موسكو تستقبل ولي العهد السعودي في افتتاح كأس العالم

يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع القادم بزيارة إلى روسيا، ستمثّل امتدادا للتطوّر السريع في علاقات البلدين، وانعكاسا لما تعبّر عنه كلّ من الرياض وموسكو من رغبة في رفع مستوى التعاون بينهما في العديد من المجالات الاقتصادية والعلمية، والأمنية الدفاعية.

وستتزامن الزيارة التي أعلن عنها، الجمعة، ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، مع انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم والتي يشارك فيها المنتخب السعودي، حيث أكد بيسكوف أن الأمير محمّد سيحضر الافتتاح، غير مستبعد أن يلتقي الرئيس الروسي ولي العهد السعودي على هامش العرس الكروي العالمي.

وتبدي القيادة الروسية اهتماما متزايدا بالتحرّك صوب منطقة الخليج، وخصوصا باتجاه كلّ من السعودية والإمارات، لما تراه من فرص كبيرة في الشراكة الاقتصادية معهما، إضافة إلى وزنهما السياسي والأمني المتزايد والذي يؤهلهما للعب أدوار رئيسية في معالجة قضايا المنطقة وحفظ استقرارها، خصوصا وأنّ موسكو طرف مباشر في بعض ملفات المنطقة، وتحديدا الملف السوري.

وفي المقابل يجد البلدان في الشراكة مع روسيا، إثراء للشراكات التي يقيمانها مع مختلف القوى العالمية. ويخدم التقارب بين روسيا وبلدان الخليج لا سيما السعودية عملاق صناعة النفط العالمية، استقرار أسعار البترول بعد ما شهدته من تذبذب.

ويعرف تاريخيا أنّ المملكة العربية السعودية حليف كبير للولايات المتحدة، لكنّ نزعة أكثر براغماتية، بدأت تبرز لدى القيادة السعودية الجديدة ممثلة بولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان وتدفعها إلى نسج شبكة علاقات عبر العالم أكثر توازنا مع مختلف القوى الفاعلة على الساحة الدولية، وأقل ارتهانا لشريك واحد.

وكان الأمير محمّد قد زار موسكو أواخر مايو 2017 حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفتح معه العديد من الملفات بما في ذلك ملف التعاون متعدد الأوجه.

كما قام الملك سلمان بن عبدالعزيز في أكتوبر من العام نفسه بزيارة إلى روسيا وصفت بالتاريخية.

ويمثّل التعاون في المجال الدفاعي وجها آخر من أوجه الشراكات الواعدة بين السعودية وروسيا.

ومؤخرا أعلن السفير السعودي في موسكو رائد بن خالد القرملي أن المحادثات بين الرياض وموسكو بشأن توريد منظومات الدفاع الجوي الروسية أس 400 إلى السعودية تسير بشكل جيد، مرجّحا أن تتم الصفقة بعد انتهاء المراجعة الفنية.

واتّجهت السعودية، المرتبطة تقليديا في تسليح قوّاتها بالسوق الأميركية، إلى السوق الروسية لاقتناء منظومة الدفاع الجوي الأكثر تطوّرا، بحثا عن أفضل الوسائل لتأمين مجالها وحماية مرافقها ضدّ التهديدات الصاروخية.