منظمة حظر الأسلحة: ضحايا هجوم دوما ربما يكونوا قد تعرضوا لخليط من المواد السامة

أمستردام (رويترز) - فتحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الاثنين تحقيقا لتحديد ما إذا كان عشرات الأشخاص قتلوا في هجوم قرب العاصمة السورية دمشق ربما بخليط سام من غازي السارين والكلور.

وقال أحمد أوزومجو مدير المنظمة إنها تتعامل ”بقلق بالغ“ مع ما يُشتبه بأنه هجوم بالأسلحة الكيماوية في مدينة دوما الواقعة خارج دمشق يوم السبت.

وقال شهود وعاملون في المجال الطبي إن 60 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب ما يربو على ألف آخرين عندما أصابت قنبلتان مستشفى ومباني قريبة. وتلقى نحو 500 شخص العلاج من مشاكل في التنفس في أعقاب الهجوم.

وكان الكثير من الضحايا يختبئون تحت الأرض بعد أن شنت القوات الحكومية هجوما جويا وبريا على دوما، وهي أخر مدينة تسيطر عليها قوات المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية. ويمكن للغاز السام أن يتغلغل في أماكن الاختباء التي يتعذر على القنابل الوصول إليها.

وكان محققو المنظمة قد تعرضوا لهجمات في مهمتين سابقتين لزيارة مواقع هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا ومن غير المتوقع أن يعيدوا الكرة في دوما.

وسيستعيضون عن ذلك بإجراء مقابلات مع شهود وجمع عينات دم من الناجين، بالإضافة إلى الحصول على بيانات عن الطلعات الجوية العسكرية، وهي أساليب أثبتت فعاليتها في التحقيقات السابقة.

وذكرت المنظمة في بيان أن بعثتها لتقصي الحقائق والتي تحقق بالفعل في استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية السورية تجمع كل المعلومات المتاحة للتأكد ما إذا تم استخدام أسلحة كيماوية.

وسيكون ضمن عمل المنظمة، التي يقع مقرها في لاهاي، توضيح العنصر الكيماوي الذي تم استخدامه بما في ذلك احتمال أن تكون المنطقة قد تعرضت لخليط من المواد السامة .

ونفت الحكومة السورية أن قواتها شنت أي هجوم كيماوي، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مثل هذه الإدعاءات كاذبة وتمثل استفزازا.

وقال شهود في دوما إنهم شموا رائحة كلور في أعقاب الهجوم فيما قال أطباء إن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشبه أعراض استنشاق غاز أعصاب.

وقال الأستاذ رافييل بيتي، وهو طبيب شاهد مقاطع مصورة التقطت في موقع الحدث، إن المرضى ظهرت عليهم تشنجات شبيهة بتلك الناتجة عن التعرض للتسمم بغاز السارين.

وأضاف بيتي ”كل الشواهد تشير إلى أن الكلور استخدم أثناء الهجوم الثاني لإخفاء استخدام السارين في الوقت ذاته“.

وقال طبيب في موقع الحدث إن بعض المرضى كانوا يعانون من نفث الدم، أو السعال الدموي، وهو أحد الأعراض التي ظهرت في أعقاب هجمات كيماوية سابقة في سوريا.

وكان تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد خلص في عامي 2016 و2017 إلى أن القوات الحكومية السورية استخدمت غازي الكلور والسارين مرارا طوال فترة الحرب الأهلية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن قدرتها المحدودة على الوصول للمنطقة منعتها من تدريب العاملين في المجال الطبي في دوما على الاستعداد لمواجهة الهجمات بالأسلحة الكيماوية.

وعلى الرغم من تمكنها من تسليم كميات من الأتروبين، وهو دواء يستخدم لإنقاذ الأرواح في حالة التعرض لغاز الأعصاب، قال المتحدث باسم المنظمة طارق جاساريفيتش إنه ”لا يوجد أبدا ترياق للكلور في حال التأكد من استخدامه، ويقتصر العلاج على معالجة الأعراض.“