أين اختفت الرؤوس الكبيرة للقاعدة ؟؟

يبدو أن المرحلة التالية من معركة اليمن مع تنظيم القاعدة انتقلت إلى مرحلتها الثانية وفق تصريحات عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن اليمني، وهي مرحلة المتابعة الاستخباراتية خاصة بعد المعلومات التي تشير إلى انتشار المئات من عناصر التنظيم في عدد من المناطق بعد تلقي التنظيم ضربات موجعة في مقره الرئيس في أبين وشبوة، والانتصارات التي حققتها قوات الجيش ودخولها معاقل التنظيم، خلال الأيام الماضية.

وأبدى عدد من المراقبين مخاوفهم من انتشار عناصر التنظيم في عدد من المناطق محذرين في السياق ذاته من اندلاع المواجهات في تلك المناطق التي تنتقل إليها تلك العناصر.

وذكرت مصادر محلية لـ"المنتصف" أن اتفاقاً قبلياً تم التوصل إليه قبيل دخول الجيش في المعاقل الرئيسة للتنظيم في المحفد وميفعة شبوة وعزان.. نص على رحيل الأجانب من عناصر التنظيم وبقاء العناصر من أهالي تلك المناطق شريطة ترك السلاح وإعلان الولاء للدولة، والالتزام بعدم الانخراط في
أنشطة التنظيم والبقاء في منازلهم.

وخلال اليومين الماضيين، وبعد إعلان الجيش تطهيره لمعاقل التنظيم، تساءل عدد من المهتمين عن مصير المئات من عناصر التنظيم، وخاصة القيادات والرؤوس الكبيرة.. وبينما تؤكد عدة مصادر أن معظم عناصر التنظيم، قررت البقاء في منازلها وخاصة في عزان والمحفد وميفعة، ورحيل العناصر من غير أبناء تلك المناطق.. يرى باحثون ومهتمون بنشاط "القاعدة" أن هناك عمليات توزيع تمت لتلك العناصر، على عدد من المحافظات والمناطق في الجمهورية.

وذكرت مصادر محلية في مديرية السدة بمحافظة إب (وسط اليمن) أن بعض العناصر ظهرت لدى بعض وجاهات المنطقة.. والمعروفة بارتباطها مع الجماعة، مشيرةً إلى أن معلومات تؤكد ظهور بعض العناصر في منطقة "بني مسلم" بمديرية القفر، والمعروفة بطبيعتها الجبلية الوعرة.

وبحسب المصادر، فإن تلك الوجاهات قد قامت بعمليات وساطة خلال العامين الماضيين بين قوات الجيش وعناصر القاعدة وخاصة في مناطق البيضاء ورداع، حيث كان التنظيم في أوج نشاطه.

في السياق ذاته قالت مصادر في اللجان الشعبية للصحيفة في منطقة المحفد: إن عناصر التنظيم رحلت من جبهة القتال إلى وديان وشعاب أحور الساحلية، مشيرةً إلى أن هناك أنباء عن تسلل المئات منهم إلى وادي عبيدة بمأرب.

ويؤكد الخبير العسكري اليمني، علي الذهب، أن الهجمات الإرهابية التي تحدث بين الفينة والأخرى، تأتي في إطار عمليات القاعدة عبر فلوله وخلاياه النائمة داخل المدن.

ونقلت وكالة "خبر" عن الذهب قوله، إن ذلك يستدعي تطوير أداء الأجهزة الأمنية والمخابراتية، مع تحول آفاق المعركة واتجاهاتها..

منوهاً إلى أن المعركة القادمة معركة أمنية وشعبية بامتياز جيشها 22 مليون مواطن يمني، يواجهون عناصر مخربة تريد النيل من هذه الملايين.

وأضاف، أن المعركة التي دارت وتدور بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة وعناصر الإرهاب من جهة أخرى، ليست ككل المعارك التي تحدث بين دولتين، بحيث أن على الطرف المنهزم الانسحاب إلى أراضيه، والانسحاب إلى الخطوط الخلفية لجبهات القتال .

وقال: إن عناصر القاعدة المنهزمة سيكون تراجعها داخل أراضي الجمهورية اليمنية وإلى جهات معلومة بالتحديد محافظات: "حضرموت - مأرب – والبيضاء"، وتخوم محافظتي "أبين ولحج".

وأشار إلى أنه من المحتمل أن تكون بعض هذه العناصر قد فرت من مناطق التوتر إلى دول الجوار في القرن الإفريقي، وهو ما تداولته مصادر صحفية عربية قبل أيام عن بدء عناصر التنظيم الإرهابي بالفرار عبر قوارب بحرية باتجاه الصومال.

وأكد مصدر أمني مسؤول وجود عدد من الأجانب في صفوف قيادات وأعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن. وكشف أنه تم إلقاء القبض على اثنين من عناصر تنظيم القاعدة يحملان الجنسية الفرنسية وهما مراد عبدالله عباد ( فرنسي من أصول تونسية ومن مواليد عام 1982م) وطه العيساوي (فرنسي من أصول تونسية ومن مواليد عام 1982).

وأوضح أن العنصرين الفرنسيين كانا ضمن خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت وقد تم ضبطهما خلال محاولتهما الهروب من أحد المنافذ الجوية.
وتشير المعلومات إلى أن المئات من العناصر اختفت في مناطق البيضاء ومأرب وإب ولحج.

وذكرت مصادر أمنية أنه تم إلقاء القبض على جزائريين واندونيسيين، على مدخل مدينة عدن، خلال الأيام الماضية مشيرةً إلى أنه يجري التحقيق معهم للتأكد من مدى علاقتهم بالتنظيم من عدمه.

وفي محافظة تعز تفاجأ المواطنون، صباح السبت، بظهور أعلام القاعدة، في عدد من المناطق.

وقالت مصادر محلية لـ"المنتصف": إن المواطنين تفاجأوا، صباح السبت، بوجود الأعلام الخاصة بشعار القاعدة، وقد ظهر على عدد من المنازل في سوق الصميل، والجحملية، ومسيرية، مشيرةً إلى أن ذلك أثار مخاوف الأهالي من انتشار عناصر التنظيم في تلك المناطق.

إلى ذلك أكد مدير أمن البيضاء العميد عادل الأصبحي، أن معلومات أمنية تشير إلى تدفق بعض عناصر التنظيم الإرهابي "القاعدة" إلى بعض مناطق البيضاء، بعد تلقيها ضربات موجعة في محافظتي أبين وشبوة.

وأوضح العميد الأصبحي لوكالة "خبر"، أن المعلومات الأمنية تشير إلى وصول عناصر التنظيم إلى بعض مناطق البيضاء، إلا أنه لم يسجل بشكل علني.

وأشار إلى أن السلطات الأمنية تقوم بإجراءات مشددة من شأنها متابعة تلك العناصر، لكنه أكد وجود قصور في هذا الجانب بسبب قلة الإمكانات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية في المحافظة.

وقال الأصبحي: إن القاعدة يتواجد في المحافظة، وهم منتشرون لأنهم ينتمون للمناطق ذاتها.. مؤكداً أنه لم يسجل ظهور عناصر من التنظيم من جنسيات غير يمنية.

وأضاف أن موقع محافظة البيضاء، والتي تتوسط أربع محافظات تنشط فيها عناصر القاعدة، يحتم على قيادة أجهزة الأمن رفع جاهزيتها، مؤكداً في السياق ذاته عزمهم على اتخاذ التدابير الأمنية الاحترازية.

وقال: إن الأجهزة الأمنية والعسكرية في حالة استعداد ويقظة وجاهزية منذ ما قبل اندلاع المواجهات في تلك المحافظات.

ولفت إلى أن الوضع التنموي في المحافظة والتي تنعدم فيها الخدمات الأساسية قد سهل للتنظيم الانتشار في المناطق..

وقال: رغم انتشار التنظيم إلا أنه لم يستطع السيطرة على مديرية واحدة في المحافظة.

وذكرت معلومات، خلال الأيام الماضية، أن عشرات من عناصر التنظيم تسللت إلى محافظة البيضاء فارة من أبين وشبوة، وحذر مراقبون من انتقال المعركة إلى البيضاء بعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في معاقل التنظيم الرئيسة.

أسبوعية "المنتصف"