دور إيران "الخبيث" في اليمن تحت مجهر مجلس الأمن

السياسة الإيرانية في اليمن تشكل أوضح نموذج على اعتماد طهران على وكلاء محليين لمد نفوذها في المنطقة، بغض النظر عما ينجم عن هذه السياسة من توترات وما يترتب عليها من خسائر في البلد المستهدف، وهو ما يتجسد على الساحة اليمنية الغارقة في حرب تحرص إيران، باستمرار، على مدها بالوقود لسد أي أفق للحل السلمي وعرقلة أي جهد في هذا الاتجاه.

ويلفت مشروع قرار معروض على مجلس الأمن الدولي، الانتباه مجددا للدور الإيراني في تأجيج النزاع المسلح في اليمن من خلال مواصلة إمداد ميليشيا الحوثي بالسلاح، لاسيما الصواريخ الباليستية المستخدمة من قبلهم في القصف العشوائي الذي لا يوفر مدنا وتجمعات سكانية في داخل اليمن، وأيضا داخل أراضي المملكة العربية السعودية المجاورة.

وتترسخ قناعة لدى المجتمع الدولي، لاسيما القوى المهتمة بالملف اليمني، بأن من الصعوبة بمكان تحقيق أي اختراق باتجاه حلحلة هذا الملف في ظل الدور السلبي الذي تقوم به طهران وعملها المتواصل على تشجيع الحوثيين وإسنادهم لوجستيا وسياسيا لمواصلة الصراع وعدم الاستجابة لمبادرات الحوار التي رعتها الأمم المتحدة دون جدوى.

وأفادت وكالة "خبر"، مصادر سياسية ودبلوماسية محلية وغربية وثيقة الاطلاع، أن المنظمات الدولية والمحلية تبذل قصارى جهدها لتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية.

وأشارت المصادر، أن الأمم المتحدة في صدد إصدار قرار يصنف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية.

ويقول بروس ريدل، المستشار السابق لرؤساء امريكا لوكالة "خبر": "يشير لقاء القيادي الحوثي محمد عبدالسلام بالوزير الإيراني إلى أن الطرفين ملتزمان بزيادة التعاون والتنسيق ضد التحالف في اليمن".

وتتضمن مسودة القرار رغبة كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا في أن يدين مجلس الأمن الدولي إيران بشكل صريح لمواصلتها إمداد مليشيا الحوثي بالصواريخ الباليستية، وعدم التزامها باتخاذ أي إجراء لوقف انتهاك الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى اليمن.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي رسميا، تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا أمميا إلى اليمن، خلفا للدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وتتحدث دوائر سياسية لصحيفة "العرب" اللندنية، عن رغبة أممية في تنشيط جهود السلام المتوقفة في اليمن، غير أن مراقبين يخفضون من سقف التوقعات بالنظر إلى وقوع الطرف الأساسي في الأزمة، جماعة الحوثي في دائرة التأثير الإيراني، فيما طهران لا تبدو صاحبة مصلحة في إنهاء الحرب باليمن ما سيعني خسارتها لورقة تستخدمها في الصراع على النفوذ بالمنطقة.

وقال دبلوماسيون، إن مسودة قرار تجديد عقوبات الأمم المتحدة على اليمن لعام آخر ستسمح أيضا للمجلس المؤلف من 15 عضوا بفرض عقوبات ضد "أي نشاط له صلة باستخدام الصواريخ الباليستية في اليمن.

وقال الدبلوماسيون، إن بريطانيا أعدت مسودة القرار بالتشاور مع الولايات المتحدة وفرنسا قبل طرحها على المجلس بكامل أعضائه، الجمعة.

ويكشف تقرير الأمم المتحدة أكثر بكثير من مجرد انتهاك العقوبات الإيرانية. ويُتهم المتمردون الحوثيون ليس فقط بإطلاق الصواريخ الباليستية إلى السعودية، بل أيضا استخدام شعب اليمن كدروع بشرية واختطاف الأطفال اليمنيين والزج بهم في جبهات القتال.

ويفترض أن تجري الموافقة على مسودة القرار في السادس والعشرين من فبراير الجاري، إذا لم تتم مواجهتها بحق النقض (الفيتو) من قبل أحد الأعضاء القارين بمجلس الأمن، وتحديدا من قبل روسيا.

ودعت بريطانيا إيران لوقف الأنشطة التي يمكن أن تهدد بتصعيد الصراع الدائر في اليمن بعد أن توصلت لجنة خبراء من الأمم المتحدة إلى أن صواريخ ومعدات عسكرية إيرانية ظهرت في اليمن بعد حظر السلاح.

وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في بيان نشرته الخارجية البريطانية: "أدعو إيران لوقف الأنشطة التي تهدد بتصعيد الصراع ودعم التوصل لحل سياسي للصراع الدائر في اليمن".

وحذر تقرير وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، لتقييم التهديد العالمي للولايات المتحدة للعام 2018، من أن دعم إيران للحوثيين في اليمن يزيد من تصعيد الصراع، ويشكل تهديدا خطيرا للشركاء والمصالح الأمريكية في المنطقة.

وتبدي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتماما متزايدا بتحجيم دور إيران في محيطها الإقليمي وهو ما يستدعي بالنتيجة، حسب مراقبين، تحجيم الأذرع التابعة لطهران على غرار مليشيا الحوثي في اليمن.

وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز: "منذ التوقيع على الاتفاق النووي زاد دعم النظام الإيراني للميليشيات الخطيرة وجماعات الإرهاب بشكل ملحوظ. وبدأت صواريخها وأسلحتها المتطورة تظهر في مناطق الحرب في كل أنحاء الشرق الأوسط".

وفي أحدث قصف باستخدام تلك الصواريخ، حاولت ميليشيا الحوثي، الأحد، استهداف مدينة المخا على الساحل الغربي لليمن بصاروخ، لكن الدفاعات الجوية للتحالف العربي تصدت له وأسقطته دون تسجيل خسائر مادية أو بشرية.