مئات المسلحين يدخلون مدينة رداع مهددين بالسيطرة عليها

عاشت مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء الجمعة حالة توتر عالية، بعد ان توافد إليها مئات المسلحين بينهم أعضاء بتنظيم القاعدة، حيث قطعوا عددا من الشوارع الرئيسية، مهددين بالاستيلاء عليها في حال لم تستجب الدولة لمطالبهم، المتمثلة بإيقاف عمليات القصف لطائرات دون طيار الأمريكية. وذكرت يومية "الشارع" ان مئات من المسلحين القبليين من مختلف المناطق والقرى والبلدات القريبة من المكان الذي استهدفته الطائرات الأمريكية، توافدوا إلى مدينة رداع وقاموا بقطع الطرقات المؤدية من وإلى هذه المنطقة، احتجاجا على الغارة الجوية التي قالوا إنها "استهدفت الأبرياء من المواطنين الذين ليس لهم إي علاقة أو ارتباط بالقاعدة في تلك المنطقة". ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني بمدينة رداع ان مايزيد على 600 شخص من المسلحين القبليين توافدوا إلى مدينة رداع صباح الجمعة، وقاموا بإغلاق الطريق المؤدية إلى باب المجمع الحكومي الواقع وسط المدينة، كما قطعوا الطرق المؤدية إلى مقرات الأمن العام وقوات الأمن الخاصة، مشيرا أن اولئك المسلحين حاولوا التحرش بالأجهزة الأمنية، إلا أنها تجاهلت ذلك تجنبا لانفجار الوضع. وأضافت أنه تم التعامل مع المسلحين بحذر شديد، خشية تفجير الوضع داخل المنطقة، خصوصا وأن من بين المسلحين عناصر يعتقد أنها تنتمي إلى القاعدة، وكانت تهدف إلى إحداث الفوضى وتفجير الوضع الأمني، حيث دخل المسلحون المدينة على متن عشرات السيارات، وبحوزتهم أسلحة شخصية/ ورشاشات/ وقذائف أربي جي وصواريخ "لو" وأسلحة أخرى متوسطة. وأفاد مصدر الصحيفة أن المسلحين ظلوا حتى السادسة من مساء الجمعة يقطعون هذه الطرقات ويرفضون فتحها، مشيرا إلى أنهم أمهلوا السلطات حتى السبت لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بوقف استمرار الغارات الجوية للطائرات الأمريكية بدون طيار، والتكفل بمعالجة الجرحى والمصابين الذين سقطوا في غارة الخميس، وصرف تعويضات لهم ولقتلى العملية. وأشار المصدر الأمني للصحيفة أنه في حالة لم يتم احتواء هذه المشكلة ونفذ المسلحون تهديداتهم فإن مدينة رداع ستسقط في إيديهم، مضيفا ان الاجهزة الأمنية لا تمتلك الدعم والأسلحة اللازمة للتمكن من صدهم. وأوضحت الصحيفة عن مصدر عسكري برداع ان جهودا حثيثة بذلت من قبل محافظ المحافظة الظاهري الشدادي، وقائد المنطقة العسكرية السابعة العميد الركن علي محسن مثنى، من أجل رفع المظاهر المسلحة وفتح الطرقات في مدينة رداع، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية المنتمين إلى رداع والمقيمين بصنعاء، مبدين استعدادهم للنزول لحل القضية واحتواء غضب المحتجين. وكان 12 شخصا قتلوا في غارة جوية نفذتها طارة أمريكية بدون طيار، مساء الخميس على موكب عرس في إحدى قرى مديرية "ولد ربيع" التابعة لمنطقة رداع محافظة البيضاء.