خطة إسقاط صنعاء.. "المؤامرة"

أعادت صحيفة "المنتصف" الأسبوعية، نشر ملف المؤامرة، وخطة إسقاط العاصمة صنعاء، الذي كانت قد نشرته، في وقت سابق من العام الماضي. وقالت الصحيفة: إن إعادة نشر الملف يأتي بالتزامن مع الأحداث التي شهدها مجمع وزارة الدفاع "العرضي"، مشيرةً في معرض حديثها، إلى أن خطة إسقاط صنعاء، التي اعتمدتها قيادات المعارضة، وجناحها العسكري، بهدف إسقاط الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على إيقاع عجلات قاطرة الربيع العربي المزلزل. وكشفت الصحيفة الأسبوعية في حلقتها الأولى ضمن سلسلة حلقات قادمة عن خطة معدة للتنفيذ على قدم وساق تهدف إلى إسقاط العاصمة بصورة كاملة في أيدي التمرد العسكري والفرقة المنشقة، والميليشيا القبلية والدينية والحزبية المتقاطرة على العاصمة من كل ناحية وصوب. وذكرت الصحيفة أن شواهد وحُججاً على الأرض كانت دليلاً لاستقراء الوقائع والأحداث والربط بينها للوصول إلى خلاصة موضوعية مفادها أن ثمة مخططاً كاملاً تنتهي غايته بإسقاط العاصمة صنعاء، فيما تشير المعلومات إلى تزامن التهاب الجبهات في أرحب ونهم وخط مأرب والحصبة ومناطق شمال غرب العاصمة وقطع خط الحديدة-صنعاء بما يؤدي إلى النتيجة الوحيدة المتوقعة. وبحسب الصحيفة، فإن الخطة تضمنت، البدء في العلميات العسكرية، من السائلة عند جسر الزبيري من جهة الشمال المواجهة للعرضي وترسم دائرة واسعة تشمل صنعاء القديمة وشعوب والمشهد وهبرة ونقم وشارع خولان ثم شارع تعز وصولاً للسائلة مرة أخرى، وامتداداً عبرها إلى جسر الزبيري نفسه من الجهة الجنوبية، وتتوج بالتلاحم واقتحام العرضي بآلية وتكتيك أقرب ما يكون لما حدث الخميس الماضي. وفيما لم يكن أحد يملك فكرة متواضعة عما يُرتَّب لها ويُعد ويُطبخ في الخفاء وخلف الكواليس، تتكشف الحقائق للوهلة الأولى، بأننا كنا ولا نزال بعيدين كثيراً عن تقدير أركان النظام والحكم الذين مالوا إلى الساحات لاهجين مع الشبيبة بإسقاط النظام وقاصرين عن تقييم خطر وخطورة أركان التحالف الثلاثي (العسكري-القبلي-الديني) الذي يجهد بهمّة لإجهاض أحلام التغيير وتطلعات جيل يمني شاب دفعه اليأس إلى التمرد على خوفه ومهادنته، وخرج يبحث عن مخرج لا يستجدي به أحداً بل يفرضه بنفسه. وحصلت صحيفة "المنتصف" على تسريبات من مكتب قيادة غرفة العمليات على رأس هرم الهيكل العسكري للقوات المكلفة بمهمة إسقاط دوائر ومناطق ومربعات شمال شرق العاصمة صنعاء وما فيها من مواقع وأجهزة ومؤسسات حكومية وأمنية وقطع طرق الإمداد والاتصال والمواصلات من سائلة صنعاء القديمة مروراً بمجمع الدفاع وباب اليمن وشعوب ومقار الأمن القومي وقصر السلاح وصولاً الى شارع تعز، وانتهاءً بنقم عند أعلى نقطة فيه وفندق موفنبيك والكونترول، ما يعني السيطرة على المنفذ الوحيد المتبقي باتجاه المطار وشمال العاصمة للنظام ومعسكر الشرعية. وتقول الصحيفة: فيما كان الاصلاحيون يخطبون ويتغنون بالثورة السلمية ونبذ العنف، كانت اجراءات اعداد الخطة الكاملة لإغراق العاصمة بالعنف والفوضى وأعمال التصفيات المبرمجة والحاسمة، حيث عمل على تجنيد واستقطاب شباب الساحات من المحافظات المختلفة للانخراط في قوات ومليشيات إلى جانب القوات العسكرية المتردة والمسلحين القبليين والحزبيين، وإعداد جيش بديل يقضي على الجيش النظامي، ويمكن "حماة الثورة او المؤيدين لها" من نسف النظام والامساك بزمام الحكم والسلطة. وقيلت كل هذه التفاصيل خلال العامين الماضيين في جمل وأوقات متفرقة، فيما كانت حملة الدعاية المضللة والأكاذيب البراقة تتصدى لخيوط الحقيقة وتتبنى خطاباً تحريضياً في الاتجاه المعاكس، مفسحة المزيد من الوقت والفرص أمام الجهاز العسكري والتسريع باستكمال النواقص البشرية والمادية ومتطلبات التدريب والتسليح وبرامج الاستطلاع والرصد والاتصالات والمواصلات وزرع وتوزيع الخلايا والمجموعات على مربعات مسرح العمليات المحدد. وتظهر وثائق وفصول الخط العسكرية التي تكشف عنها الصحيفة للرأي العام وأمام رعاة التسوية الذين أشارت إلى أنهم كانوا على اطلاع كامل بالخطة من يومها الأول، لكنهم ولسبب ما لا يصعب لم ولن يعيروا الحقائق المثبتة اهتماماً يُذكر. وأشارت إلى أن أياديَ خارجية (خليجية) ودولية تخوض عميقاً في الشأن اليمني وتقدم مدداً ودعماً ومساعدات من كل نوع وشكل، فيما كان الامريكيون والبريطانيون والروس والصينيون يعرفون أن جيشاً غير نظامي يتشكل على هامش الساحات والاحتجاجات والفلتان برعاية من التمرد العسكري وتحت إدارة وتنظيم الجناح العسكري لحزب الإصلاح، كان هدفه الأول إسقاط النظام والذي كان، أيضاً، هدفاً دولياً بالمقام الأول. وكشفت الصحيفة ان الجهود بلغت ذروتها في الـ9 من سبتمبر للعام 2011 حيث فعلت الآليات التنفيذية على كافة المستويات بين يومي 25/9 و31/10/2011 لتكون القوات والخطط على أهبة الاستعداد للتحرك عندما تعطي قيادة غرفة العمليات إشارة البدء. وأوضحت أن الجهود السياسية التي فعلها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وفريقه –آنذاك- بعد عودته من الرياض كان له بالغ الأثر في تحريك خيار التسوية السياسية وتحجيم خطر الانفجار، حيث سبقت الخطة وعطلت صاعق الانفجار وجرفت أمامها ساعة الصفر، فتاه عنها أمراء الحرب المتحفزون، حيث جرت مياه التسوية في شوارع وأزقة اليمن وحارات صنعاء القديمة وشعوب والمشهد ونقم، إلا أنها لم تجرِ على الحصبة والنهضة وصوفان وحي الجامعة ومربع سيادة ونفوذ وسلطات دولة الفرقة الأولى شمال غرب العاصمة بداية من أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي. وبينت الصحيفة أن الشاهد من خطة إسقاط صنعاء لا تزال متحفزة على حالها كما كانت في الماضي، فيما يدرك هادي أنه مهدد بشياطين كثر وحمر وبيض ومن كل لون، لعله يحاول بدافع من هذا الشعور لعب دور الحاوي، مسترضياً الثعابين لتدخل جرابه، بحسب الصحيفة.