مسؤولو المساعدات في الأمم المتحدة نداءاتهم لكن دون جدوى.

وقال منسق المساعدات في الأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك هذا الأسبوع: "إن الأثر الإنساني لما يحدث هنا الآن لا يمكن تخيله".

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن المخزون الحالي من الأرز سوف ينفد في غضون 111 يوما والقمح في غضون 97 يوما، في حين ارتفعت أسعار السلع الأساسية ارتفاعا كبيرا.