مأساة أيتام وأمهم الأرملة تدمي القلوب: "أم أحمد" وبناتها.. عذابات بين يدي رئيس اليمنيين والقضاء الأعلى

غرفة بحسب (أمين سر المحكمة) لا تصلح للحيوانات.. دائمة الرطوبة بفعل استخدامها كغرفة وحمام ومطبخ في آن..

عند زيارتنا لهم اختبأ الأطفال الأربعة حتى لا يتم التعرف على وجوههم فهم، من المتفوقين في مدارسهم.. يخجلون من وضعهم الغريب فلا يحدثون به أحداً..

أم أحمد، التي باعت ذهبها ليبني زوجها على أرض أبيه بيتاً يضم العائلة ويوفر لهم الحياة الكريمة.. كتب على نفسه سنداً بمديونيته لزوجته.. وبعد عشر سنوات من العيش الهادئ، تنكر الوالد واتهم ابنه وزوجة ابنه بأنهما يعيشان في ملكه الخاص رغماً عنه. تخاصم الزوج ووالده فتقاضيا في المحكمة، لكن اخوته هبوا ضده وضربوه ضرباً مبرحاً أفقده عقله وأصابه بحالة نفسية، فلم يعد يُرى إلا مخبولاً يحدث نفسه في الشارع..

لم يتمكن الزوج من مساندة زوجته وأبنائه بعد أن تم طردهم من بيتهم والاستيلاء على مقتنياتهم، لكن أم أحمد تشبثت بغرفة صغيرة تدخلها من نافذة تطل على الحوش.. حتى النافذة اقتلعوها كي لا تقيهم برداً أو مطراً أو حتى اختلاس للحرمات..

تقول أم أحمد: أظل ساهرة طوال الليل خوفاً من أن يدخل على بناتي وأبنائي أحد يؤذيهم.

منذ ثماني سنوات وأم أحمد تجابه هذا الظلم ورغم الضرب الذي تتعرض له بين حين وآخر من قبل والد زوجها إلا أنها لا تستسلم بترك الغرفة التي لا تتجاوز المترين مرددة: لن يضيع حقي.

القضاء لم يكن عادلاً في حكمه حين أعطى الحق لوالد زوجها في بيته، رغم أدلة الثبوت والحيازة لصالح زوجة الابن التي أثبتت بشهود عدول أنها هي من بنت البيت مع زوجها بحر مالها، وقد عاشت فيه عشر سنوات ما يؤكد حيازتها وتصرفها بالبيت فكيف بعد كل هذه السنوات يفطن الأب أن البيت بيته وحده، في حين لم يستطع إثبات ملكيته لغير الأرض.

القضاء لم يكن منصفاً أيضاً حين أعطى الحق للجد بطرد أحفاده ودفعهم للشارع والتخلي عن مسؤوليته في كفالتهم لاسيما وأن والدهم مريض فاقد لعقله.

القضاء لم يراعِ مبدأ رفع المشقة ودرء المفسدة.. كيف وقذف الأبناء للشارع مع والدتهم فيه كل المشاق وجلب المفاسد..

*عبير بدر, صحفية - المدير التنفيذي لمنظمة "رفقاً بالقوارير"

المصدر: صحيفة "المنتصف" الأسبوعية