مليشيا الحوثي تترجم هزائمها في الساحل الغربي بقصف صاروخي للرياض

ربطت مصادر سياسية يمنية ومحللون أمريكيون، استهداف مليشيا الحوثي لمناطق سعودية بقصف صاروخي باليستي، بأسباب محلية تتمثل في الخسائر الكبيرة التي مني بها المتمردون خلال الأيام الماضية وتراجعهم السريع في مناطق بالغة الحيوية لهم على رأسها الشريط الساحلي الغربي وصعدة والبيضاء، وأخرى إقليمية ودولية، تتمثل في الضغوط الشديدة المسلطة من المجتمع الدولي على إيران، والتي بلغت مداها مع الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، فيما طهران نفسها هي مصدر الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في قصف السعودية، وقد تكون مصدر الأوامر بالقصف وتحديد مواعيده وفق الأجندة الإيرانية.

وتدور أبرز المعارك، حاليا، على محور الساحل الغربي حيث لم تعد مدينة الحديدة بمينائها الاستراتيجي بعيدة عن جهود التحرير التي تضطلع بها قوات يمنية جيدة التنظيم والتسليح والتدريب ومدعومة بشكل استثنائي من قبل القوات الإماراتية، العاملة ضمن التحالف بقيادة السعودية.

وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران دفعة صواريخ باليستية باتجاه العاصمة السعودية يوم الأربعاء في هجوم قالت سلطات المملكة إنها اعترضته في سماء الرياض.

ومن المقرر أن يختبر الدفاع المدني السعودي يوم الخميس نظام إنذار تحت مسمى (تجربة صافرات الإنذار) في الرياض وغيرها من المناطق بالمملكة. وطلب الدفاع المدني من المواطنين أن يتوجهوا إلى أماكن آمنة لدى سماعهم الصافرات.

وقالت وكالة رويترز، إن الهجوم الصاروخي الحوثي وقع بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق عالمي مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وقد يشير إلى تصعيد للتوترات بين الرياض وطهران.

لكن خبراء عسكريين أكدوا أن الأحداث الميدانية قد تكون تجاوزت طهران في اليمن مع اقتراب هزيمة وكلائها الحوثيين.

ويقول خبراء ومحللون يمنيون وغربيون في إفاداتهم لوكالة "خبر"، إن الحوثيين يعيشون حالة انهيار غير مسبوقة، خاصة مع اشتعال جبهات متعددة وأبرزها معركة الساحل التي تقودها ألواية حراس الجمهورية، بقيادة العميد الركن طارق صالح، التي كبدت المليشيات خسائر كبيرة وانهيارات متتالية في صفوفها.

وقالت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، إن الحوثيين عانوا، بشكل واضح، منذ اغتيالهم الرئيس صالح، سلسلة من النكسات العسكرية والسياسية والاقتصادية الهائلة والتي بدورها أضعفت موقفهم.

وفي حديثه عن الانهيارات المتتالية لمليشيا الحوثيين، أكد مايكل هورتن كبير خبراء مؤسسة "جيمس تاون" الاستخباراتية الأمريكية لوكالة "خبر"، أن القوى التي يقودها العميد طارق صالح ساهمت كثيراً في انهيار الحوثيين من الداخل لما لها من معرفة عميقة بقادة الحركة المتمردة.

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن مصرع الصماد كان جزءاً من هجوم التحالف بقيادة السعودية على الحديدة. مشيرة إلى توجيه الإمارات جهودها لدعم طارق صالح، ابن أخ الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي يقود هجوماً لانتزاع ميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة المتمردين الحوثيين.

ونجحت قوات المقاومة الوطنية وألوية حراس الجمهورية بمساندة المقاومة الجنوبية والتهامية ودعم من التحالف العربي، في تحقيق انتصارات ضخمة، مهدت للإعداد لعملية عسكرية واسعة لتحرير الحديدة وما تبقى من الساحل الغربي لليمن، من ميليشيات الحوثي الإيرانية، والاقتراب من إعلان "ساعة الصفر".

وكانت ألوية حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق صالح وألوية العمالقة والمقاومة التهامية، قد أعلنت الانتهاء من الإعداد للعملية العسكرية، مشيرة إلى أنها بانتظار ساعة الصفر للتقدم باتجاه الحديدة، بعد أن تم قطع الإمداد عن الحوثيين هناك.

ويقول خبراء عسكريون، إن استعادة الحديدة سيزيد من رقعة القوات الحكومية وإنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب وقطع الإمدادات الإيرانية لهم عن طريق البحر، وحصرهم في المناطق الداخلية والجبلية، بحسب الخبراء.

وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية، إن إيران تستغل الوضع بدعمها المتمردين الحوثيين وتستخدم اليمن "ساحة اختبار" لأنشطتها الخبيثة.